ناجون من سجون مليشيا الحوثي يتحدثون عن معاناتهم داخل الزنازين

نيسان/أبريل 23, 2021

يخوض المختطفون في معتقلات مليشيا الحوثي معركةً وحرباً أخرى لا تقل ضراوةً عن معارك الجبهات العسكرية، تتمثل تلك المواجهة في الصمود والثبات والصبر أمام عنجهية سجاني مليشيا الحوثي وإذلالهم وقهرهم وتعذيبهم الوحشي للمختطفين في محاولةً منهم لإخضاعهم.

ويقبع اكثر من 10 آلاف معتقل في أكثر من الف سجن في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية، منهم من مضى على سجنه أكثر من خمسة أعوام، توفي منهم أكثر من ( 280 مختطفاً) جراء التعذيب، إلا أنهم ثابتون على مبدأهم وأهدافهم وغاياتهم التي اعتقلوا من أجلها.


وتظهر شهادات عدد من المختطفين المفرج عنهم صور وأوجه مقاومتهم لسجاني مليشيا الحوثي في المعتقلات.

الصحفي، هيثم الشهاب الذي غيبته مليشيا الحوثي في معتقلاتها المختلفة بالعاصمة صنعاء مع عشرة صحفيين آخرين لأكثر من خمس سنوات، قبل أن يتم الافراج عنه في صفقة التبادل المشهورة خلال شهر أكتوبر من العام الماضي، يتحدث عن مقاومتهم لسجاني مليشيا الحوثي، وعناصرهم في رفض فكرهم الطائفي، وترديد صرختهم الإيرانية، وصمودهم وثباتهم أمام كل ما مورس عليهم من تعذيب وحشي جسدي ونفسي.

يبدأ حديثه عن مقاومتهم للفكر الحوثي في بدايات سجنهم في سجن الثورة بصنعاء فيقول:” كان الحوثيون ينزلون كل جمعة خطيباً منهم لغرض تثقيف الناس وإرشادهم، وخلال ذلك كان الخطيب يجلب معه أناس آخرين ليقوموا في نهاية الخطبة بترديد الصرخة وذلك لكي يقوم السجناء بترديدها معهم”.

ويضيف:” وعندما كان الخطيب ينتهي من الخطبة، ويرى أن السجناء يرفضون ترديد الصرخة، فيقوم بشتمهم وسبهم بأقذع الألفاظ، ويخرج من السجن خائباً دون أن يحقق مبتغاه في بث فكرهم الطائفي، وترديد الصرخة دليل أنه أوصل فكره”.

رفض

وفي سجن الأمن السياسي بصنعاء والذي قضى فيه الزملاء الصحفيين بقية فترة سجنهم لعدة سنوات، يتطرق الصحفي الشهاب عن بعض من صور وأشكال المقاومة للفكر الحوثي فيقول:” كان هناك ضابط من بيت الحاكم من الحيمة الداخلية جاء إلينا في أحد الأيام، وقال لي:” لو طلب منك أن تردد الصرخة فقط وتخرج أيش ستكون ردة فعلك؟، فرديت عليه مستخفاً :”لو أبقى عمري كله في السجن أفضل لي من أرددها”.

يضيف هيثم الشهاب:” ذات القيادي الحوثي قال لي:” هي كلمتان ما فيها حاجة تقول فقط “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل”، فرديت عليه بالقول:” هي هذه التي دخلنا السجن من أجلها”.

ويؤكد الزميل الصحفي الشهاب: “على أنهم تحملوا عذاب وآلام السنين في صمود وعزيمة كبيرة، وكان الحوثي يظن أنه سيحصل على مبتغاه منهم، ونشر فكره وإقناعهم بمشروعه في زمن قصير، إلا أنه مرت علينا سنوات طويلة ولم يستطع أن يحصل منا على شيء من هدفه”. مؤكداً” المختطفون والأسرى فقط هم القابضون على المبادئ والقيم، وتحملوا لأجلها شتى صنوف التعذيب والمضايقات بلا سبب”.

