كشف تقرير حقوقي، السبت، عن رصد وتوثيق 373 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء، خلال العام الماضي، تصدرت مليشيا الحوثي قائمة مرتكبيها.

توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء، أجواء باردة على خمس محافظات يمنية خلال الساعات القادمة.

قالت مصادر محلية إن عددًا من الأطقم التابعة لمليشيا الحوثي، حاصرت، أمس السبت، "حي الحفرة" وسط مدينة رداع بمحافظة البيضاء.

 أبدى المبعوث الأممي إلى اليمن “هانس غرندبرغ” مساء اليوم الأربعاء، قلقه من الحملة العسكرية التي شنتها جماعة الحوثي المصنفة إرهابية في قرية حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء (وسط اليمن).

وقال خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي: “أنا أيضًا قلق بشأن التقارير التي تفيد بوجود عمليات عسكرية قام بها الحوثيون في قرية حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء”.

وشدد على وجوب وقف “الهجمات، وأن تتخذ الأطراف خطوات ملموسة وبشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد.

وتطرق “هانس غروندبرغ” في إحاطته إلى المشاورات التي يجريها لوقف إطلاق النار في اليمن. مشددًا على ضرورة خفض التصعيد فوراً والانخراط الجاد من أجل السلام.

وقال: “لقد انتظر ما يقرب من أربعين مليون يمني وقتًا طويلاً للغاية”.

وقال غروندبرغ إنه “يشعر بالقلق من إعادة الأطراف تقييم خياراتها للسلام وتخطئ في حساباتها بناءً على افتراضات خاطئة”.

وشدد “غرندبرغ” على ضرورة أن تتخذ الأطراف المتصارعة في اليمن خطوات ملموسة وبشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد.

وأشار إلى أن مكتبه أجرى مناقشات مع الأطراف بشأن الإجراءات اللازمة لتهيئة الظروف لتحقيق وقف إطلاق النار.

وقال: “لقد أجرى مكتبي حوارات موسعة مع الطرفين على المستوى الفني حول القضايا الاقتصادية”.

ورحب هانس بالانخراط الصريح للأطراف واعترافهم بالتحديات الاقتصادية الملحة وتطلعهم المشترك لمستقبل أفضل لجميع اليمنيين.

وتابع: “نعمل عن كثب مع الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاعين المصرفي والخاص لتحديد الإجراءات اللازمة لتعافي الاقتصاد اليمني والتحضير لحوار أوسع نطاقًا حول الاقتصاد.

نص الإحاطة:

السيد الرئيس، اسمح لي أن أبدأ كلمتي بتقديم أطيب تمنياتي للجميع بمناسبة العام الجديد، والترحيب بالأعضاء المنتخبين حديثاً في هذا المجلس. كما أعرب عن خالص امتناني للواء بيري، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، الذي سيقدم إحاطته الأخيرة في الجلسة المغلقة قبل انتهاء ولايته. وبينما نتأمل في العام الماضي ونستشرف التحديات والفرص المقبلة، أتطلع إلى مواصلة العمل مع هذا المجلس من أجل إيجاد حل مستدام للنزاع في اليمن.

أمضيت معظم العام الماضي في محاولة لحماية اليمن من تداعيات التصعيد الإقليمي، مع التركيز على الفرصة الحقيقية لإنهاء الصراع اليمني. إلا أن السياق أصبح أكثر تداخلاً على المستوى الدولي، حيث كثف أنصار الله ضرباتهم على إسرائيل واستمروا في الهجمات على البحر الأحمر، مما أدى إلى ردود عسكرية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل داخل اليمن. وقد أسفرت الغارات الإسرائيلية الأخيرة عن أضرار بالبنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، الضرر الذي لحق بالميناء والقوارب القاطرة أثر على القدرة على تفريغ المساعدات الإنسانية. لقد ظل موقف الأمم المتحدة واضحاً وثابتاً: يجب ألا يستهدف المدنيون و البنية التحتية المدنية أبدًا، سواء في اليمن أو إسرائيل أو غزة. تشير المناقشات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن إلى الأمل في إمكانية تحقيق فرصة لخفض التصعيد الاقليمي.

