وأكد الأغبري أن الأزمة بلغت ذروتها منذ العام 2015 مع فقدان الحقول الرئيسية التي كانت تزوّد تعز بنحو 21 ألف متر مكعب يوميًا، وذلك عقب وقوعها في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة أو قرب خطوط التماس.
وأضاف أن المدينة تحصل اليوم على أقل من 6 آلاف متر مكعب يوميًا في أفضل الظروف، ما يعمّق الفجوة المائية إلى أكثر من 15 ألف متر مكعب.
وأوضح الأغبري أن المؤسسة حاولت خلال السنوات الماضية إيجاد حلول إسعافية عبر حفر آبار داخل المدينة، إلا أن هذه الآبار لا توفر سوى جزء محدود من الاحتياج المتزايد، خصوصًا مع التوسع العمراني وارتفاع الكثافة السكانية. وأشار إلى تشغيل ثلاثة آبار جديدة في منطقة الضباب خلال الأشهر الأربعة الماضية بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون لتر يوميًا، لكنها ما تزال غير كافية لسد الطلب المتنامي.
وأكد مدير مؤسسة المياه أن المشروع الأكثر أهمية والذي يمثل "أملًا حقيقيًا" للتخفيف من أزمة المياه هو مشروع الشيخ زايد في منطقة الضباب، الذي توقف منذ العام 2024 بسبب خلافات مجتمعية .
وتحدث مدير مؤسسة المياه لـ تعز تايم ، عن وجود خطوات إيجابية خلال الأيام المقبلة لإعادة استكمال المشروع بعد التوصل إلى تفاهمات مع أبناء المنطقة، الأمر الذي من شأنه رفد المدينة بمصدر إضافي يخفّف من المعاناة اليومية للمواطنين.
وأشار الأغبري إلى أن الحل الجذري والاستراتيجي لأزمة تعز يتمثل في مشروع تحلية مياه البحر، موضحًا أن هذا المشروع يحتاج إلى تمويل ضخم وجهات مانحة قادرة على تنفيذه، لكنه "الخيار الوحيد" لإنهاء معاناة المدينة التي تعيش على موارد مائية تتناقص كل عام.
وتحدث الأغبري بصراحة عن التحديات التي تواجه المؤسسة، وفي مقدمتها النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الآبار، إذ تعمل المنظومة الشمسية لست ساعات فقط يوميًا، بينما تحتاج الآبار إلى تشغيل مستمر لرفع الإنتاج. وقال إن المؤسسة غير قادرة على شراء الديزل بشكل منتظم، وإن الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية "إيجابي لكنه غير كافٍ"، مناشدًا الجهات المانحة التدخل بشكل عاجل لضمان بقاء الآبار في الخدمة.
وفي ختام حديثه لـ"تعز تايم"، كشف مدير مؤسسة المياه عن توقف ضخ المياه من حقول الحوبان والحيمة بعد فترة قصيرة من التشغيل في أغسطس الماضي بسبب نفاد الوقود، مؤكدًا أن المؤسسة في تلك المناطق تحتاج إلى دعم عاجل لتأمين الديزل وتشغيل الآبار. وقال الأغبري إن أزمة المياه في تعز "ليست أزمة خدمات فقط، بل أزمة بقاء"، داعيًا الجميع إلى إدراك خطورتها والعمل المشترك لتوفير حلول حقيقية ومستدامة.










