ويعاني حسن (13 عاما) مرض سوء التغذية الحاد، والذي نحت على جسده النحيل ملامح الكهول، وعلى أحباله الصوتية خفوت وتلعثم، يعكسان حالة ضعف عام لطفل لا يتجاوز وزنه 20 كيلوغراما.
يرقد الطفل اليمني في مستشفى السبعين بالعاصمة صنعاء، قادما من محافظة حجة (شمال غرب)، أملا في إنقاذ حياته التي باتت مهددة، بعد أن فشل العلاج في محافظته.
وحسن هو أصغر إخوته الخمسة، فقد حرمته الحياة من الحنان بوفاة والدته، وبات والده هو عائله الوحيد وآخر طوق نجاة يتعلق بأهدابه الطفل اليمني المريض.
وفي فبراير/ شباط 2021، حذرت الأمم المتحدة من خطر تعرض نحو نصف مليون طفل دون سن الخامسة لخطر الموت جوعا، وأن 50 بالمئة من الأطفال بالفئة العمرية نفسها يواجهون خطر سوء التغذية الحاد في اليمن.
** مأساة جماعية
وفي تصريح للأناضول، قال الطبيب أمين الواحدي، المشرف على الحالة الصحية للطفل حسن، إن التشخيص الطبي هو سوء التغذية الوخيم، والذي يحتاج إلى نظام علاجي وغذائي مكثف لتعويض الجسم عن الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والكربوهيدرات التي فقدها.
بدورها، قالت الممرضة إيمان عبد الولي: "وصل الطفل إلى المستشفى وهو يعاني حالة سوء تغذية حاد، خاصة بعد أن فشل والده في علاجه خلال الأشهر الماضية".
وحالة حسن يعيشها قطاع عريض من أطفال اليمن تحت وطأة حرب مستمرة منذ أكثر من 7 سنوات، وتفاقم هائل في تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلد العربي المنكوب.
وقبل أسبوع، أعلنت منظمة الصحة العالمية، تقديم الدعم اللازم لعلاج 18 ألف طفل يعانون مرض سوء التغذية الحاد في اليمن.
ويعاني 2.9 مليون طفل سوء التغذية من أصل 5.4 ملايين طفل، بنسبة تصل إلى 55 بالمئة، بينهم حوالي 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم، حسب تقارير وزارة الصحة بصنعاء.