وبحسب صحيفة " وول ستريت جورنال " الأمريكية " فإن السنوار رفض عرضًا مصريًا يقضي بمغادرته قطاع غزة مقابل السماح لمصر بالتفاوض من أجل إطلاق سراح الأسرى نيابة عن " حماس ".
حياة السنوار السياسية
بدأ السنوار حياته السياسية عندما كان طالبًا في الجامعة الإسلامية حيث شارك في أنشطة وطنية واجتماعية كانت تعبر عن رفضها للاحتلال الإسرائيلي وتدعو إلى تحرير فلسطين.
وهذا النشاط كان سببًا في انضمامه المبكر لحركة" حماس " بعد تأسيسها عام 1987م.
كما اتيحت له فرص تولي مناصب قيادية في الحركة خلال انتفاضة الحجارة نتيجة لدوره البارز في مقاومة الاحتلال.
بعد ذلك أسس مع مجموعة من رفاقه جهاز حماس الأمني " المخابرات" والذي يدعى " المجد" بتكليف من الشيخ أحمد ياسين عام 1986م وهو جهاز يتولى كشف وملاحقة عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى تتبع المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية.
حياته في المعتقل
اعتقل يحيى السنوار مرات عديدة نتيجة نشاطه الطلابي وهو لا يزال في 20 من عمره كان أخرها اعتقال عام 1988م بتهمة قتل جنديين إسرائيليين بالإضافة إلى خطف وتعذيب 4 فلسطينيين اشتبه في تعاونهم مع الكيان الإسرائيلي.
وحكم عليه 4 مرات بالسجن المؤبد قضى منها 23 عامًا في سجون الاحتلال كما حكم عليه بالسجن مدة 426 عامًا.
خلال فترة اعتقاله تنقل بين سجون عدة منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة
كما أصدر حكم يقضي بعزله انفراديا لمدة 4 سنوات كعقوبة على محاولته الهروب من سجن المجدل.
أضرب عن الطعام مرات عديدة كان أولها إضراب عام 1992، 1996، 2000، 2004م وأصيب خلال فترة اعتقاله بمرض نقل على إثره إلى المشفى وأجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود ورم في الدماغ فتقرر له عملية جراحية استمرت لمدة 7 ساعات تكللت بالنجاح.
مؤلفاته في زنازين الاحتلال
عمل السنوار خلال فترة بقاءه في السجن على تعلم اللغة العبرية والتي مكنته من فهم العقلية الإسرائيلية والتعمق في سياستها، كما ترجم عدد من المؤلفات الإسرائيلية منها " الشاباك بين الأشلاء" والذي ألفه الرئيس السابق لجهاز الشاباك الإسرائيلي كرمي غيلون بالإضافة إلى ترجمة كتاب الأحزاب الإسرائيلية. وصدر له إلى جانب ذلك 4 مؤلفات أشهرها رواية الشوك والقرنفل التي تحكي عن المقاومة
وفي عام 2011 أفرج عن السنوار في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وتمت الصفقة بعد 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر بغزة ورغم شن إسرائيل حربين على القطاع بهدف تخليصه من الأسر لكنها فشلت في ذلك، فلجأت إلى عقد صفقة مع حماس عرفت بصفة " وفاء الأحرار " والتي قضت بخروج شاليط مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا من بينهم الشهيد يحيى السنوار.
ليخرج بعد ذلك وهو أكثر معرفة بإسرائيل بعد أن قضى 23 عامًا في السجن تعرف من خلالها على عقلية وسياسة إسرائيل، ليبدأ بعد ذلك برسم مشهده الأخير ومقاومته لإسرائيل حتى نال أمنيته والتي لطالما تمنها منذ التحاقه بالمقاومة.
بعد خروجه من السجن عاد للعمل بالحركة فنتخب عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس عام 2012م، إضافة لتعيينه مسؤولا للجناح العسكري لكتائب القسام وقيامه بمهمة التنسيق بين قيادة الكتائب والمكتب السياسي للحركة.
كان له دورا بارزا في التنسيق بين الجانب السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.
وفي عام 2015 أدرجته الولايات المتحدة ضمن قائمة الإرهابيين الدوليين.
من جانب آخر أعلن الإتحاد الأوروبي في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2023م فرض عقوبات على يحيى السنوار وإدراج اسمه في قائمة الإرهاب التابعة للإتحاد.
وقال المجلس في بيان له على موقعه الإلكتروني " قرار المجلس أضاف فردًا واحدًا إلى قائمة الإتحاد الأوروبي للإرهاب وهو يحيى السنوار الزعيم السياسي لحركة حماس، موضحًا أن القرار يأتي جزءًا من رد الإتحاد الأوروبي على التهديد الذي شكلته حماس وهجماتها الإرهابية الوحشية والعشوائية في إسرائيل في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023م
وفي عام 2024 صدرت مذكرة اعتقال بحق السنوار وإسماعيل هنية ومحمد الضيف بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يواف غالانت بتهمة ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال أحداث 7 أكتوبر الأخيرة الدائرة في غزة.
وفي المقابلة التي أجرتها قناة CNN مع المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية خان لأمانبور قال " إن لا أحد فوق القانون موضحًا أن التهم الموجهة لنتنياهو وغالانت تشمل" التسبب في المجاعة، والتسبب في المجاعة كوسيلة من وسائل الحرب، بما في ذلك منع امدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمدًا في الصراع حسب قوله.
طوفان الأقصى
إسرائيل تعتبر يحيى السنوار العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية كبيرة. فأعلنت عملية " السيوف الحديدية " على القطاع والتي جاءت ردًا على عملية طوفان الأقصى وأن أحد أهدفها هو تصفية السنوار.
فبحثوا عنه في الأنفاق والملاجئ ورصد الجيش الإسرائيلي مبلغ 400 ألف دولار لمن يأتي بمعلومات تساعد في القبض على السنوار، لكنها تفاجأت باستشهاده في خط المواجهة المباشرة، مرتديا بزته العسكرية، وهكذا رحل السنوار كما يريد لا كما أرادت إسرائيل.