وأضاف الموقع "المونيتور" الأمريكي أن مناورات ستشمل “الرمال الحمراء” الأولى أنظمة دفاع جوي مملوكة للولايات المتحدة والسعودية، لكنها لن تشمل جيوش إقليمية أخرى، وفقا لأربعة مسؤولين عسكريين أمريكيين مطلعين على الأمر.
يأتي ذلك فيما يستمر الحوثيون بتهديد المملكة العربية السعودية باستخدام الطائرات المسيّرة المتفجرة التي تزودها بهم إيران.
يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يعتزمون إشراك نظراء من جيوش إضافية في الشرق الأوسط في أحداث “الرمال الحمراء” اللاحقة في الأشهر المقبلة، والتي من المتوقع أن تعقد جميعها في المملكة العربية السعودية.
وقال المونيتور، إن سلسلة التدريبات الدفاعية – من بنات أفكار قائد القيادة المركزية (CENTCOM) الجنرال مايكل “إريك” كوريلا – هي الخطوة الأكثر أهمية في جهود البنتاغون المتأخرة للتكيف مع التقدم السريع لإيران في حرب الطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة.
بعد أكثر من ثلاث سنوات من الصواريخ الإيرانية الموجهة والطائرات بدون طيار التي ضربت منشآت نفط أرامكو السعودية في بقيق وخريص، يعترف مسؤولو الدفاع الأمريكيون علنا بأن الاعتماد على عروض القوة التقليدية فشل في ردع هجمات إيران.
وأدى سحب البنتاغون لأنظمة الدفاع الجوي من الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة وسط توترات مع روسيا والصين وتراكم الطلبات من قبل الحكومات الإقليمية لشراء أنظمة مماثلة أمريكية الصنع إلى وجود قيادة جديدة في القيادة المركزية الأمريكية تتابع بعض الحلول المبتكرة.
وقال الموقع الأمريكي إنه جرى اختيار السعودية لاستضافة “الرمال الحمراء” جزئياً بسبب المساحات الشاسعة من الصحراء المفتوحة في البلاد بعيدا عن المراكز السكانية، حيث يمكن للجيوش الأمريكية والإقليمية تجربة أسلحة الطاقة الموجهة لأغراض الدفاع الجوي، كما قال مسؤول عسكري أمريكي للمونيتور.
لن يتم نشر الطاقة الموجهة هذا الشهر، لكن مسؤولي الجيش الأمريكي سيقدمون لنظرائهم السعوديين جهاز محاكاة كمبيوتر جديد جرى تطويره العام الماضي.
وتم تصميم جهاز المحاكاة، الذي أطلق عليه مؤقتا اسم أداة التدريب على مكافحة الطائرات بدون طيار (IMPACT)، لتدريب الأفراد على الرد على هجمات الطائرات بدون طيار المعادية.
ويعول كبار الضباط في القيادة المركزية الأمريكية على “الرمال الحمراء” لتصبح أرض الاختبار الأولى في الشرق الأوسط لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار والصواريخ الغربية الناشئة، حيث يهدف مسؤولو إدارة بايدن إلى توجيه الشركاء والحلفاء في المنطقة بعيدا عن شراء معدات عسكرية متقدمة من بكين.
قال قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية اللفتنانت جنرال أليكس غرينكويتش للصحفيين في واشنطن الشهر الماضي: “لا ينبغي أن نتفاجأ إذا استمر الشركاء الإقليميون في شراء بعض المعدات الصينية”.
وأضاف غرينكيتش “أعتقد أن ما ستمكنهم منه الرمال الحمراء هو الحصول على رؤية أفضل لجودة المعدات الغربية والأوروبية والأمريكية على وجه الخصوص”.
كما أشاد غرينكويتش بالقوات المسلحة الملكية السعودية لتطويرها أساليب جديدة لتتبع وإسقاط الطائرات الإيرانية بدون طيار التي أطلقها الحوثيون في اليمن.
وقال: “هناك في الواقع الكثير الذي يمكننا تعلمه منهم”.
وأضاف: “من منظور [التكتيكات والتقنيات والإجراءات]، لا أعتقد أن هناك الكثير الذي يمكن أن نقدمه للسعوديين”.
ولم يتضح على الفور سبب عدم مشاركة جيوش إضافية متحالفة مع الولايات المتحدة في الحدث الافتتاحي.
وأشار مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إلى أسباب تتعلق “بالقدرة” دون الخوض في تفاصيل. وأشار إلى وجود تردد بين بعض المسؤولين في المنطقة بشأن أن ينظر إليهم على أنهم جزء من التدريبات.
يقول الموقع: لقد هدأت الصراعات الكبرى التي عصفت بالشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين في الوقت الحالي، لكن إيران اكتسبت موطئ قدم كبير في فراغ السلطة الذي خلفته الدول الفاشلة في اليمن والعراق وسوريا من خلال تمويل وتسليح وتدريب الميليشيات المحلية بالوكالة للضغط على الجيش الأمريكي وشركائه الإقليميين.
ويقول مسؤولو الدفاع الأمريكيون إن طهران تواصل شحن صواريخها وطائراتها بدون طيار إلى الجماعات الخاصة بها في المنطقة، مما يؤدي إلى مخاوف من أن العدد الهائل من المقذوفات الإيرانية يمكن أن يكون ساحقا للدفاعات الجوية الإقليمية إذا اندلع صراع مفتوح مع إيران أو وكلائها.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي قالت وسائل إعلام أمريكية إن الولايات المتحدة تطور منشأة في السعودية تعرف باسم “مركز الرمال الحمراء للتجارب المتكاملة”، على غرار مركز “الرمال البيضاء لاختبار الصواريخ”، وهو منشأة اختبار عسكرية أمريكية للصواريخ بعيدة المدى في نيومكسيكو. وستختبر المنشأة تكنولوجيات جديدة لمكافحة التهديد المتنامي للمسيرات، كما ستطور وتختبر القدرات الدفاعية الجوية والصاروخية المتكاملة.