صراع حوثي داخلي إثر لقاءات ناطق المليشيا السرية وموقفه من معركة مأرب

آذار/مارس 06, 2021

كشفت مصادر خاصة لـ"تعز تايم" عن كواليس صراعات حوثية-حوثية جراء لقاءات ومباحثات يجريها ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام فليتة في سلطنة عمان، يبدي من خلالها مواقف بعيدة عن توجهات قادة المليشيا بصنعاء وصعدة ودون التوافق معهم على ذلك.

وأكدت المصادر أن القيادات المعترضة على لقاء عبدالسلام الذي جمعه الأسبوع الماضي مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، استاءت من اللقاء ومن الموقف الذي أبداه خلال اللقاء واتهمته بتنفيذ أجندة خاصة.

وقالت رويترز إن محمد عبدالسلام أجرى لقاءا مباشرا مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ سرا دون التوافق مع قيادات المليشيا في صنعاء وصعدة.

واضطر محمد عبدالسلام لنفي ما أوردته وكالة رويترز حول اجتماعه في مسقط مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندركينغ، قائلاً إن اللقاء كان عبر أطراف عمانية.

وأبدى عبدالسلام استعداد جماعته لوقف المعارك في مأرب مقابل التفاوض مع السعودية على فتح مطار صنعاء للرحلات الخارجية، إلا أن قادة حوثيين آخرين اعترضوا على حديثه في هذا التوقيت ورفضوا وقف المعارك في مأرب قبل السيطرة على منشأة صافر النفطية والغازية.

ولا يستطيع محمد عبدالسلام تغيير القرار العسكري للمليشيا لأن تأثيره على القادة العسكريين محدود، بعكس قادة آخرين يسعون لمنافسته على تجارة النفط.

وفي اليوم التالي من لقاء عبدالسلام بالمبعوث الأمريكي لليمن، قال المصدر إن القيادات الحوثية المعترضة على تحركات محمد عبدالسلام شنت هجوماً على السعودية بخمس طائرات مسيرة ومفخخة وصاروخ باليستي، لإفشال ما طرحه عبدالسلام اللقاء. كما دفعت بقواتها إلى جبل البلق بخطوة انتحارية انتهت بهزيمتها الساحقة هناك بغرض إفشال التفاهمات التي يصيغها محمد عبدالسلام بناءا على مصالحه الخاصة.

وقالت المصادر إن عبدالسلام لا يؤيد السيطرة على "منشأة صافر" بمأرب خشية سقوطها بأيدي أجنحة منافسة له على الثروة والقوة في صنعاء، حيث يسيطر ناطق الحوثيين عبر شركة "تامكو" لاستيراد النفط على 30% من سوق الوقود في المناطق الخاضعة للمليشيا، بحسب تقرير فريق خبراء لجنة العقوبات الدولية.

وتشكلت ثروة عبدالسلام الأولى من استيراد وتجارة النفط بمناطق سيطرة المليشيا، كما دخل في صراع مع تجار آخرين بالمليشيا يستوردون الغاز من صافر التي تنتج 90%من الغاز المستهلك في السوق اليمنية، الأمر الذي دفعه إلى استيراد كميات هائلة منه من الخارج، بحسب تقارير اقتصادية أوردتها وكالة سبأ التابعة للمليشيا.

وأكدت المصادر وجود مخاوف لدى محمد عبدالسلام من أن تشمله العقوبات الأمريكية خاصة بعد ضم وزارة الخزانة الأمريكية اثنين آخرين من قادة المليشيا إلى قائمة العقوبات.

ويعد محمد عبدالسلام أحد أثرياء الحرب الذين يمتلكون أموالا ضخمة بمئات ملايين الدولارات في الخارج مثل عمان والإمارات ودول أخرى مثل لبنان، كما يرفض العودة إلى صنعاء وصعدة، مفضلاً الإقامة في الخارج لإدارة استثماراته وأهمها بنك يعمل لتأسيسه مع تجار عمانيين وإيرانيين برأس مال يقدر بـ400 مليون دولار.

ويخوض عبدالسلام صراعاً مع تجار النفط بمناطق سيطرة الحوثيين حيث يسعى لاحتكار استيراد النفط سواء عبر ميناء الحديدة الذي يخضع لآلية تفتيش معقدة بموجب قرار مجلس الأمن2216 وآليات والحكومة وفق القرار 75 للجنة الاقتصادية العليا قبل السماح بدخول السفن النفطية إليه، أو عبر ميناء عدن.

وأشار المصدر إلى ما ورد في تقرير فريق الخبراء كيف أن محمد عبدالسلام حوّل الآلية الحكومية بموجب القرار75 لتحطيم خصومه ومنافسيه من التجار الحوثيين الذين لم يستطيعوا دفع الجمارك والضرائب في ميناء عدن كما فعل هو عبر شركة تامكو التي بصدد إنشاء فرع لها هناك.
وكان التقرير الدولي قد ذكر أن محمد عبدالسلام حطم بقبوله الاستيراد من عدن 15 تاجر وقود حوثي من أصل 30 تاجرا.

وأضاف المصدر أن نسبة استيراد المشتقات النفطية من المناطق المحررة إلى صنعاء كانت تصل إلى 50% والآن احتكرها كلها محمد عبدالسلام، ليرد عليه منافسوه في المليشيا بمنع الاستيراد من مناطق الحكومة، وتسبب هذا الصراع بأزمة وقود خانقة في صنعاء.

وقال المصدر إن منافسي محمد عبدالسلام في مليشيا الحوثي يريدون فتح ميناء الحديدة بأي وسيلة للحفاظ على حصتهم في السوق، وبهذه الطريقة حدّوا كثيرا من قدرته على الاستيراد من مناطق الحكومة، ولكن لا يمكنهم تحطيم شركاته فما زال هو الأقوى ولديه علاقات دولية ومحلية واسعة، خصوصا مع الطبقة الثرية في المليشيا الذين باتت تجارتهم أولوية لهم.

وكان عبدالسلام قد صرح لوسائل الإعلام الأسبوع الماضي أن جماعته ليست هي من بدأت التصعيد العسكري في مأرب وأنها مازالت ملتزمة بموقف الدفاع عن النفس، وهي تصريحات متناقضة مع ما يعلنه قادة المليشيا وما يدور على الأرض وتؤكد وجود فجوة بين قادة في المليشيا وناطقها.

وتواصل المليشيا تصعيدها العسكري في مأرب رغم هزائمها المتكررة وخسائرها الكبيرة، حيث وصف رئيس دارة الاستخبارات العسكرية بالمليشيا أبو علي الحاكم المدرج بقائمة العقوبات الأمريكية، معركة مأرب بأنها مصيرية لمليشيا الحوثي قائلاً: "إما أن نكون بعد هذه المعركة أو لا نكون".

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro