وقالت نساء عديدات يعانين من الجوع الشديد، إن الظروف جعلت من شبه المستحيل عليهن إرضاع أطفالهن.

وتلقي الصحيفة الضوء على حالة محمد، وهو شاب يمني من محافظة حجة، يتضور أطفاله جوعا، وقد مرض اثنان منهما لكنه لم يملك كلفة علاجهما في المستشفى، التي تبعد 3 ساعات عن قريته.

في محاولة يائسة للحصول على المساعدة، توسل إلى رجل أعمال لإقراضه المال. وافق الرجل على إقراضه حوالي 50 دولارًا، وهو ما يكفي فقط للمساعدة في سفر وعلاج طفل واحد فقط۔

أصبح محمد مجبرا على اختيار واحد من الطفلين لإنقاذه: علي أم رينا؟

بسبب الحرب في اليمن، فقد كثير ون مصادر دخلهم. وفي الوقت ذاته، ارتفعت أسعار السلع والوقود، وعجزت العائلات فجأة عن شراء المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والخضروات.

يدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم كثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.

ما زال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين، بينما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.

وتسيطر الحكومة بدعم من السعودية على المجال الجوي للبلاد وفرضت قيودًا صارمة على ميناء الحديدة على البحر الأحمر، البوابة الرئيسية لدخول الغذاء إلى البلاد. وألقى الحوثيون باللوم على القيود المفروضة على الميناء في أزمة الوقود ورفضوا مناقشة هدنة حتى إعادة فتح المطار في صنعاء ورفع جميع القيود المفروضة على الميناء.

يقول المحللون  إنه في الوقت الذي تساهم فيه قيود الموانئ في ارتفاع أسعار الوقود، يتم تخزين الوقود الذي يدخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وبيعه بأسعار مرتفعة في السوق السوداء، مما يزيد من الأزمة.

عندما وصل محمد وزوجته إلى المستشفى، أخبرهم الطبيب أن علي يعاني من سوء التغذية الحاد والتهاب في الصدر.

بعد 4 أيام، مات الطفل بين ذراعي أمه في المستشفى.