مصطفى ناجي الجبزي يكتب عن حصان طروادة الذي تقوده البيوت التجارية في تعز

حزيران/يونيو 24, 2024

ترتسم ملامح حصان طروادة الذي سينفذ منه الحوثي إلى المدن التي استعصت عليه عسكريا طيلة سنوات هذه الحرب. 

انه حصان ناعم بلا شك. ترفع أركانه البيوت التجارية ذات الأحلام والتصورات الرمانسية للحرب والسلام وبناء الدولة وتساندها مجموعة أفواه من المجتمع المدني ومنظمات تدور في فلك الفاعلين الخارجين خبرتها الكلية بلاغة مضاربة وتباكي محكم البناء متداول بكثرة في فعاليات السلام الاممية ومؤتمرات العواصم البعيدة. 

أوساط رومانسية -ساذجة حد البراءة بعد عشر سنوات حرب واجرام وحصار وانتهاكات وقتل مجاني حاقد - لا تدرك الطبيعة المعقدة لعمل مؤسسات دولة خُلقت مشوهة و تعتقدها مثل الجمعيات الخيرية ومنظمات التمويل الدولي التي تعمل بخمسة موظفين على الأكثر يمكن أن يعتقلهم الحوثي في عشية فلا ذكر لهم ولا نصير او أندية كرة القدم ذات المسؤولية المحدودة .

بل أن أغلبها يتهرب من تعريف حقيقة ما يدور في اليمن وينسج لنفسه سردية خاصة لهذه الحرب لا علاقة لها بالناس المعايشين لهذا الواقع. 

لقد قاموا بدور عظيم في التسهيل لفتح الطرقات. كثر الله خيرهم وأحسن اليهم. 

الآن عليهم ان يحتفلوا بهذا الفتح المهم وخطوتهم المباركة في التخفيف من معاناة الناس. عليهم ان يتركوا للناس فرصة استيعاب هذه الخطوة وتجاوز مخاوفهم وهواجسهم. 

ما نزال أمام حقيقتين متعارضتين، مجتمع مفتوح وبناؤه هش ولا سلطة هرمية متينة فيه وقابل للاختراق مقابل مجتمع مغلق بسلطة هرمية مصمتة لا أحد يستطيع ان يفعل شيئا دون اذن. 

ثلاثين الف قتيل في محافظة كتعز ليست دماؤهم ماء أو مرقاً يمكن هدره  .

ولا تكفي حسن النوايا  لأنه على سبيل المثال ما يستطيع هؤلاء الفاعلون  فعله في مدينة تعز لا يستطيعون فعله في الحوبان وعليهم عدم الإفراط او سوء استخدام الثقة التي يحصلون عليها والصورة التي يتمتعون بها وغدا لن تنفع "ما كناش داريين" وسيكونون في مواجهة مباشرة مع كل هذه الدماء وأهالي الضحايا حال حدوث كارثة. 

لم يتوقف الحوثي عن حالة الحرب أو يلغي حالة التعبئة العامة وما يزال يستخدم كل ما يمكنه للاقتحام والاختراق وليس ببعيد أن يلجأ إلى قامات  وشخصيات رمزية تحظى باعتراف وقبول واحترام لديها قدرة تأثير مالية وإعلامية لتكون قناة عبوره والقضاء على المقاومة والاستيلاء على المدن .

ولا يخفى على أحد أن بعض هذه الأصوات لا تنكر إعجابها بنموذج الصرامة الأمنية التي يستعرضها الحوثي والتسهيلات التي يحصلون عليها بعلاقاتهم العامة والنموذج المافيوي الحوثي العابرة للمناطق لذا فإن ما تفعله ليس مأموناً منها وعليها.  

إن ثاني أهم معروف يفعلونه في المدينة اليوم هو احترام إجراءات السلطة المحلية ورفع أيديهم عن مؤسسات الأمن والجيش. 

لهم الحق في مراقبة ومحاسبة كيف تجري الأمور لكن عليهم احترام البناء الهرمي ويجب تجنيب اي تعامل مع القاعدة الامنية والعسكرية من أي طرف آخر غير المؤسسة الرسمية سواء منظمات دولية او مجتمع مدني او تجاري ورؤوس اموال او مغتربين. 

على مجلس الرئاسة الإمساك بزمام الأمور في تعز والتخاطب مع الفاعلين لاعادة ضبط البوصلة في محافظة تفتقر لكاريزما القائد وكل شخص فيها زعيم مفدى. 

Additional Info

  • المصدر: مصطفى ناجي الجبزي - تعز تايم
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الثلاثاء, 25 حزيران/يونيو 2024 12:08
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro