أثار تفشي حالات الإصابة بكوفيد، بمتحور دلتا من فيروس كورونا، قلقا في الصين، بعد أن رُصدت ما يزيد على 300 حالة إصابة خلال 10 أيام، الأمر الذي دفع إلى تعزيز إجراء الفحوص الطبية وفرض قيود على سفر المواطنين.
وليس من الواضح كم عدد الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم بالكامل في الصين، على الرغم من أن السلطات تقول إن ما يزيد على 1.6 مليار جرعة قد أُعطيت حتى الآن.
فما هو متحور دلتا؟
توجد الآف الأنواع، أو المتحورات، المختلفة للفيروس المسبب لكوفيد في شتى أرجاء العالم. ويبدو أن إحدها، والمعروف باسم متحور دلتا أو "بي. 1.612.7"، الذي ينتشر بسرعة في العديد من الدول، من بينها بريطانيا، بل أصبح هو المتحور السائد وراء معظم الإصابات الحالية.
وتصنف بريطانيا متحور دلتا على أنه "متحور مثير للقلق"، ويخضع لمراقبة دقيقة من جانب مسؤولي الصحة.
وتتحور الفيروسات باستمرار، وتبدو معظم التحورات غير منطقية، حتى أن بعضها يؤذي الفيروس نفسه، بيد أن تحورات أخرى تجعل المرض أشد عدوى أو تهديدا، بل تميل بعض التحورات إلى أن تصبح نماذج مهيمنة.
هل متحور دلتا أشد خطورة؟
لا يوجد دليل على أن متحور دلتا، أو أي من المتحورات الأخرى، يسبب مرضا أشد خطورة للغالبية العظمى من الأشخاص.
وكما هو الحال مع الفيروس الأصلي، تظل نسبة الخطر أعلى في فئة كبار السن أو الذين يعانون من ظروف صحية مزمنة.
لكن على الرغم من ذلك، إذا كان المتحور أشد عدوى، فقد يؤدي الأمر إلى تسجيل مزيد من حالات الوفاة بين الأشخاص غير الحاصلين على اللقاح.
وتوفر اللقاحات حماية عالية من الأمراض الشديدة المصاحبة لكوفيد-19، بما في ذلك العدوى التي تسببها المتحورات مثيرة القلق، كما تقلل اللقاحات من خطر الإصابة، بيد أنها ليست مثالية ولا تقضي تماما على جميع المخاطر.
وتظل النصيحة الأساسية لتفادي الإصابة بالعدوى كما هي بالنسبة لجميع المتحورات : اغسل يديك، وحافظ على مسافة بينك وبين الآخرين، وضع كمامة على وجهك واحرص على التهوية.
خضعت جميع المتحورات مثيرة للقلق لتغييرات في البروتين الشوكي (البروتين الذي يشكل أكليل الأشواك أو النتوءات المحيطة بالفيروس) ، وهو جزء من الفيروس يخترق الخلايا البشرية.
ويحتوي متحور دلتا على بعض العناصر المهمة المحتملة (مثل L452R) والتي قد تجعله ينتشر بسهولة أكبر.
ويقول مسؤولون في بريطانيا إنه لا يوجد دليل يشير إلى أنه يسبب مرضا أشد خطورة أو قد يجعل اللقاحات الحالية أقل فعالية.
ويبدو أن تحور واحد، يعرف باسم N501Y، تشترك فيه متحورات ألفا وغاما وبيتا، يجعل من السهل على الفيروس إصابة الخلايا والانتشار.
ويحتوي المتحوران بيتا وغاما على طفرة وراثية رئيسية أو تحور يعرف باسم E484K، قد يساعد الفيروس على تجنب بعض دفاعات الجسم المناعية.
كما رصد الخبراء عددا صغيرا من حالات إصابة بمتحور ألفا تحتوي على هذا التحور.
هل تظل اللقاحات فعّالة للحماية من المتحورات؟
صُممت اللقاحات المتوفرة حاليا للحماية من أنواع سابقة لفيروس كورونا، مما يعني أنها قد لا تكون مثالية تماما مع المتحورات الجديدة وبالتالي قد لا تكون فعّالة على نحو جيد.
بيد أن الخبراء يقولون إن اللقاحات لاتزال فعّالة للغاية في حماية البشر والحد من خطر الإصابة الشديدة:
ويقول الأطباء إنه من الضروري أن يحصل المرء على جرعتين من اللقاح لتوفير أعلى قدر من الحماية ضد المتحورات الحالية والناشئة.
هل توفر جرعات معززة من اللقاح حماية من المتحورات؟
الخبراء واثقون من إمكانية إعادة تصميم اللقاحات الحالية بغية مواجهة المتحورات الجديدة بشكل أفضل.
وكانت الحكومة البريطانية قد أبرمت اتفاقا مع شركة الأدوية "كيورفاك" لتطوير لقاحات تحمي من المتحورات في المستقبل، وطلبت مقدما 50 مليون جرعة.
واعتمادا على كيفية استمرار تطور متحورات الفيروس، يمكن أن توفر جرعات لقاح معززة على الأرجح حماية لكبار السن أو الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة إكلينيكيا في وقت لاحق من العام.