بدأت توكل كرمان كلمتها بلمحة تاريخية عن اليمن وعن الملكة بلقيس، المذكورة قصتها في القرآن الكريم، أيقونة التاريخ القديم، ورمز التاريخ اليمني المجيد، ورمز لتاريخ المرأة ودورها الريادي.  

وقالت: "أنا من اليمن، التي قدمت هذه الملكة العظيمة. اليمن التي قدمت الملكة أروى قبل ألف عام".

وأضافت أن "هذه العودة إلى التاريخ ليست إضاءة هامشية، للفخر بتاريخ بلدي، بقدر ما هي إشارة إلى أن دور المرأة لا تنقصه الشواهد التاريخية".

وأشارت إلى أن "الانتقاص من المرأة، أو الانتقاص من حقوقها، انتقاص من المجتمع"، مؤكدة أن التسلط عندما يحل في مجتمع، لا يفرق بين الرجال والنساء.

واستطردت إن كان هناك من تفاوت فهو تفاوت في مراتب العبودية والاضطهاد، وليس تفاوتا في درجات الحُرية.

وأشارت إلى أن "الكفاح من أجل حقوق المرأة ومشاركتها لا يتحقق بطريقة مثلى إلا عندما يكون جزءا من كفاح المجتمع للتحرر من الاستبداد والظلم".

ولفتت إلى أن المرأة أخذت مكانها كقائدة عندما وضعت نفسها في قلب قضايا مجتمعها، وأصبحت جزءاً من الحركات السياسية والمجتمعية والثقافية.

وقالت إن الاستبداد، وأنظمة التمييز واللامساواة، عندما تتحكم بالمجتمع، فإن آثارها تطال الجميع، دون استثناء أحد.

وزادت "عندما يتحرر المجتمع من الاستبداد والقمع والنظام الشمولي، فإن جميع أفراده تصلهم نسمات الحرية".

وأوضحت أن التغيير يحدث بصعود حركات سياسية واجتماعية تُقِيم نظاما جديدا على أنقاض النظام القديم، مشيرة إلى أن التمييز الإيجابي في دول تحكمها أنظمة مستبدّة قد يحدث تغييرات شكلية، لكنّه يُبقي على حالة التمييز ضد النساء.

وعن دور المرأة العربية، قالت كرمان كان للنساء دور مؤثر في ثورات "الربيع العربي" والتغيير الذي بشرت به، واصفة إياه بأرفع مراتب النضال المجتمعي الذي اجتذب مشاركة كبيرة للمرأة في مجتمعات لم يتوقع العالم أن يكون للنساء فيها هذه الارادة الفعالة.

ولفتت إلى أن العالم عرف نوعا بشعا من الحروب ابتكرتها الديكتاتوريات المنتقمة التي لم تتورع عن تدمير بلدانها وتحويلها إلى ركام فوق النساء والرجال والأطفال.

وأشارت إلى أن الحرب أعاقت طموحات اليمنيين، رجالا ونساء، بمواطنة متساوية ليس فيها أي نوع من التمييز الطبقي والعرقي والديني والسلالي، مثلما ألقت بظلالها القاتمة على المجتمع كله.

وعن حديثها عن المليشيات ضربت مثالين لذلك، حركة طالبان أفغانستان ومليشيا الحوثي في اليمن، وقالت إن هذه المليشات تتبنّى مواقف معادية للنساء، وتفرض عليهن قيودا أشبه بالعبودية.

وأوضحت أن مليشيا الحوثي أنشأت مليشيات نسائية تسمى "الزينبيات"، لممارسة أنواع خاصة من القمع ضد النساء، مشيرة إلى أن تلك النساء اللاتي يمارسن أدوارا ضمن نظام التمييز الدّيني والطائفي هن ضحايا مثل أغلبية النساء.

وفي ختام كلمتها، قالت إن تشجيع الحراك السياسي والمجتمعي على اجتذاب أعداد أوسع من النساء سيضع قضية مشاركة المرأة والمساواة بين الرجال والنساء في أعلى سلّم أولويات المجتمع والدولة المنشودة.