ومع ذلك، حتى اليوم، تستمر دائرة التصعيدات من هجمات وهجمات مضادة بما يقوض فرص السلام ويصرف الانتباه والموارد الضرورية عن اليمن. هذه الأفعال تهدد أمن الملاحة البحرية، وتزعزع استقرار الاقتصاد اليمني، وتؤثر على الاستقرار الإقليمي. وتصبح الحاجة إلى معالجة أزمة اليمن أكثر إلحاحًا لأن الاستقرار الإقليمي يتطلب، جزئيًا، تحقيق السلام في اليمن.

قمت بالتواصل المكثف مع أصحاب المصلحة اليمنيين والإقليميين والدوليين في جميع انحاء المنطقة، وعقدت مناقشات صعبة أحيانا وبناءة غالباً، ودائما صريحة، أثناء زياراتي إلى مسقط وصنعاء وطهران والرياض، بهدف تكثيف الجهود لتحقيق حل سلمي للنزاع. رسالتي لجميع المحاورين واحدة: نحن بحاجة إلى خفض التصعيد فوراً والانخراط الجاد من أجل السلام. لقد انتظر ما يقرب من أربعين مليون يمني وقتًا طويلاً للغاية.

خلال اجتماعاتي مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في صنعاء، أكدت مجددًا على الدعوات التي وجهها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس غيبريسوس، خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء، والتي حث فيها بشدة أنصار الله على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين تعسفيًا من الأمم المتحدة، والمنظمات الوطنية والدولية، والبعثات الدبلوماسية، والقطاع الخاص. كما أحثهم على الإفراج عن السفينة “جالاكسي ليدر” وطاقمها المكون من 25 فردًا، الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني لأكثر من عام. خلال زيارتي، التقيت بعائلة زميلي الذي تم احتجازه لأكثر من ستة أشهر. التقيت بأطفال يفتقدون والدهم، وزوجة تفتقد زوجها، وأم تفتقد ابنها. معاناتهم – وأملهم المستمر في الإفراج عنه – تعكس تجربة العديد من العائلات التي تأثرت بهذه الاحتجازات غير العادلة. كما أشعر بالقلق إزاء التقارير التي تشير إلى موجة جديدة من الاحتجازات التعسفية، مما يزيد من معاناة الأسر ويقوض الثقة. أثق في أن هذا المجلس سيظل ثابتًا في دعمه لجميع الجهود الرامية إلى ضمان الإفراج غير المشروط عن المحتجزين تعسفيًا.

السيد الرئيس، بينما تهيمن التوترات الإقليمية على العناوين الرئيسية، شهدنا بعض التصعيد على عدة جبهات، مما يذكرنا بأن الاستقرار النسبي وتحسن الظروف الأمنية للمدنيين الذي تحقق منذ هدنة 2022 قد يصبحان في خطر. ففي حادث مأساوي بمحافظة تعز، قُتل طفلان وأصيب اثنان آخران في هجوم غرب مدينة تعز، بالقرب من موقع ضربة جوية سابقة بِمُسيَّرة أشرت إليها في إحاطتي الأخيرة. أنا أيضًا قلق بشأن التقارير التي تفيد بوجود عمليات عسكرية قام بها أنصار الله في قرية حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء. يجب أن تتوقف هذه الهجمات، وعلى الأطراف أن تتخذ خطوات ملموسة وبشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد. وقد واصل مكتبي إجراء مناقشات مع الأطراف بشأن الإجراءات اللازمة لتهيئة الظروف لتحقيق وقف إطلاق النار.

في هذه المرحلة الحرجة، فإن أي تصعيد إضافي يهدد بتقويض الالتزامات القائمة وقد يؤدي إلى عواقب إنسانية مدمرة على الشعب اليمني، الذي عانى لما يقارب عقدًا من الزمن من مصاعب لا تُحتمل. إن العودة إلى العنف الواسع النطاق ستؤدي إلى مزيد من النزوح، وانهيار الخدمات الأساسية، وتفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة بالفعل، مما يدفع اليمن بعيدًا عن السلام الذي يحتاجه بشدة. مثل هذا التصعيد يمكن أن يمحو التقدم الصعب الذي تم تحقيقه في خفض التصعيد ويقوض الثقة الهشة والضرورية لدفع عملية السلام المستدامة. من أجل الشعب اليمني ومن أجل الحفاظ على فرص تحقيق السلام، أدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي تصرفات تزيد من معاناة الشعب أو قد تعكس التقدم الذي تحقق حتى الآن.

السيد الرئيس، لقد أجرى مكتبي حوارات موسعة مع الطرفين على المستوى الفني حول القضايا الاقتصادية، وأرحب بانخراطهم الصريح واعترافهم بالتحديات الاقتصادية الملحة وتطلعهم المشترك لمستقبل أفضل لجميع اليمنيين. بالإضافة إلى ذلك، نعمل عن كثب مع الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاعين المصرفي والخاص لتحديد الإجراءات اللازمة لتعافي الاقتصاد اليمني والتحضير لحوار أوسع نطاقًا حول الاقتصاد.

إن التدهور الاقتصادي المستمر في اليمن يؤثر على الجميع، لا سيما على الفئات الأكثر هشاشة. ورغم أن الحكومة اليمنية وأنصار الله قد اتخذوا خطوات لمعالجة الأزمة، إلا أن هذه التحديات الهيكلية الأوسع لا يمكن معالجتها إلا من خلال التعاون.

في مناقشاتنا، استكشفنا كيف يمكن للتعاون بين الأطراف أن يفتح الطريق أمام مكاسب السلام، بما في ذلك توحيد البنك المركزي، واستئناف صادرات النفط، ودفع رواتب القطاع العام بالكامل.

ينبغي على الأطراف اتخاذ قرارات حاسمة وعدم تأخير تحقيق تقدم ملموس بسبب سيناريوهات مستقبلية متخيلة. الوقت ليس في صالحنا، وأي تأخير سيزيد من معاناة أولئك الذين تحملوا الكثير بالفعل. إن تكلفة التقاعس ستكون عميقة، حيث سيتحمل الفئات الأكثر هشاشة في اليمن العبء الأكبر من تداعياته.

تظل جهودنا مركزة على إيجاد مسارات لتحقيق السلام المستدام. يواصل مكتبي تيسير سلسلة من الحوارات السياسية التي تشمل الأحزاب السياسية اليمنية، وممثلي المجتمع المدني، وأصحاب المصلحة الرئيسيين، والخبراء البارزين. تهدف هذه المبادرات إلى ضمان المشاركة الفاعلة للنساء والشباب، والتأكيد على أن تكون أصواتهم محورًا في صياغة رؤية شاملة لمستقبل اليمن. تُعد هذه الجهود مهمة في وضع الأساس لعملية سياسية أوسع. وبالتوازي مع هذه الحوارات، نقوم بإجراء مشاورات ومجموعات نقاشية لتعزيز وجهات نظر الفئات المهمشة.

وفي الوقت ذاته، يتواصل مكتبنا مع ممثلي لجنة التنسيق العسكرية للدفع بخطوات نحو تحقيق وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد. كما نستمر في العمل على جمع لجان الأسرى التابعة للأطراف، ونحث الجميع على مواصلة جهودهم نحو إطلاق سراح المحتجزين المرتبطين بالنزاع على أساس مبدأ “الكل مقابل الكل”. إن إعطاء الأولوية لهذا الملف الإنساني ليس فقط أمرًا ضروريًا لتخفيف المعاناة الفورية، ولكنه يمثل أيضًا خطوة حاسمة في وضع أساس لاتفاقيات أوسع. تعكس هذه الخطوات التزامًا حقيقيًا بدفع عملية السلام إلى الأمام وتظهر استعدادًا لإعطاء الأولوية لرفاه المتضررين من النزاع.

