يريد الانتقالي القول -من خلال هذه الاعتقالات- إن أبناء تعز هم من يديرون الفوضى والعنف في عدن، على الرّغم من أنه لم يلقِ القبض على إمام النوبي.
خطاب الانتقالي المناطقي أثار موجة غضب واسعة، عبّر عنها مواطنون من مختلف المحافظات اليمنية، حيث حذَّرت هذه الأصوات من تعميق الهُوة بين اليمنيين، واستهداف النسيج الاجتماعي، آخر ما تبقّى لليمنيين في هذه الحرب.
صراع مناطقي
وعن استهداف الانتقالي لمجموعة من شباب تعز واتهامهم بأنهم وراء أحداث عدن، يقول الباحث في العلاقات الدولية عادل المسني: "إن ذلك الحدث يعكس أزمة حقيقية وصراع أجنحة داخل الانتقالي، نتيجة صراعات مناطقية بين مكوناته".
وأضاف المسني، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، إن "المليشيا دائما ما ترتكز على مفاهيم طائفية أو مناطقية، وتعتمد على الإثارة من أجل بقائها أو سيطرتها، كما يفعل الانتقالي في عدن".
ويوضح المسني أن ثقافة الكراهية والمناطقية تُعتبر خطا ثابتا لدى الانتقالي منذ سيطرته على عدن".
ويلفت المسني أن ",الانتقالي يشهد أزمة ثقة بين مكوناته، كما أن أزمة 86 تعود إلى عدن مجددا".
ويفيد المسني إلى أن "إمام النوبي هو أحد قيادات الانتقالي التي ارتكبت جرائم كبيرة بحق الأبرياء، وقاتل في أماكن عدّة ضد قوات الشرعية".
وفيما يتعلق باتهامات الانتقالي لأبناء تعز، يوضح المسني أن "الانتقالي هو مليشيا قامت على أساس المناطقية، وهو ما يفرز هذا السلوك المناطقي الذي تمارسه المليشيا ضد أبناء تعز وغيرها من المناطق التي لا تنتمي إلى مناطق المليشيا".
ويرى أن الحل لإنهاء هذه النزعات المناطقية هو بدعم التحالف للحكومة الشرعية، وتقويتها، وعودتها حتى تستطيع التغلّب على هذه المليشيا التي هي أشبه بلغم يهدد أمن الجميع.
غياب الدولة
بدوره، يقول الصحفي أحمد ماهر: "إن الفوضى حلّت في عدن منذ 2016، وذلك حين غابت الدولة منها، وجثمت عليها التشكيلات العسكرية الخارجة عن نطاق الدولة".
ويوضح ماهر أنه "بالرغم من أن اتفاق الرياض نص على دمج هذه التشكيلات العسكرية ضمن مؤسسات الدولة إلا أنه لم يحصل شيء من ذلك".
ويلفت إلى أن "الانتقالي لا يريد عودة الحكومة إلى عدن، في مخالفة صريحة لاتفاق الرياض، كما أنهم لا يريدون الاستقرار لعدن، وإنما يريدون أن تعم فيها الفوضى فقط".
ويبدي استغرابه من عدم تحرّك الشرعية لوقف هذه الجرائم، وصمت الحكومة ضد ما يمارسه الانتقالي في عدن وغيرها من المناطق.
ويرى ماهر أن "الانتقالي هو من يتحمّل مسؤولية كل شيء في عدن من فوضى أو قتل أو اشتباكات، كون جميع التشكيلات المتواجدة في عدن تابعة له".
وبشأن التساؤل عن استهداف الانتقالي لأبناء تعز في كل مشكلة؟ يقول ماهر: "إن بنية الانتقالي وتشكيله تقوم على أساس مناطقي، كما أن الكثير من أبناء تعز لديهم تواجد تاريخي وقديم في عدن بحكم ترابط أبناء الوطن الواحد".
ويشير إلى تخبّط مليشيا الانتقالي الواضح في هذا الخصوص، "كونهم يتهمون من يختلف معهم بأنه شمالي أو تعزي، وإن كان معهم بالأمس، كما فعلوا مع إمام النوبي الذي كان قائدا معهم، وكان الانتقالي يشيد بأعماله قبل الاختلاف معه".