ويقول:” عشنا خمس سنوات ونصف داخل غرف وزنازن المليشيا الحوثية تمر سنوات علينا ولا يسمح لنا أن نلتقي بأحد من السجناء خوفاً من أن نقوم بتعبئتهم وشحنهم أكثر ضد مليشيا الحوثي، فكانوا يطلقون علينا المُسمِمون، ورمزية السم على الفاعلية السريعة في تغيير قناعات ونفسيات الآخرين”.

وتابع: “حتى مشرفي الحوثي أنفسهم كانوا يتهربون منا في الحديث والنقاش خشية أن لا يؤمنوا ويقتنعوا بنا، فيما بعض السجانين كانوا يرفضون أن يأتوا الينا ويعطونا أي شيء حتى أحيانا الأكل، خشية أن نؤثر فيهم، حسب ما يحرضهم المشرفون ويحذرونهم منا”.

تعذيب وحشي

ومن صور الصمود والمقاومة للمختطفين يقول الشهاب:” أضربنا عن الطعام في سجن هبرة، فكان مدير السجن يدخل لنا الأكل من النوافذ، فنقوم برد الأكل، فيأتي إلينا في اليوم التالي يترجانا بأن نأكل ونفك الإضراب، وهو سيقول: إننا مضربون، وعندما شاهد صمودنا وثباتنا لمدة أسبوعين نقلنا إلى مبنى الأمن السياسي”.

ويؤكد: “لم نفك الإضراب إلا بعد 42 يوماً، وقد صمنا نصف رمضان على التمر والماء، بعد أن أخفونا قسريا ومنعوا عنا كل شيء حتى التمر أوقفوه عنا وكان يأتي طباخ السجن إلى النافذة يترجانا نأكل ويقول لنا لستم في إسرائيل”.

ويتحدث هيثم الشهاب عن ثباتهم وصمودهم أثناء التحقيقات معهم من قبل قيادات الحوثي، فيقول:” كانوا يكثفون التحقيق معنا ولساعات طويلة، حتى وقع زميلي الصحفي هشام طرموم مغشيا عليه وهو في غرفة التحقيق، ولم يحصلوا على مبتغاهم”.

ويضيف: “كان المحقق يقول للزميل الصحفي عبدالخالق عمران:” أصحابك فكوا الإضراب وأنت فك مثلهم”، فيرد عليه عمران: أصحابي رجال لا يمكن أن يفكوا الإضراب”، فما يكون من المحقق الا ان يؤكد على ذلك بقوله: ”إي والله إنهم رجال”.
ويؤكد الصحفي الشهاب” إن الذين لايزالون رهن الاختطاف وقد مضى عليهم أكثر من خمس سنوات، هؤلاء يرى فيهم الحوثي أشد أعدائه، لأنهم صامدون على ما هم عليه راضون ومقتنعون بمبدأهم، ولم يضعفوا أو يستكينوا ولو مرة واحدة”.

 زنازين انفرادية

ويشير هيثم الشهاب إلى عزيمة وصمود المختطفين فيقول:” عندما يخرج الدكتور يوسف البواب إلى المحكمة ويفضح ألاعيبهم في التحقيق وكيف تعاملوا معه، حيث أنزله مشرف السجن السياسي المدعو يحيى سريع زنزانة انفرادية، وجلس فيها شهوراً حتى أنه كان يأتي إليه في الليل والكهرباء طافية بالبدروم فيقوم بخنقه وتعذيبه، ورغم ذلك لم يثنه ذلك عن مبدأه ولم يضعف أمام كل ذلك التعذيب، وهذا من أكبر صور مقاومة المختطفين للمشروع الحوثي”.

ويواصل: “بعد اتفاقية استوكهولم يناير2019 أرسل الحوثي عدداً من المحاضرين الكبار لديه لتثقيف الناس بآرائه وفكره المريض، فقد كان القيادي الحوثي أبو عواضة ووزير اعلامهم ضيف الله الشامي يصابون بالتبلد والحياء، حينما يشاهدون أمامهم صحفيين وتربويين ومشايخ علم أقل واحد فينا يحمل ثانوية عامة”.

ويختتم الصحفي هيثم الشهاب حديثه بقوله:” وصل بنا الحال من الصمود والرفض أنهم وضعونا في زنازين انفرادية، وعندما نخرج للحمام يعطونا دقيقة واحدة فقط مالم اقتحم السجان باب الحمام، ونحن بداخله وأمطرنا ضربا وكال لنا سبا وشتما “يؤكد:” رغم كل ذلك العذاب لم تضعف عزائمنا، وأرواحنا الوثابة، ولم تظلم نفوسنا المضيئة، ولكنها كانت تزداد إشراقاً ولمعاناً أكثر”.

ورق وأقلام

أما المختطف حازم الحرف مفرج عنه من معتقلات مليشيا الحوثي بصنعاء يؤكد:” تلقينا في سجون الحوثي الكثير من الإرهاب والإرجاف لنا، ولكن ما كان أمامنا سوى مقاومة ذلك بكل ما أُوتينا من قوة”.

ويتحدث في حديثه لـ 26 سبتمبر حول بعض صور مقاومتهم لمليشيا الحوثي في المعتقلات فيقول:” كان عناصر مليشيا الحوثي حريصين على تشويه صورتنا عند الجنود والمستلمين، فقد كانوا ينعتوننا بأنَّا لسنا سوى مجموعة من القتلة والمجرمين والمنبوذين اجتماعياً، فكانت أفضل طريقة لمواجهة هذا العداء والإرهاب القائم علينا، ومحاولة منَّا لعكس الصورة الحسنة عنا هي الأخلاق الحميدة التي كان يتمتع بها المختطفون والأسرى، من تعامل كريم وابتسامة وصدق، حتى وصل بهم الأمر إلى تبديل جنودهم كل فترة وأخرى خشيةً على جنودهم بألَّا يتأثروا بأخلاقيات الأسرى”.

ويضيف الحرف: حاول الحوثيون مقاومتنا ثقافياً، فحرَّموا علينا الأقلام والكتب والورق، وحاصرونا من أي شيء يُقرأ”. ويؤكد :” لكن لم نستسلم لذلك فصنعنا الورق من علب العصير الورقية، وصنعنا الأقلام من أغطية علب الزبادي وغيرها، فكنا نكتب وندون عليها خطباً أو محاضرات، والبعض منا كان يكتب عليها القصائد الشعرية والخواطر التي تراودهم”.

إرهاب فكري

ويلفت حازم الحرف” إلى أن عناصر مليشيا الحوثي استخدموا على المختطفين إرهاباً فكرياً من خلال محاولتهم بشتى الوسائل والطرق أن يُقنعوهم بأفكارهم، من خلال استخدام شعاراتهم الدينية المغلوطة والمليئة بالشبهات، ولكن كنا نواجههم بالحجة”.

مضيفاً:” بعد أن يعجزوا عن إقناعنا يقرون بعدم استطاعتهم مقارعتنا، فيقولوا:” سنبعث لكم مثقفينا ليردوا على حججكم”، إلا أنهم في قرارة أنفسهم كانوا يعلمون بأنهم حتى ولو بعثوا إلينا النخبة منهم، سيعودون خائبين”.

ويقول:” المفارقة العجيبة بأنهم كانوا مهتمين بإقناعنا بحججهم الدينية، وفي الوقت ذاته حرمونا من إدخال المصاحف للقراءة والحفظ، لكننا قاومنا ذلك بأن كنَّا نقيم حلقات تحفيظ للقرآن الكريم بإشراف حُفَّاظ الأسرى، وبفضل من الله ختم الكثير من الأسرى القرآن الكريم حفظاً”. معتبراً ذلك وجهاً من أوجه المقاومة الدينية”.

هدوء نفسي

ويختتم الحرف حديثه بقوله: “كان الأسرى لا يجدون باباً من أبواب مقاومتهم لهذه المليشيا إلا وطرقوه، ولم يكونوا يعرفون استسلاماً أبداً رغم التعذيب والشبهات والتضييق عليهم، بل كانوا يزدادون قوة وضراوة، حتى أن المحققين والقيادات عندما كانوا يأتوننا بأشخاص أسرى جدد، كانوا ينظرون لنا وكأننا أسرى بجناح ملكي”. مؤكداً:” بحمد من الله خمس سنوات في المعتقلات ولم تسجل علينا حالة سرقة واحدة، أو حالة انتحار واحدة، خمس سنوات لم يلجأ الأسرى لتعاطي حبوب مهدئة أو منومة، أو علاجات أمراض نفسية، وذلك لأنهم يعيشون بهدوء نفسي نابع من إيمانهم بقضيتهم، ومستعدون للعيش لأجلها حتى آخر رمق”.

حرب ومواجهة

فيما وصف الشاب عارف حسين العماري، مختطف أفرج عنه مؤخراً “سجون مليشيا الحوثي بالجبهة الأشد مواجهةً وضراوةً وحرباً تفوق جبهات القتال العسكرية”، وذلك لأنها تحتوي حسب قوله:” مختلف أنواع الحرب المادية والمعنوية من (تعذيب جسدي وتجويع وحرمان من أبسط مقومات الحياة، وكذلك الحرب النفسية)”.

ويضيف في حديثه لـ 26 سبتمبر: “هذان الصنفان من الحرب كانا قائمة ومحتدمة في معتقلات مليشيا الحوثي وباستمرار طيلة فترة بقاء المختطفين في هذه السجون”.. مؤكداً “كل المختطفين والأسرى يخوضون هذه الحرب المفروضة عليهم باستمرار، فمنهم من قضى نحبه في هذه الجبهة، ومنهم من ينتظر”.

ويقول الشاب عارف:” لقد كنت ممن دخل هذه الجبهة وبفضل الله استطعنا مواجهة هذه الحرب الضروس بكل اقتدار، من خلال صبرنا وثباتنا وقوة عزيمتنا، دون أن نلين أو نستكين للمليشيا”.
 
ويتحدث عارف العماري عن بعض أوجه المقاومة والصمود التي كانوا يواجهون بها مليشيا الحوثي في المعتقلات، ومنها كما يقول:” لملمة صف المعتقلين وتوحيدهم، واحتوائهم، ومحاولة الحفاظ عليهم من أي تأثير خارجي وتوحيد الموقف والرأي، وهذا الأمر بحد ذاته كان يؤلم الحوثيين ويغيظهم لصعوبة سيطرتهم على البعض، وإثارة الفتن والنزعات فيما بين المختطفين، فوحدتنا  شكلت لدينا القوة والصلابة، واستطعنا من خلال ذلك إقامة الإضرابات، والوقوف كلمة واحدة حتى نستعيد من ارادوا الاستفراد به من المختطفين لتعذيبه او للتأثير عليه بفكرهم الطائفي”.

 مواجهة مباشرة

ويشير “إلى أن من تلك المواجهة مع المليشيا في المعتقلات، المواجهة المباشرة من خلال الوقوف أمامهم ومواجهتهم بالشبه التي كانوا يريدون طرحها وفرضها على المختطفين، وبالتالي تفنيدها، من خلال انتقاء الكلمات التي تزيد من غيظهم، وهو الوجه الذي اتخذه سيدنا بلال عندما كان يعذبه سيده أمية بن خلف بكلمة (أحد أحد )”، وهذه الكلمات رددها احد المختطفين ويسمى الغندري، عندما كان يجلده سجانو مليشيا الحوثي، وكنا نرى وقع تلك الكلمات على الجلادين أشد من الرصاص”.

ويضيف:” ومن أوجه المواجهة أيضاً إقامة التكافل الاجتماعي فيما بيننا، وكذلك التوعية المستمرة بقدر الشائعات، والإحباطات والحرب النفسية، وفرض الثقافة المغلوطة”. لافتاً:” كنا نتخذ أساليب التوعية بذلك من خلال إقامة الدروس والنقاشات والدورات التدريبية، وحلقات التحفيظ والمسرحيات وغيرها.

وكذلك كنا نتصدى لشائعاتهم التي تهدف إلى بث روح الخوف والذعر والحرب النفسية، فنواجهها بالتوضيح والتواصي بالصبر وعدم تصديق كل ما يقال، إلى مستوى اننا كنا أحيانا نواجههم بأخبار عنهم وهزائمهم في الجبهات وغيرها”. حد قوله.

ويلفت الشاب عارف إلى” أنهم كانوا يفتخرون أمام المليشيا في المعتقلات بانتمائهم للشرعية في ظل الحرب التي كانت تشن عليهم وعلى الشرعيه بشكل مستمر”، إضافةً إلى أنهم كانوا يقدمون الشكاوى لفريق الصليب الأحمر بشكل علني عند زيارتهم، رغم منع الحوثيين وتشديدهم وتهديدهم لهم بعدم الإدلاء بأي معلومة لهم، او تقديم اي شكوى”.

تكافل وتراحم

ويختتم الشاب عارف حسين العماري حديثه بذكر مزيد من اوجه مقاومة مليشيا الحوثي في المعتقلات فيقول: “ومن أوجه مقاومتنا بداخل هذه السجون قيامنا بالإسعافات الاولية للمرضى من المختطفين، أو الذين يأتون وعليهم جروح وندبات جراء التعذيب، فنقوم بالاعتناء بهم، كما كنا نمتنع أحيانا عن تسليم أي شخص يريدون إخراجه وتعذيبه”.

ويضيف:” كما كنا نواجه القنابل الغازية ومسيلات الدموع بالبطانيات والماء، وهكذا كانت لا تنقضي ليلة من الليالي دون حرب مادية أو معنوية مع سجاني المليشيا، ونقوم بالمواجهة بما أمكننا من طرق وأساليب متاحة لدينا حتى استطعنا الانتصار عليهم”.. مؤكداً: “صمدنا ولم يستطيعوا إضعاف معنوياتنا، او تمزيق وحدتنا، او تحقيق هدفهم من الوقيعة فيما بيننا، ولم ينجحوا في استقطاب أو التأثير على اي مختطف، بل إن كل اساليبهم الوحشية وحربهم النفسية، أنتجت عندنا قوة وصلابة ومناعة وقناعة بعداوتهم وبطلان نهجهم، وضلال أفكارهم، وكذب مسيرتهم”. حسب تعبيره.

 الموت دون الرضوخ

عميد الأسرى والمختطفين، رئيس منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، جمال محسن المعمري ” يصف صمود المختطفين بالأسطوري في ظل ممارسة المليشيا الحوثية بحقهم أبشع أنواع التنكيل والعذاب الجسدي والنفسي”.

ويشير المعمري في حديثه لـ 26 سبتمبر:” وهو أحد المعتقلين الذي افرج عنهم في سجون مليشيا الحوثي، وقد اشتل جسده بسبب تعذيب المليشيا له في المعتقلات، إلى ثبات المختطفين، ومن ذلك صبرهم وجلدهم على التعذيب وعلى الإخفاء القسري لسنوات، وصبرهم عن منع الاتصالات وزيارات الاهالي والابتزاز المالي، والمحاكمات الهزلية وإصدار أحكام الاعدام، وتخويف المختطفين بأسرهم من أبواب الحرب النفسية القذرة”. حسب قوله.

ويؤكد”: لم يفرط أي مختطف بجمهوريته ووطنه، ولم يقبل أحد بالخنوع أو الخضوع لما تمليه المليشيا من أفكارها عليهم، فهم يملكون العزيمة الصادقة لمجابهات حملات الترهيب والترغيب الممنهجة من المحققين والجلادين”.

ويتطرق جمال المعمري إلى بعض صور مقاومة المختطفين بقوله كنا نؤدي الصلوات وخطب الجمعة وإقامة حلقات التحفيظ والدروس في العنابر والإنشاد، والتعاون مع الذين ليس لديهم زيارات باقتسام ما يأتي من خارج المعتقلات من الاهالي” كل ذلك رغم منعنا من ذلك.

