ويشير الخشيبان إلى أن تصاعد الخطاب الانفصالي يتجاهل تعقيدات الواقع الجيوسياسي لليمن، في ظل استمرار انقلاب الحوثي وتعدد مراكز الصراع، معتبرًا أن المنطقة والعالم غير مستعدين لقبول حدود جغرافية جديدة، وأن التجارب الانفصالية في دول أخرى لا يمكن إسقاطها ببساطة على الحالة اليمنية.
ويؤكد أن الجغرافيا السياسية لليمن مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأمن الجزيرة العربية، وفي مقدمتها أمن المملكة العربية السعودية، ما يجعل أي محاولة للانقلاب على وحدة اليمن مغامرة استراتيجية مرفوضة إقليميًا ودوليًا، ولا يمكن أن تحقق مكاسب سياسية مستقرة.
ويلفت الخشيبان إلى أن الدعوات الانفصالية، رغم ما تحمله من شعارات معلنة، تخفي مخاطر عميقة تكشفها القراءات الاستراتيجية، مشددًا في الوقت نفسه على ثبات الموقف السعودي الذي يعتبر القضية الجنوبية قضية عادلة، تُعالج ضمن الحل السياسي الشامل، وفي إطار الدولة اليمنية الواحدة، لا عبر التفكيك والانقسام.
ويخلص الكاتب إلى أن الواقع الدولي والإقليمي يرفض فرض أي أمر واقع جديد في اليمن، وأن أي خروج عن المسار السياسي المتفق عليه سيقود إلى صراعات داخلية أوسع، ويفتح المجال لتدخلات معادية، ويهدد توازنات المنطقة والقرن الأفريقي، مؤكدًا أن الحل يكمن في دعم الحكومة الشرعية، والحوار الشامل، ومعالجة القضايا العادلة ضمن إطار الدولة، لا عبر توسيع دائرة الفوضى.










