ونقلت الصحيفة عن مصادر أكدت أن المعلومات التي نشرها هيغسيث عبر تطبيق سيغنال تضمنت جداول الغارات التي تستهدف الحوثيين باليمن، مشيرة إلى أن مجموعة الدردشة التي نشر بها وزير الدفاع هذه المعلومات ضمّت زوجته وشقيقه ومحاميه إضافة إلى نحو عشرة أشخاص من دائرته الشخصية والمهنية.
وأضافت أن وزير الدفاع نشر جداول الرحلات الدقيقة للطائرات التي كان مقرراً أن تضرب أهدافاً للمتمردين الحوثيين في اليمن، «وهي في الأساس خطط الهجوم نفسها التي شاركها في اليوم نفسه على مجموعة سيغنال أخرى».
وكشفت المصادر أن هيغسيث أفشى هذه المعلومات الحساسة قبل تأكيد تعيينه وزيراً للدفاع، واستخدم هاتفه الخاص في التعامل معها وليس الحكومي. وقالت الصحيفة إن هيغسيث نشر معلومات الضربات ضد الحوثيين، في الوقت نفسه تقريباً الذي شارك فيه هذه المعلومات عبر مجموعة الدردشة الأخرى التي سرّبتها مجلة أتلانتيك.
وقالت المصادر إن زوجة الوزير، وهي صحافية وموظفة سابقة في قناة «فوكس نيوز»، لا تعمل في وزارة الدفاع، في حين أن شقيق هيغسيث ومحاميه يشغلان مناصب فيها. وأضافت الصحيفة: لكن ليس واضحاً لماذا قد يحتاج أيٌّ منهما إلى أن يكون مطّلعاً على الضربات الوشيكة ضد الحوثيين في اليمن.
ووفقاً للصحيفة، حذّر مسؤولون في البنتاغون الوزير، قبل أيام قليلة، من أنه يجب ألّا يناقش معلومات متعلقة بالضربات في اليمن عبر سيغنال، وهي خدمة رسائل مشفرة تُعدّ أقل أماناً من القنوات الرسمية المستخدمة عادة للبيانات الحساسة. ولم يعلّق البنتاغون، مساء الأحد، على هذه المعلومات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير رفض الإفصاح عما إذا كان هيغسيث قد شارك معلومات مفصلة حول الأهداف، لكنه قال إنه لم يحصل أي خرق للأمن القومي.
وفي تعليق على هذه المعلومات الجديدة، اتهم الناطق باسم البنتاغون شون بارنيل صحيفة نيويورك تايمز بأنها "وسيلة إعلام تكره دونالد ترمب".
فوضى عارمة في البنتاغون
وأكد: لم تنشر معلومات سرية في محادثات عبر (سيغنال)، دون توفير مزيد من التفاصيل.
وأمس الأحد أيضاً، نشر جون أوليوت، الناطق السابق باسم هيغسيث في البنتاغون مقال رأي لاذعاً جداً وصف فيه شهراً من الفوضى العارمة في البنتاغون.
وكتب أوليوت: اعتاد الرئيس دونالد ترمب مساءلة كبار الموظفين لديه، لذا من الصعب توقع أن يبقى وزير الدفاع بيت هيغسيث في منصبه لفترة طويلة.
وسارعت المعارضة الديمقراطية إلى التعليق. وطلب جاك ريد، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ من المفتش العام في البنتاغون، تضمين تحقيقه الادعاءات الأخيرة.
وقال، في بيان: في حال تأكّد هذا الحادث سيشكل مثالاً جديداً مقلقاً على الازدراء الكامل للوزير هيغسيث بالقوانين والبروتوكولات التي ينبغي على كل المسؤولين الآخرين في الجيش احترامها.
وبعد الحادث الأول الذي عُرف بـسيغنال غيث. دافع دونالد ترمب عن الوزراء المعنيين. وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتس أنه يتحمل المسؤولية؛ لأنه هو الذي أنشأ مجموعة الدردشة هذه.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مجموعة الدردشة الجديدة أنشأها هيغسيث شخصياً، قبل أن يتولى مهامه الوزارية.
والأسبوع الماضي، علّقت مهام ثلاثة مسؤولين كبار في البنتاغون، على أثر تسريبات لم تحدد طبيعتها. وأمس الأحد، ردّ المسؤولون المعنيّون، وهم دارين سيلنيك نائب مدير مكتب هيغسيث، والمستشاران دان كالدويل وكولين كارول، وأصدروا بياناً اتهموا فيه الوزارة بـتشويه سُمعتهم بهجمات لا أساس لها.
وكتب الثلاثة، على مواقع التواصل الاجتماعي: حتى الآن، لم يجرِ إخبارنا بالسبب المحدد الذي يجعلنا نخضع للتحقيق، وما إذا كان التحقيق جارياً، وما إذا كان هناك تحقيق حول حصول تسريبات.