وقالت المنظمة أنهم غير قادرين على تلبية جميع احتياجات حالات سوء التغذية في اليمن رغم زيادة قدرة، داعيةً إلى توفير التمويل لمعالجة أزمة سوء التغذية المتفاقمة.
وأضافت أطباء بلا حدود: إذا لم يتم التدخل سنواجه زيادة كبيرة في حالات سوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في البلاد.
وتفوق احتياجات الناس في اليمن بكثير القدرة العلاجية الحالية، الأمر الذي يؤكد عمق الأزمة الإنسانية.
ويربط ذلك بنقص التمويل الدولي الذي توفّره المنظمات، ما أدّى إلى ضعف الخدمات المقدّمة لليمنيّين، علماً أنّ ثمّة منظمات علّقت عملها. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته المنظمة في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، وقد دعت المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مالي أكبر بعد انخفاض تمويل المساعدات الإنسانية، خصوصاً أنّ سوء التغذية في اليمن منتشر بنسب مرتفعة تبعث على القلق، فيما تشير إلى أنّها تحاول إدارة الأمور بما هو متوفّر من إمكانات.
وقالت رئيسة البعثة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن إيلاريا راسولو لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر الصحافي، إنّ منظمتها تنشط في اليمن منذ عام 1986، وهي موجودة هناك بصورة متواصلة منذ عام 2017، وتقدّم خدماتها في 13 محافظة من أصل 22. أضافت أنّ المنظمة تواجه جملة من التحديات، أبرزها نقص الإمدادات الطبية، إلى جانب التحديات الأمنية.
وبيّنت راسولو أنّ "النساء والأطفال هم أكثر الذين يعانون في اليمن"، مضيفة أنّ "نسبة كبيرة من النساء الحوامل تعاني من سوء التغذية ومن ظروف صحية صعبة، الأمر الذي ينعكس خصوصاً على حديثي الولادة".
وتابعت راسولو: "للأسف، نشعر أحياناً بأنّنا ندور في دائرة مغلقة، فيها أزمات وتحديات كثيرة". وإذ أفادت بأنّ "مرافق ومؤسسات صحية كثيرة في اليمن تعيش أوضاعاً صعبة"، أشارت إلى أنّ "هذه المرافق مكتظة بالأطفال المحتاجين إلى الرعاية، وكثيرين منهم يعانون كذلك من الحصبة والكوليرا والإسهال المائي الحاد". وأكدت أنّ "حتى إبريل/ نيسان 2024، كانت نحو 46% من المرافق الصحية في اليمن تعمل بصورة جزئية أو خرجت عن الخدمة كلياً".
وأكملت راسولو أنّ "على الرغم من أنّ أطباء بلا حدود عزّزت قدراتها العلاجية، فإنّها غير قادرة على تلبية كلّ الاحتياجات.
في الإطار نفسه، قال مسؤول برامج أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط حميدان محمد إنّ في الفترة الممتدّة بين يناير/ كانون الثاني 2022 وديسمبر/ كانون الأول 2024، عالجت المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود 35 ألفاً و442 طفلاً دون الخامسة من عمرهم يعانون من سوء التغذية في خمس محافظات يمنية؛ عمران وصعدة وحجة وتعز والحديدة.
وأضاف أنّ الأرقام تعكس المعاناة المستمرة التي تواجهها الأسر في البلاد لشراء الغذاء وللحصول على الرعاية الصحية بعد سنوات من النزاع وعدم الاستقرار، علماً أنّها تفاقمت بسبب تدهور اقتصاد البلاد.
وشدّد محمد على أنّ "هذا ليس وقت أنصاف الحلول"، لافتاً إلى أنّ الأطفال في حالة تزداد سوءاً. وتابع أنّه "لم يعد في إمكان الناس انتظار المساعدة التي لا تأتي بالسرعة الكافية.
إذا لم نتحرك الآن من خلال تعزيز برامج التغذية وضمان النقل بأسعار معقولة إلى المرافق الصحية وتقريب الرعاية ومرافقها من المحتاجين، فإنّنا نخاطر بوقوع زيادة أكبر في سوء التغذية في الأشهر المقبلة".
وبيّن مسؤول برامج أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط أنّ "تعليق برامج المساعدات الغذائية وتخفيضها أديا إلى زيادة الصعوبات التي يواجهها الناس في كلّ أنحاء اليمن".
على سبيل المثال، أشار إلى أنّ "في عامَي 2023 و2024، تلقّى أكثر من 10 آلاف طفل العلاج في المرفق الصحي الذي تدعمه أطباء بلا حدود في مستشفى الضحي بمحافظة الحديدة، فيما سجّل مستشفى عبس في محافظة حجة نسبة مؤرّقة لإشغال الأسرّة بلغت 200% في سبتمبر/ أيلول 2024، ثمّ 176% في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، وهي أعلى نسب إشغال في السنوات الستّ الماضية".
وأكمل أنّ في ضوء التخفيضات المفاجئة والجذرية في التمويل الإنساني المخصّص لليمن، فإنّ "مشاركة المانحين المستمرة والتمويل المرن من المانحين الرئيسيين أمران في غاية الأهمية لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة" في هذه البلاد.