ويضيف:” وفي الزنازين الانفرادية تسمع صراخ المختطفين في وجه الجلادين وتنفيذ الإضرابات الجماعية، وأهم من هذا كله هو الصمود في وجه آلة التعذيب”.. مؤكداً:”  وما يحصل من عمليات تعذيب حتى موت المختطف هو خير دليل لعدم رضوخ المختطفين لما تمليه وتريده هذه المليشيا الحوثية الإرهابية”.

ودعا جمال المعمري أصحاب الأقلام الحرة والشريفة للوقوف مع المختطفين، وزملائهم الصحفيين، من خلال نقل صورة للمجتمع العربي والدولي عما تمارسه المليشيا الحوثية من إرهاب وتنكيل بحق المختطفين والأسرى والمخفيين قسراً”.

واعتبر الشاب (ه -س – م) أحد المختطفين لدى مليشيا الحوثي جنوب العاصمة صنعاء والمفرج عنه مؤخرا” صمود ورباط المختطفين انه لا يقل أهمية عن صمود ورباط الأبطال في الجبهات”.

ويقول: الأبطال في الجبهات يواجهون مليشيا الحوثي بالسلاح، ونحن نواجههم في المعتقلات بالعزيمة والارادة والصبر، وبأحقية مشروعنا وأهدافنا على الرغم مما نتعرض له من انتهاكات لثنينا عن الطريق الذي نسير عليه وهو تحرير الوطن من عصابة المليشيا.

ويضيف: “لقد كانوا يحاولون إذلالنا وأن نطأطئ رؤوسنا بشتى الأساليب، ومن بين تلك الأساليب الترهيب الجسدي والنفسي لأهالينا”.. منوهاً :” على سبيل المثال خلال أعياد الفطر والأضحى كانوا يوحون إلينا أن الشرعية تخلت عنا، وأن أهالينا وبقية الناس يعيشون أجواء فرحة العيد، لكننا كنا نقوم بممارسة كافة شعائر العيد وفرحته من تكبيرات وإقامة صلاة العيد، وشراء جعالة العيد وتوزيعها، وإقامة أمسيات والاحتفال بالعيد كما لو كنا خارج السجن، حتى نغيظهم ونخيب آمالهم بكسرنا”.

ويشير إلى محاولة المليشيا بث فكرها المنحرف من خلال توزيع ملازم صريعهم الحوثي على المختطفين، إلا أن ذلك لم يؤثر على أي مختطف بل نستخف بتلك الملازم وأفكارها في صورة من صور مقاومة هذا المشروع الحوثي الإيراني”. حد قوله.


أما المختطف مفضل السياغي فيقول:” لقد حولنا السجن إلى منحة واستفادة، ونحن نقاوم سجاني المليشيا، حيث البعض منا استطاع حفظ القران الكريم، ومنا من تعلم اللغة الإنجليزية على يد الأساتذة المختصين المعتقلين معنا، ومنا من ابتكر حرفاً يدوية”.  مضيفا ” كل ذلك من أجل أن نثبت للمليشيا أننا لن ننكسر ولن نقبل بمشروعهم الانقلابي وفكرهم الإيراني المجوسي”.

هامات شامخة

وتعتبر رئيسة رابطة أمهات المختطفين، أمة السلام الحاج: “مقاومة المختطفين للمشروع الحوثي وإرادته وجبروته داخل السجون من أقوى المقاومة والشجاعة”.

وتضيف في حديثها “على الرغم من الآلة القمعية الوحشية الشديدة للمليشيا إلا أنهم لم يستطيعوا أن يكسروا عزيمة وإصرار المختطفين بالرضوخ لهم، ولذلك يستخدمون الأساليب الوحشية نفسيا وجسديا لينال منهم، وهيهات للهامات الشامخة أن تنحني لهذا الجبروت”.

وتقول الحاج:” لقد مرت أكثر من خمس سنوات على وجود هؤلاء الأسود داخل السجون يعانون صنوف التعذيب وأسرهم تعاني الأمرين، ومع ذلك عزيمتهم قوية، وثقتهم بنصر الله كبيرة وصبرهم وجلدهم مقاومة من نوع آخر”.. واصفةً مقاومة المختطفين بالوجه الآخر للمقاومة المسلحة”.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - سبتمبر نت
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro