هذا هو الوضع الذي يعيشه أطفال اليمن في مناطق سيطرة مليشيا الحوثية باليمن، آلة القتل تحصد براءة الطفولة بشكل يومي تقريبًا.
حيث يستمر القتل والموت بالتوغل داخل كل شبر من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، في انعكاس واضح لممارساتها الدموية والوحشية التي تطول اليمنيين.
أحدث تلك الجرائم أحدثت صدمة عنيفة هزت سكان محافظة إب (وسط اليمن)، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بعد عثورهم قبل يومين على ثلاث جثث لأطفال قتلوا في ظروف غامضة.
ساكنو قرية المعقاب، بوادي الجنات في مديرية بعدان، فجعوا بالعثور على جثث الأطفال الثلاثة، على قارعة طريق عام، يؤدي إلى مكان عملهم في مزرعة قات.
وفي الوقت الذي تحاول فيه المليشيا إنكار تورطهم في الحادثة، خاصة أنها وقعت داخل نطاق سيطرتهم، إلا أن المسؤولية الجنائية تلاحقهم بشكل قانوني، وفق آراء حقوقيين يمنيين.
ويضيف غالب، أن وجود مسلحين في مناطق سيطرة الحوثيين يشير إلى أن هذه الجماعة ساهمت في تفلت الأوضاع الأمنية، على العكس تماماً مما تحاول الترويج له بأن مناطقها مليئة بالأمان والاستقرار.
ويؤكد المحامي اليمني أن هذه الجرائم التي تحدث بين الحين والآخر، تثبت فشل المليشيات في تأمين مناطق سيطرتها، حيث إنه من السهل تنفيذ الجرائم من مسلحين في ظل انفلات وفوضى أمنية.
تفشي الجريمة
لاقت الجريمة التي راح ضحيتها كل من "أنور عبده العميّر 16 عامًا، ونورالدين عبده العميّر 14 عامًا، ومحمد نعمان العميّر 13 عامًا"، استهجانًا شعبيًا واسعًا، خاصةً أن الأطفال كانوا في طريقهم للعمل، حيث يعولون أسرهم.
ويُحمّل المواطنون في إب وقراها، المليشيات الحوثية مسؤولية الانتهاكات التي تقع بحق الأطفال، والأهالي بشكل عام، في الوقت الذي "تتبجح" فيه المليشيات بقبضتها الأمنية والقمعية الوهمية.
وانتشرت جرائم القتل في محافظة إب، والمحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين بشكل مخيف، ولم تستثنَ أية فئة من تلك الانتهاكات، بمن فيهم الأطفال والنساء.
وبحسب الأهالي ومواطني تلك المناطق، فإن المئات من الأطفال في كل من صنعاء وريفها وبعض المحافظات مثل: إب، وذمار، وعمران، وحجة، يتعرضون منذ سبتمبر/أيلول 2014، للاستهداف والاستقطاب الحوثي المنظم، حيث يتم أغلب ذلك بعيداً عن أسر الأطفال وذويهم.
وتسعى المليشيات الحوثية، من خلال تلك الممارسات التي صاحب أغلبها أعمال عنف ومصادرة للحقوق وحرمان الأطفال من حق التعليم والحياة، إلى تحريضهم على القتل والعنف والطائفية واستخدامهم فيما بعد كوقود لمعارك الجماعة.
وبسبب الحملات الشعواء التي تقودها الجماعة في أوساط المراهقين والقصر في مناطق سيطرتها لتجنيدهم، قاد ذلك إلى إرغام الآلاف من خريجي الثانوية على عدم الالتحاق بالجامعات والمؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها.
ويدفع هذا الوضع الأطفال إلى ممارسة أعمال لا تناسب أعمارهم، مثل العمل في مزارع القات، أو الأعمال الشاقة والعضلية الخطيرة، في ظل مخاوف من استغلالهم جنسيًا وابتزازهم.