جاء ذلك وفق بيان صدر عن المجلس عقب اجتماع القائم بأعمال رئيسه، رئيس وحدة شؤون المفاوضات فيه ناصر الخبجي مع قيادة الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي برئاسة اللواء صالح علي زنقل وعدد من الضباط المتقاعدين.
ويأتي ذلك بعد يومين من اقتحام مئات المتظاهرين قصر "معاشيق" الرئاسي في حي كريتر بعدن؛ احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردية في البلاد.
وذكر البيان "تم التوافق على ضرورة تعليق الاحتجاجات لمنح حكومة المناصفة فرصة من أجل إيجاد معالجات جادة ودائمة لعدد من القضايا".
والثلاثاء، اقتحم مئات المتظاهرين قصر معاشيق، احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردية في اليمن وانخفاض سعر العملة المحلية، دون تصدي من قبل حراسته، في ظل وجود رئيس الحكومة معين عبد الملك، وعدد من الوزراء بداخله.
ومنذ أسابيع، تشهد عدن احتجاجات متكررة على تدهور الخدمات والأوضاع المعيشية، وتطالب الحكومة بسرعة العمل على حلها.
تبعات التصعيد
وقد اعتبر محمد المحيميد، كاتب ومحلل سياسي، أن المجلس الانتقالي لا يريد لهذه الحكومة النجاح، منذ توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
وأردف المحيميد، أن "تشكيل الحكومة بعد أكثر من عام على توقيع اتفاق الرياض، تم بالمخالفة لبنود الاتفاق، الذي رتب تشكيل الحكومة بعد تطبيق الشق العسكري والأمني من الاتفاق، وهو ما لم يحدث".
ومن أبرز بنود هذا الشق، دمج قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة والمجلس تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع.
ورأى أن "ما حدث من اقتحام لقصر معاشيق هو نتيجة طبيعية لعدم تطبيق الشق العسكري والأمني، واستمرار سيطرة قوات الانتقالي على الوضع في عدن عسكريا وأمنيا".
وبشأن توقيت تصعيد الانتقالي، قال المحيميد إن "عودة الحكومة إلى عدن (في 30 ديسمبر الماضي) واستقرار الأوضاع في الجنوب، يعزز مواجهة مليشيات الحوثي في جبهات مأرب وتعز وحجة (شمال)، وهو ما لا ترغب به قيادات في المجلس الانتقالي".
وزاد بأن هذه القيادات "صرحت علنا بأنهم يفضلون سيطرة حوثية كاملة على المناطق الشمالية، ظنا منهم أن جماعة الحوثي ستكتفي بالشمال، ويكون الجنوب تحت سيطرة الانتقالي".
واستطرد: "الانتقالي يرى أن من شأن هذه التطورات أن تصبح أي مفاوضات قادمة بينه هو والحوثي وتخرج الحكومة الشرعية من المشهد السياسي".
وشَبَّهَ "ما يفعله المجلس الانتقالي من إضعاف للحكومة الشرعية بمن يطلق النار على قدميه خدمة للحوثي، التي لن تقبل بغير السيطرة على اليمن كله بقوة الحديد والنار".