وأضافت المصادر التي نقلت عنها صحيفة العربي الجديد اللندنية أن اجتماعاً عُقد في القاهرة أخيراً بين مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، ووفد قيادي حوثي، بدعوة من الجانب المصري، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن، وذلك بعد زيارات من جانب الحكومة الشرعية في اليمن إلى مصر أخيراً.
وأوضحت المصادر، أن اللقاء شهد مباحثات بشأن تصاعد الهجمات الحوثية الأخيرة على المناطق السعودية عبر الطائرات المسيّرة، ومدى إمكانية التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة اليمنية.
وكشفت المصادر أن اللقاء شهد تحميل الجانب المصري للوفد الحوثي رسالة تحذير شديدة اللهجة من المساس بحركة الملاحة في مضيق باب المندب.
وأشارت إلى أن "المسؤولين المصريين أكدوا أن القاهرة ستقوم بنفسها بالرد القاسي على أي تهور في هذا الإطار، وأنها مستعدة لرد خشن، في حال تم المساس بأمن المضيق الذي يرتبط بشكل مباشر بحركة الملاحة الدولية في قناة السويس".
وبحسب المصادر، فإن المسؤولين المصريين أكدوا أن أي تصرفات حوثية بهدف تقديم الدعم لحلفائهم في اليمن، في الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل على حساب أمن حركة التجارة في البحر الأحمر، ستواجه بموقف صارم من جانب مصر، التي نأت بنفسها عن الدخول في أي مواجهات منذ اندلاع الأزمة اليمنية، وبدء الحملة العسكرية لتحالف "دعم الشرعية" بقيادة السعودية.
وفي السياق، كشفت المصادر المصرية، عن مخاوف متنامية لدى القاهرة من تسرب طائرات مسيّرة زودت بها إيران أخيراً عدداً من الفصائل المسلحة التي تربطها بها علاقات وثيقة، إلى أيادي العناصر المتشددة في سيناء.
وقالت المصادر "إن اتصالات أمنية جرت أخيراً، بين المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، وقيادات حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، من أجل الاتفاق بشأن تشديد الإجراءات الأمنية من الجانب الفلسطيني على الشريط الحدودي مع قطاع غزة".
وأضافت أن المسؤولين في مصر "شددوا على قيادتي الحركتين بضرورة التأكد التام من عدم تسرب أي من تلك الطائرات للمجموعات التكفيرية في سيناء تحت أي ظرف".
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصدرت مصر بياناً شديد اللهجة، دانت فيه بأشد العبارات "مواصلة جماعة الحوثي هجماتها على الأراضي السعودية، والتي كان آخرها محاولة استهداف أحياء سكنية، باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة".
وأكدت في الوقت نفسه "وقوفها بجانب المملكة العربية السعودية في مواجهة استمرار الهجمات"، التي وصفتها بـ"الإرهابية الآثمة التي تمثل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي وتهديداً للأمن والاستقرار بالمنطقة".
وفي وقت سابق وجهت إسرائيل اتهامات للحوثيين بالضلوع في الهجوم على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في بحر عمان، في أواخر شهر يوليو/تموز الماضي، مشيرة إلى أن إيران "استخدمت مليشيات الحوثي في اليمن لمهاجمة السفينة".
في المقابل، خلص فريق من خبراء وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إلى أن المسيّرة التي تقف وراء الهجوم على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" في بحر العرب، تم إنتاجها في إيران بعدما تم تزويدها بمتفجرات من الدرجة العسكرية.
وأضاف بيان صادر عن البنتاغون، أن "استخدام الطائرات من دون طيار الإيرانية بطريقة هجومية يتزايد في المنطقة"، مشيراً إلى أنه "يتم استخدامها بشكل نشط من قبل إيران ووكلائها ضد قوات التحالف في المنطقة، لتشمل أهدافاً في السعودية والعراق".
وشهدت القاهرة حراكاً على صعيد الملف اليمني خلال الفترة الماضية، بعد زيارة وزير الدفاع اليمني محمد علي المقدشي في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي وعقده لقاءات رفيعة المستوى تضمنت الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع المصري محمد زكي، وتبع ذلك زيارة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك على رأس وفد وزاري مطلع أكتوبر الماضي، التي استمرت عدة أيام، التقى خلالها نظيره المصري مصطفى مدبولي، وعدداً من المسؤولين المصريين.