ومن ضمن الخطوات التي ساعدت على تأسيس هذه الفرقة الفنية النسائية والتي تم إشهارها مؤخراً هو تدشين مؤسسة عدن للفنون والعلوم مشروع "الفن مهنتي" الذي يستهدف النساء وتدريبهن في مجال الإدارة الثقافية والعزف على الآلات الموسيقية بأيدي أستاذة ومدربين أكفاء.
ويندرج المشروع ضمن إطار مركز عدن الإبداعي، الممول من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب معهد جوتة، فيما تولت مؤسسة "عدن أجين" تأسيس المركز كأحد أنشطة مراكز اليمن الإبداعية، التي تنفذها بالشراكة مع تلك الجهات.
ويعد هذا العمل أول حضور للجانب النسائي في المجال الموسيقي في محافظة عدن، عقب انقطاع طويل بسبب الحرب الدائرة في البلد منذ سنوات.
وبحسب حديث مسؤولين في مكتب الثقافة بعدن لـ - العربي الجديد - فإن هذه الخطوة تمثل مرحلة جديدة قد تفتح الباب واسعا أمام إنشاء فِرق موسيقية نسائية في بقية المحافظات، التي تفتقر لمثل ذلك وتهدف لإحياء حفلات الأعراس وأيضا الحفلات العائلية والنسائية.
ويفيد مسؤولون في المشروع - للعربي الجديد - بأن الفرقة تهدف إلى إحياء التراث الفني اليمني وتجديده والمحافظة عليه كنوع من الإرث الغنائي والفني الذي تتمتع به اليمن لاسيما المناطق الجنوبية منها وفي مقدمتها مدينة عدن والتي مثلت ولا تزال نقطة انطلاق لأغلب نجوم الأغنية اليمنية.
وتسعى الفرقة أيضاً لتنشيط الحراك الثقافي في عدن وإعادتها لمكانتها الطبيعية كواحدة من أبرز حواضن الفن بطبيعتها المسالمة والمتنوعة بدلا من أخبار الحرب ومعارك السياسة التي أصبحت تحتكر تشكيل الصورة الذهنية للناس عن المدينة.
وتواجه الفتيات المشاركة في الفرقة تحديا من نوع آخر يتمثل في نظر المجتمع إلى النساء المنخرطات بالمجال الفني، وهو الأمر الذي تؤكد إحدى المشاركات بالفرقة بقولها أن المجتمع يعتبر أي فتاة لديها هواية بعزف الموسيقى بأن لديها الوقت الكافي من الفراغ وعدم امتلاكها مسؤوليات أخرى.