وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن حسم المواجهة مع الحوثيين “غير ممكن في المدى القريب”، وهو ما دفع تل أبيب إلى تشكيل غرفة عمليات خاصة لإدارة صراع استخباراتي وميداني مع الجماعة المدعومة من إيران.
ويأتي هذا التحول في ظل هجمات مسيّرة استهدفت ميناء الحديدة، ما يُشير إلى تغيير في التكتيك الإسرائيلي باتجاه استهداف البنية التحتية الاقتصادية للحوثيين، إضافة إلى قدراتهم العسكرية.
رغم تفوّق منظومة “القبة الحديدية” في اعتراض الصواريخ، إلا أن الجيش الإسرائيلي يعترف بوجود فجوات استخباراتية تعيق تحديد مواقع إطلاق الطائرات والصواريخ من مناطق جبلية داخل اليمن، مما يفرض تحديات ميدانية جديدة.
كما تحذر تل أبيب من أن أي انسحاب إسرائيلي من غزة قد يُستثمر دعائيًا من قبل الحوثيين كـ”نصر إقليمي”، وهو ما تحاول إسرائيل إفشاله عبر الاستمرار في التصعيد وضربات مركزة.
ويشير مراقبون إلى أن المجتمع اليمني لا يتعاطف لا مع الحوثيين ولا مع إسرائيل، بل يخوض معركته الخاصة ضد الانقلاب لاستعادة دولته. واعتبر أن جماعة الحوثي تسببت في مقتل مئات الآلاف، ولا تملك أي شرعية وطنية أو إقليمية.
كوبي لافي، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وصف الحوثيين بأنهم “أداة إيرانية”، مؤكدًا أن المعركة في اليمن تُدار ضمن صراع أشمل مع مشروع إيران التوسعي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتبع نهج
حرب جديدة بطابع استخباراتي
الصراع الجديد لا يتوقف عند حدود الضربات المتبادلة، بل يشمل الردع البحري، والتحرك الاستخباراتي، ومواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة. وبينما تسعى إسرائيل لتوسيع قدراتها في جبهة الجنوب، يواصل الحوثيون محاولة تثبيت أنفسهم كقوة إقليمية، ولو على حساب دماء اليمنيين.