وفي الوقت الذي لا يزال فيه ملايين اليمنيين يعيشون أوضاعاً اقتصادية حرجة رافقها ارتفاع أعداد الفقراء والجوعى إلى أرقام غير مسبوقة بفعل الانقلاب وآلة الفساد والحرب الحوثية، تحدثت المصادر عن قيام مسلحين حوثيين تابعين لما يسمى «جهاز الأمن الوقائي» بشن حملة ملاحقة واحتجاز طالت شباناً متطوعين في أحياء مذبح وشملان (غرب صنعاء) لحظة تسليمهم لحوم الأضاحي والمعونات لصالح الأسر الفقيرة والأشد فقراً.
وأشارت المصادر إلى أن تنفيذ الجماعة الحملة التعسفية جاء فور تلقيها بلاغات من جواسيس كانت زرعتهم في أوقات سابقة بأحياء متفرقة من صنعاء مهمتهم مراقبة عمل المبادرات التطوعية الشبابية والمنظمات والجمعيات التي تقدم العون والمساعدة للمحتاجين.
وإلى جانب مصادرة الانقلابيين عدداً من الأضاحي والمساعدات المختلفة كخطوة استباقية لمنع وصولها للفقراء في الأحياء المستهدفة، ذكرت المصادر في صنعاء،أن الحملة أسفرت في غضون يوم عن إيقاف ثلاث فرق تطوعية واحتجاز ما يزيد على 29 شاباً وناشطاً، بعضهم يعمل في مبادرات تطوعية وآخرون في مؤسسات وجمعيات خيرية وإنسانية.
وبحسب المصادر، فإن الجماعة وعقب اعتقالها العاملين بالمجال الإنساني وإيداعهم معتقلاتها بتهمة أنهم إرهابيون ويتلقون الدعم والتمويل من جهات تصفها الجماعة بـ«الداعشية»، اشترطت تقديم تعهدات خطية من قبلهم وذويهم بعدم العودة للعمل الإنساني مقابل إطلاق سراحهم.
ومنذ مطلع العام الحالي، ارتفعت وتيرة الاستهدافات الحوثية بحق المبادرات الشبابية التطوعية، في وقت كثفت الجماعة، ذراع إيران في اليمن، من تضييق الخناق على جميع المنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية والإنسانية المحلية والخارجية العاملة في مناطق سيطرتها.