السيد الرئيس، بينما لن يخلو العام المقبل من التحديات، فإن عزمي على حماية التقدم الذي تحقق حتى الآن في خارطة الطريق والحفاظ على التركيز على آفاق السلام في اليمن يظل ثابتًا. هناك حاجة ماسة إلى خفض التصعيد في المنطقة بشكل أوسع، ويجب دعم الجهود النشطة التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف. إن يمنًا مستقرًا ومزدهرًا يعم بالفائدة على الجميع، ويجب أن تتوافق الجهود مع تطلعات شعبه للسلام والكرامة ومستقبل خالٍ من ظلال الحرب.

على خلفية التصعيد في المنطقة وحالة عدم اليقين على الصعيدين الإقليمي والمجتمع الدولي، أشعر بالقلق من أن الأطراف قد تعيد تقييم خياراتها للسلام وتخطئ في حساباتها بناءً على افتراضات خاطئة. إن وحدة هذا المجلس ورسائله الثابتة للأطراف بشأن أهمية التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض ستكون حاسمة في الأشهر المقبلة. لقد كان التزامكم عاملاً أساسياً في تعزيز التوقعات الدولية لتحقيق تقدم، وفي إظهار الإرادة المشتركة لدعم اليمن في مساره نحو السلام. ومع مواجهتنا للتحديات المقبلة، سيظل هذا الالتزام ضرورياً ليس فقط لحماية التقدم الذي تحقق حتى الآن في عناصر خارطة الطريق، ولكن أيضًا لدفع تسوية سياسية شاملة والحفاظ على أمل مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا للشعب اليمني.

شكرًا جزيلا لكم.

يتفاقم الوضع في محافظة البيضاء عامًا بعد أخر، حيثُ تشهد حالة من التصعيد المستمر والتوتر المتزايد بين قبائل المحافظة والمليشيا الحوثية المصنفة في قوائم الإرهاب الأمريكيّة، التي تواصل انتهاكاتها التعسفية على السكان، منذ بداية العام الفائت 2024م.
 
وعلى الرغم من سيطرة جماعة الحوثي على البيضاء، في أكتوبر 2014، إلا أنها تحولت إلى كابوس مرعب للجماعة الانقلابية، حيثُ صعدت القبائل حدة مقاومتها لتصدي الانتهاكات.
 
ومؤخرًا كثفت الجماعة المدعومة من إيران، حملتها العسكرية نحو البيضاء، ومنذ 5 يناير الجاري، وهي تفرض، حصارًا خانقًا على قرية حُنكة في مديرية القريشية في قيفة رداع، بحجة البحث عن من أسمتهم، العناصر التكفيرية، ما تسبب في حدة تصعيد المقاومة، من قبل قبيلة آل مسعود.
 
تصعيد جديد
 
في التاسع من يناير،  شهدت البيضاء مواجهة عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والطيران المسيّر، و خلف الهجوم دماراً في المنشآت العامة والخاصة، ومقتل وإصابة 13 شخصًا بينهم نساء وأطفال، كإحصائية أولية، في منطقة الخشعة التابعة لقبيلة آل مسعود، وفق مصادر قبلية لـ تعز تايم.
 
 وقالت المصادر القبلية، إن جماعة الحوثي الإرهابية، نفذت يوم الأحد 12 يناير، عمليات إعدام جماعية لعدد من المدنيين بعضهم جرحى أمام منازلهم في قرية "حنكة آل مسعود" شمال غرب المحافظة.
 
