وأوضح ثابت أن هذا الانحلال يتجلى بوضوح عندما تتعرض سلطة غاشمة غير شرعية لضربة من قوة خارجية، فيجد بعض الضحايا أنفسهم وقد تحولوا إلى متعاطفين مع الجلاد، متناسين أنه ما يزال يسعى لاجتثاثهم ومحو وجودهم.
وأشار إلى أن أسباب هذه المواقف متعددة، أبرزها الخوف من الملاحقة والاعتقال، إضافة إلى المصالح الشخصية التي تدفع البعض للتنازل عن المبادئ مقابل مكاسب فردية، إلى جانب ضعف البناء الفكري لدى آخرين وانهيارهم تحت الضغط، فضلا عن عزلة بعض النخب عن المجتمع، ما يجعلهم يبحثون عن تسويات تحفظ بقاءهم ولو على حساب الكرامة.
وبيّن أن هذه الجذور تتحول إلى سلوكيات عملية، إذ يظهر بعض النخب وكأنهم يخلطون بين العدو الخارجي والسلطة المحلية الغاشمة، فيتجاهلون جرائم الداخل ويتحدثون فقط عن الصراع مع الخارج، بينما يسارع آخرون إلى رثاء مسؤولين في السلطة رغم مسؤوليتهم المباشرة عن معاناة الناس، أو يظنون أن رحيل شخصيات من السلطة يمثل نهاية للوطن. كما لفت إلى أن التزام بعض النخب الصمت “المريب” لا يحميهم، بل يفضحهم أمام الشعب والجلاد معا، فيما يغلّب آخرون العلاقات الشخصية على المبادئ.
وشدد سعيد ثابت على أن الخروج من هذه الدائرة يتطلب إعادة بناء مرجعية فكرية صلبة تقوم على قيم الحرية والعدالة والكرامة، مع ترسيخ ثقافة المحاسبة والعمل الجماعي الذي يحصن النخب من السقوط، والتأكيد على البعد الأخلاقي للسياسة باعتبارها التزاما بحماية كرامة الناس وصون المعنى الوطني