إذ تتطلع الجماهير إلى جرعة إضافية من الإثارة والتنافس، خاصة بعد أن عززت معظم الأندية صفوفها بتعاقدات بارزة خلال الميركاتو الصيفي. وعلى الرغم من أنّ البوندسليغا في السنوات الماضية بدت كأنها مسرح خاص لنادي بايرن ميونخ، الذي بسط هيمنته شبه المطلقة على لقب البطولة، إلا أنّ الفترة الأخيرة شهدت بروز فرق أخرى، إلى جانب الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، مثل باير ليفركوزن وآينتراخت فرانكفورت ولايبزيغ، مما ساهم في تقليص هذه السيطرة وإضفاء قدر أكبر من التوازن على المنافسة.
ويدخل بايرن موسمه الجديد بطموحات كبيرة، بعدما استعاد لقب البوندسليغا من ليفركوزن في الموسم الأول لمدربه البلجيكي فينسنت كومباني، كما توّج بلقب السوبر الألماني عقب فوزه على شتوتغارت، السبت الماضي. ويسعى البافاري إلى اتخاذ خطوة إضافية على طريق التطوير، خاصة بعد أن تعرّض لخيبة أوروبية بالخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلانو الإيطالي، ليُحرم من خوض النهائي على أرضه.
ومع أنّ مشواره المحلي كان مميزاً، إلا أنّ أنظار الإدارة والجماهير تتجه نحو أوروبا كذلك، ولن تكون البداية سهلة، إذ سيكون رفاق الإنكليزي هاري كين في انتظار اختبار مبكر أمام لايبزيغ، خلال المواجهة الافتتاحية، في "أليانز أرينا". وقبل الاستعداد للموسم الجديد، شارك بايرن ميونخ في مونديال الأندية بالولايات المتحدة، حيث ظهر مرشحاً قوياً للتتويج باللقب، لكنه ودّع البطولة من ربع النهائي أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، وتضاعفت الخيبة مع إصابة النجم الألماني جمال موسيالا بكسر مزدوج في الساق والكاحل، ما سيبعده عن الملاعب لعدة أشهر، وهو ما دفع إدارة البافاري للتحرك سريعاً في سوق الانتقالات، فأبرمت صفقة ضخمة بضم الجناح الكولومبي لويس دياز، من ليفربول الإنكليزي مقابل 75 مليون يورو، كما نجحت في التعاقد مع المدافع الألماني جوناثان تاه من باير ليفركوزن، وضمت كذلك مواطنه الموهبة الصاعدة توم بيشوف من هوفنهايم ليكون استثماراً للمستقبل، بينما رحلت أسماء بارزة مثل توماس مولر إلى الدوري الأميركي، والجناح ليروي ساني إلى غلطة سراي التركي، إلى جانب انتقال الإنكليزي إيريك داير إلى موناكو الفرنسي.
بدوره يبدأ باير ليفركوزن موسمه الجديد، وسط تغييرات كبيرة على مستوى التشكيلة والجهاز الفني، في محاولة لإعادة بناء فريق قادر على المنافسة، إذ ودّع النادي مدربه الإسباني تشابي ألونسو، الذي غادر إلى ريال مدريد الإسباني، ليخلفه الهولندي إريك تين هاغ، وبعدما عانى الفريق في الموسم الماضي صعوبة تكرار إنجازه التاريخي في موسم 2023-2024 حين حقق الثنائية، واكتفى بالمركز الثاني خلف بايرن ميونخ، ومع رحيل عدة ركائز، وجد ليفركوزن نفسه مضطراً للدخول في مرحلة إعادة تشكيل شاملة، وقد بدأ تين هاغ بالفعل بغرس فلسفته داخل الفريق.
ورحل عدد من الركائز الأساسية على غرار الألمانيين جوناثان تاه وفلوريان فيرتز والهولندي جيريمي فريمبونغ والسويسري غرانيت تشاكا، بالإضافة إلى ذلك، عاد المعارون مثل الإسباني ماريو هيرموسو والفرنسي نوردي موكيلي إلى النادي. وفي المقابل، أبرم النادي صفقات قوية بضم صانع الألعاب الألماني مالك تيلمان من أيندهوفن الهولندي، والمدافع الإنكليزي غاريل كوانسا من ليفربول مقابل 35 مليون يورو لكل منهما، كما تعاقد مع الحارس الهولندي مارك فليكن من برينتفورد الإنكليزي، ومن بين الوجوه الواعدة، برز الجزائري الشاب إبراهيم مازة، القادم من هيرتا برلين.
وأما بوروسيا دورتموند فيدخل الموسم الجديد وسط آمال كبيرة بعودة قوية إلى المنافسة على اللقب، بعدما مرّ بتقلبات كثيرة في الموسم الماضي، إذ عانى في بدايته مع المدرب التركي نوري شاهين، لكن تعيين الكرواتي نيكو كوفاتش أعاد الروح إلى الفريق، ومن ثم أنهى "الأصفر والأسود" الدوري الألماني في المركز الرابع بعد أن كان في المركز الـ11، وذلك بفضل سلسلة قوية من سبعة انتصارات وتعادل وحيد في آخر ثماني جولات، وشكّل الفوز الأخير على هولشتاين كيل نقطة تحول، حيث منح النادي بطاقة دوري الأبطال هذا الموسم ورفع المعنويات بشكل كبير، وأعطى نجاح كوفاتش ثقة للإدارة.
كما أن مشاركة دورتموند المستمرة في دوري الأبطال كان لها تأثير مباشر على نشاطه في الميركاتو، فقد حافظ النادي على ركائز أساسية مثل الحارس السويسري غريغور كوبل، والمدافع الألماني نيكو شلوتربيك، ومواطنه الجناح كريم أديمي، إضافة إلى الهداف الغيني سيرهو غيراسي. وفي المقابل، كان أبرز الراحلين، الشاب الإنكليزي جيمي بينو غيتينز، بينما تمثلت أبرز التعاقدات بضم الإنكليزي جوب بيلنغهام من سندرلاند بـ30.5 مليون يورو. بدوره فرانكفورت دخل سوق الانتقالات بقوة، بعدما عزّز صفوفه بالمهاجم الألماني جوناثان بوركاردت والجناح الياباني ريتسو دوان.