ولفتت إلى أن القبيلة كانت قد تمكنت من اغتنام "عيار 23 مضاد للطيران" إلى جانب المركبة العسكرية الذي كان مثبت عليها، و أحرقت ثلاثة أطقم في نقطة "الرقتين" الواقعة بين قريتي "حمة صرار" و"الوثبة" بمنطقة قيفة، ضمن عملياتها المستمرة للدفاع عن أراضيها والتصدي لانتهاكات الجماعة.
 
دفاعًا عن الكرامة
 
من جانبه قال الناطق الرسمي باسم اتحاد قبائل اليمن، الشيخ عبد القوي العمري، لـ"تعز تايم" إن: "الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي في البيضاء تتنوع بين التفجير والتهجير والاعتداء على الكرامة، إضافة إلى نهب الممتلكات وسلب الأموال، و تلويث مصادر المياه برمي جثث الكلاب الميتة، والاعتداءات المتكررة من قبل الحوثيين، بما في ذلك استهداف القرى وتفجير المساجد، هي الدافع الأساسي لمقاومة القبائل.
 
وأضاف : أن الجرائم في البيضاء ليست استثناءً عن بقية المحافظات اليمنية، إلا أن ما يميز قبائلها هو رفضهم القاطع لأي ممارسات تمس حريتهم، كونهم عشاق للسلام والحياة، لا يخوضون الحروب بدافع الصراع أو الرغبة في القتال، بل دفاعًا عن كرامتهم التي يحاول الحوثيون المساس بها، ولم يواجه الحوثي من أبناء البيضاء سوى الدفاع المستميت عن الكرامة والعادات القبلية،
 
وتوقع الشيخ العمري استمرار الوضع الحالي كلما واصل الحوثي جرائمه وانتهاكاته بحق القبائل.  رغم امتلاك الحوثي أسلحة دولة متطورة، مقابل إمكانيات القبائل البسيطة، ومع ذلك، فإن إصرار أبناء البيضاء على مقاومة مشروع الموت والدمار الذي يحمله الحوثي يمثل الأمل في مواجهة هذا العدوان.
 
ثقافة عدائية
 
وواصل المتحدث باسم القبائل اليمنية، أن هناك، ثقافة عدائية تاريخية بين البيضاء والنظام الإمامي الذي اعتاد على البطش باليمنيين، على مر العصور، ورفض المجتمع اليوم لمشروع الحوثي يعود إلى الخراب الذي جلبه على اليمنيين، من تدمير التعليم والصحة وغياب المرتبات، وتحويل حياة الناس إلى معاناة مستمرة.
 
وأعرب الشيخ العمري عن أسفه الشديد تجاه الخذلان الذي يواجه أبناء البيضاء، سواء من الجهات الرسمية أو القبائل في المحافظات الأخرى. وأوضح أن الحوثي يستغل الظروف ويدّعي السيطرة على البيضاء رغم أن المحافظة خالية من أي عناصر خارجة عن القانون، حيث تضم فقط قبائلها وأبناءها.
 
ودعا العمري كافة الأطراف، الرسمية والشعبية والقبلية، إلى الوقوف بجانب أبناء البيضاء ومساندتهم بمختلف الوسائل. وختم بالدعوة إلى الوحدة والتضامن بين اليمنيين، مؤكدًا أن عنجهية الحوثي ستنكسر كما انكسرت سابقًا على يد أبناء البيضاء.
 
جرائم حرب
 
ومع استمرار تصعيد الانتهاكات، ذكر الصحفي والناشط الحقوقي، ناصر علي الصانع، الجرائم الحوثية خلال عام 2024م : "استهداف قرية "حمة صرار" في 7 أغسطس العام المنصرم، من قبل حملة حوثية معززة بآليات عسكرية ثقيلة ومتوسطة، قتلت خلاله اثنين من ابناء القرية في أحدى النقاط العسكرية ثم تحولت إلى مواجهات مسلحة بين جماعة الحوثي والقبيلة".
 
وأضاف لـ"تعز تايم" أنها استهدفت المدنيين من منارة المسجد فقام القبائل باستهدافهم واحراق تلك المنارة،  سقط خلالها 7 قتلى وجرحى من الطرفين، بعد أن عجزت المليشيا من المواجهة، أقدمت وساطة قبيلة واحتوت الموقف وخرجت بحلول وارتفعت الحملة".
 
وأشار غلى تفجير منازل المدنيين في حي الحفرة بمدينة رداع في 19 مارس 2024، "تلك الجريمة التي هزت الضمير الإنساني وهزة العالم في المشاهد المروعة".
 
وأوضح، أن الجماعة استهدفت منزلين بشكل مباشر وراح ضحيتها 9 قتلى من أسرة واحدة، كان معظمهم نساء وأطفال، وما لا يقل عن 12 جريح، وتضرر 7 منازل بشكل كلي وقرابة 14 منزل بأضرار متفاوتة، تلك الجريمة كانت من أبرز الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي.
 
وقال، إن هذه الجريمة في ذروة ما كانت جماعة الحوثي تقدم نفسها بأنها تدافع عن القضية الفلسطينية وتقف مع مظلومية غزة وإذا بصور ومشاهد تخرج لوسائل الإعلام نفس الصور والمشاهد التي كان يشاهدها الناس في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
 
وعقب الحادثة في 20 مارس، تحولت مقاومة قبائل رداع في محافظة البيضاء، إلى انتفاضة شعبية، تنديدا بالجريمة المروعة التي ارتكبتها في حي الحفرة، حيثُ عبر الأهالي عن غضبهم الشديد على الجماعة بقطع الشوارع وأغلقوا المحلات وأشعلوا النيران في الإطارات، وهتفوا "برع يا حوثي" و "لا إله  إلا الله والحوثي عدو الله ".

هذه الاحتجاجات دفعت خلالها جماعة الحوثي، بنحو ثلاثين طقمًا وعربة عسكرية على متنها مئات المسلحين، بهدف قمع أي احتجاجات شعبية، حسب المراقبون.
  
قتال الأئمة
 
تُعدّ محافظة البيضاء من أبرز المحافظات اليمنية التي واجهت جرائم الإمامة عبر التاريخ، ما يعكس رفض أبنائها لهذا الفكر الدخيل على ثقافتهم الدينية والاجتماعية، وخلال السنوات الماضية، استمرت مليشيا الحوثي في استهداف أبناء البيضاء، مبررة عدوانها بذريعة محاربة "الإرهاب" و"التكفيريين"، دون تغيير خطابها أو نهجها.
 
عبدالحكيم المليكي باحث ومختص في تاريخ الإمامة الزيدية، يقول لـ"تعز تايم" إن "أهل البيضاء ضلوا ولا زالوا مستمرين في قتال الأئمة، قاتلوا الأئمة السابقين وقاتلوا الجدد، وقامت في نصرة الجمهورية، والثورة ورفع الظلم، والانتصار للمظلومية على مدار التاريخ".
 
وأشار إلى أنه "ينبغي على أهل البيضاء الذين خرجوا في عهد الإمام يحيى، و عهد الإمام أحمد، وما قبلهما، أن ينتصروا اليوم للبيضاء التي بقت شامخة لا يمكن أن تستهين أو تستكين. متمنيًا من بقية القبائل أن تحذوا حذوهم وتنتصر لنفسها وللمجتمع اليمني وأن تنتصر للجمهورية، وينبغي على الجميع الوقوف مع قبائل البيضاء ويناصرهم ويساندهم لإسقاط هذا النظام الكهنوتي الموجود في صنعاء.
 
وقال في حديثه، إن القبائل اليمنية ستظل في مواجهة مشروع الاستبداد كونها تجمع كل قواها ضد الانتهاكات "القبيلة هي صاحبة القوة وصاحبة الشكيمة والتي يتجمع الناس حولها، وكانت في صراع مستمر سواء مع الإمامة في السابق أو مع الإمامة في اللاحق".

الصفحة 1 من 14
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro