يعتقد الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، أحمد ناجي، أن التحوّلات الطارئة في العلاقات بين القوى اليمنية "انعكاس واضح لرغبة السعوديين والإماراتيين في تجميد الخلافات البينية بين الفرقاء المنضوين في إطار المعسكر المناوئ للحوثيين".
وأشار ناجي، إلى أن دفء العلاقات يتزامن مع التحوّل الواضح في سياسة التحالف الذي تقوده السعودية نحو الدفع باتجاه التسويات السياسية للملف اليمني، بدلاً من الحلول العسكرية التي ظل التحالف يعتمد عليها في السنوات السبع الماضية. ولفت إلى أن اللقاءات التي تشهدها السعودية بشكل مكثف منذ تشكيل المجلس الرئاسي "تشير إلى القدرة الكبيرة التي تمتلكها الرياض وأبوظبي على هؤلاء الفاعلين في تشكيل أولوياتهم وتحديد الخصوم والشركاء متى ما أرادتا".
وأرجع ناجي سبب التحوّل الحاصل إلى "مأزق الجمود الذي وصلت إليه هذه القوى"، والتي أصبحت لا تملك خيارات أخرى يمكن أن تتجاوز رغبة الداعمين الإقليمين لها، وهو ما جعل هذه المصالحة "الشكلية" تشكّل حالة من الحراك السياسي المقنع لها ولاتباعها، خصوصاً بعد أن أصبح الجميع شركاء في المجلس الرئاسي الجديد.
ووفقاً لناجي، فقد كانت هناك "حالة احتفاء من قِبل الجميع بهذا التحوّل في مسار العلاقات بين هذه المكونات"، الأمر الذي انعكس بشكل لافت في الوسائل الإعلامية المحسوبة على تلك الأطراف. ولكن ناجي لا يعوّل كثيراً على اللقاءات التي تمت لطيّ صفحة الخلافات بين الأفرقاء بشكل تام، لافتاً إلى أن الملفات موضع الخلاف "تبقى أكبر من أن تحلها صور ودية أو زيارات متبادلة".
وأضاف "ما نراه اليوم هي حالة من التأجيل الكلي لكثير من الملفات بما فيها الانفصال، والحديث يدور فقط عن توحيد الجهود الموجهة ضد الحوثيين، غير أن هذا الشعار لا يبدو كافياً، يحتاج الأمر إلى نقاشات عقلانية تقوم بتحويل هذا الود اللحظي إلى تفاهمات واضحة حول القضايا العالقة بين الأطراف".