هل استخدم الحوثيون المهاجرين الأفارقة في صعدة كدروع بشرية؟ Featured

نيسان/أبريل 29, 2025

خاص تعز تايم - لؤي العزعزي

في فجر يوم الاثنين الموافق 28 أبريل 2025، استيقظت مدينة صعدة اليمنية على دوي أربع غارات جوية، تردد في وكالات الأنباء ووسائل الإعلام التابعة للحوثيين، أنها نفذت بواسطة الطيران الأمريكي، مستهدفة سجنًا احتياطيًا كان يحتجز قسرًا عشرات المهاجرين الأفارقة.

وبينما تتضارب الأرقام حول الضحايا، تشير التقارير الأولية إلى مصرع ما لا يقل عن 68 مهاجرًا وإصابة 47 آخرين، غالبيتهم من الإثيوبيين، بالإضافة إلى إريتريين وصوماليين.

شهادات مروعة تطالب بتحقيق عاجل

في حديث خاص لـ " تعز تايم"، وصفت "س.ر"، وهي مسؤولة في الجالية الأفريقية باليمن، الحادثة بـ"المجزرة الشنيعة" التي استهدفت مهاجرين "لا حول ولا قوة لهم"، مؤكدة أنهم كانوا مجرد باحثين عن حياة أفضل وطالبي لجوء.

وشددت على أن القصف الأمريكي "العدواني" استهدف "هدفًا غير حقيقي ووهمي"، معتبرة ذلك "جريمة وانتهاكًا للقانون الدولي الإنساني" الذي يوجب حماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

كما أشارت إلى إصرار الحوثيين على إبقاء المهاجرين واللاجئين الأفارقة في معتقلات قسرية تحت مسمى "مراكز إيواء". وطالبت المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة الهجرة الدولية ومنظمة اللاجئين، بإدانة هذه المجزرة وتوفير الحماية القانونية للمهاجرين ومحاسبة الولايات المتحدة والحوثيين على استهداف الأبرياء.

"الهجرة الدولية" تنفي أي صلة بالمركز المستهدف

في تطور لافت، نفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، على لسان متحدثتها مونيكا شيراك، ما أعلنته وزارة الداخلية التابعة لجماعة الحوثي حول إشرافها على المأوى الذي تعرض للقصف، معربة عن "عميق حزنها" إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المهاجرين ومؤكدة أن المنظمة لم تكن تعمل في مركز الإيواء.

منظمات حقوقية تُحمّل الأطراف المسؤولية وتدعو لتحقيق شفاف:

بدوره، أكد الأستاذ توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، في تصريح خاص لـ "تعز تايمز"، أن الرواية الوحيدة المتوفرة حتى الآن عن الاستهداف جاءت من طرف واحد وهو جماعة الحوثي، مشيرًا إلى صعوبة التحقق المستقل نظرًا لطبيعة المنطقة المغلقة.

ومع ذلك، لفت الحميدي إلى أن الحادث "يسلط الضوء على الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف المتورطة، بما في ذلك القوات الأمريكية وجماعة الحوثيين".

واستند الحميدي إلى اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين، وتحديدًا المواد 3 و27 و51 من البروتوكول الإضافي الأول، التي تنص على حماية المدنيين والمهاجرين وتحظر أي أعمال عنف ضدهم، وتلزم أطراف النزاع باتخاذ كافة الاحتياطات لتجنب إلحاق الأذى بهم.

مسؤولية جماعة الحوثيين

يرى الحميدي أن جماعة الحوثيين تتحمل "مسؤولية كبيرة" بسبب "إخفاقها في حماية المهاجرين الأفارقة المحتجزين". وأوضح أنه كان يتعين على الجماعة إبلاغ المنظمات الدولية بوجود المركز لضمان حماية المهاجرين ونقلهم إلى أماكن آمنة، خاصة مع بيان منظمة الهجرة الذي ينفي علمها بالمركز.

مسؤولية الولايات المتحدة

حمّل الحميدي القوات الأمريكية "مسؤولية قانونية وأخلاقية لحماية المدنيين"، مشددًا على ضرورة التحقق الدقيق قبل استهداف أي موقع، خاصة إذا كان يضم مدنيين، حتى في ظل وجود تقارير عن استخدام الحوثيين لمنشآت مدنية. وذكّر بالجدل المستمر حول استهداف سوق فروة في صنعاء.

اتهامات خطيرة باستخدام المهاجرين كدروع بشرية

في سياق متصل، تتردد أصداء مقلقة من داخل الجالية الأفريقية في اليمن، حيث أفادت قيادات فضلت التكتّم على هويتها خوفًا من القمع، بوجود احتمالية لاستخدام جماعة الحوثيين للمهاجرين الأفارقة المحتجزين في السجن كدروع بشرية.

وتستند هذه المخاوف إلى روايات متواترة عن ظروف احتجاز قاسية ومنع المهاجرين من مغادرة المناطق التي تشهد نزاعات.

وتُضيف هذه الشهادات بعدًا بالغ الخطورة للتحقيق في ملابسات المجزرة، حيث إن ثبوت استخدام المدنيين كدروع بشرية يُعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب محتملة يتحمل مسؤوليتها الطرف الذي قام بذلك. وتُطالب هذه القيادات المنظمات الدولية بفتح تحقيق مستقل وشفاف في هذه الادعاءات لحماية ما تبقى من المهاجرين وكشف الحقائق كاملة.

استغلال بشع للمهاجرين

وفي سياق مماثل، اتهم "ع.ه"، وهو مسؤول عن استلام المهاجرين غير الشرعيين في مناطق الحوثيين، في حديث خاص لـ " تعز تايم"، شخصًا يدعى المقدم عبدالله الضبياني بعرقلة عمل الجالية والاتجار بالمهاجرين.

وادعى أن الضبياني يحتجز العائدين من السعودية ويفرض عليهم مبالغ مالية بالتواطؤ مع آخرين يقومون بتعذيبهم لابتزاز المزيد من الأموال، متهمًا الضبياني بـ"تضليل ومخالفة القانون اليمني" والمنظمات التي تدفع بدل اللجوء.
هذا وقد حاولنا التواصل مع القيادي عبدالله الضبياني للتعليق على هذه الاتهامات، إلا أنه امتنع عن الإدلاء بأي تصريح.

مستقبل قاتم يلفه الغموض

تظل تفاصيل ما جرى في سجن صعدة الاحتياطي حبيسة التضارب في المعلومات وغياب الأدلة القانونية القاطعة التي يقرها القانون الدولي. وتُلقي هذه المجزرة المروعة بظلالها القاتمة على مصير المهاجرين الأفارقة في اليمن، وتُعيد إلى السطح المخاطر الجسيمة التي يواجهونها في خضم الصراعات الدائرة، بما في ذلك الاحتمالات المروعة لاستغلالهم كأدوات في أتون هذا الصراع الدامي.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro