وأضافت كرمان في كلمتها بمؤتمر المعارضة السعودية - الذي أقيم في واشنطن، اليوم الخميس، ربما نجحت السعودية في تحويل أوطاننا إلى ساحات دامية وبلدان ممزقة، لكنه نجاح زائف، وكفاحنا لنكون مواطنين أحرار في دول يحكمها القانون ونقررها بأنفسنا، هو كفاح حياة ولا تنازل عنه مهما كانت الآلام والتضحيات.
وتابعت مخاطبة المعارضة السعودية: أقدر فيكم شجاعتكم في التمسك بمبادئكم والنضال من أجلها في ظل اشتداد القمع والتهديدات والاعتقالات والتعذيب في المملكة العربية السعودية، خلال السنوات الأخيرة، أكثر من ذي قبل، رغم ادعاءات الانفتاح والتحديث التي حولها الحكم في السعودية إلي برنامج دعاية وعلاقات عامة لا يفرق كثيرا عن تعاقداته مع شركات الدعاية لتلميع صورته البائسة في الغرب.
وأردفت: تعرفون بلدكم أكثر مني، تعرفون كيف كان متاحا نشر بعض الانتقادات في الصحف المحلية ، وكيف اشتد القمع والاعتقالات والتعذيب في السنوات الأخيرة ، وكيف تم إغلاق جميع السبل الضئيلة المتبقية للمعارضة وأصحاب الرأي والشخصيات العامة المستقلة .
وقالت الناشطة الحقوقية: كفاحنا مشترك وأحلامنا مشتركة. وكل ما فعلته السعودية في البلدان العربية منذ ثورات 2011 يقع تحت عنوان واحد : محاولتها جعل العرب يكفرون بالتغيير والحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأوضحت، أن برنامج السعودية هو مواجهة استحقاقات التغيير قبل ان تصل إليها.
وأشارت إلى أن "عندما نتحدث عن دولة فإن ذلك يضع أمامنا حق الشعب في تقرير مصيره. حق كل أفراد المجتمع وفئاته في المشاركة السياسية".
وأكدت توكل كرمان، أن المواطنة والمساواة وحقوق الإنسان والحريات العامة ؛ هي أعمدة الدولة الحديثة وغاياتها. لا حداثة بدون مواطنين أحرار يمتلكون قرارهم. والحديث عن « المعارضة » هو الحديث عن مشروعية الاختلاف.
ولفتت إلى أن في السعودية كان بإمكان توجه إصلاحي أن يحظى بردود فعل إيجابية من مكونات المعارضة في الداخل والخارج ، لكن جنون المستبدين سائد هناك ، ويستقوي بفائض الثروات والمبيعات النفطية ، على السعوديين ، وعلى العرب الذين لعبت الفوائض المالية دورا مدمرا في تخريب بلدانهم ، وتغذية حروب الثورات المضادة وتوطينها في بلدانهم.
وقالت: أرى أن وحدة قوى المعارضة السعودية ستكون رد عملي على ما يدعيه النظام بأن سقوطه سيؤدي للفوضى.
وأضافت: لقد واجهت مجتمعاتنا في دول الربيع العربي ثورات مضادة ، كانت في أحد أبعادها حربا إقليمية وعالمية ، رأت في نجاح ثورات التغيير السلمية تهديدا للنظام العربي بكل فروعه المستبدة ، وتهديدا للمصالح الدولية اللامشروعة المتحالفة مع حكام لا يمثلون شعوبهم ، ولا يعبرون عن مصالحها.
وأشارت إلى أن ما يحدث في غزة من حرب إبادة قد كشف انهيار الأمن العربي وافتقاد الدول العربية للحد الأدنى من التضامن الإنساني مع إخواننا الفلسطينيين الذين يواجهون حرب إبادة وحشية سيحصد العرب كلهم نتائجها لا الفلسطينيين وحدهم.
واعتبرت أن هذا الفراغ في الموقف العربي إعلان واضح عن فشل نظام سياسي عربي يقيم وجوده على الحرب ضد الشعوب العربية. هذه هي نتيجة حروبهم المضادة للتغيير : انهيار العرب ، وانكشاف منطقتهم أمام إسرائيل وإيران والقوى الكبرى التي لا ترى في منطقتنا سوى فراغ كبير يستدعي من يملأه من خارجه.