توكل كرمان تتحدث عن السلمية واللاعنف في الإسلام بجامعة مانشستر

أيار 18, 2022

قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن  محاولة لصق العنف بالإسلام يمثل دعاية مضادة راجت بعد أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، إن لم تكن ازدادت نسبتها عما قبل.

وأفادت كرمان، في كلمة مشارتها بالمؤتمر الدولي عن  السلمية واللاعنف في الإسلام بجامعة مانشستر البريطانية،  أن تلك نظرة عنصرية تروّج لإرهاب مضاد في مواجهة إرهاب جماعات متطرّفة كان للدول الغربية يد في دعمها وإنشائها لمواجهة الشيوعية في سنوات الحرب الباردة.

وأضافت: "العنف ليس إشكالية حصرية مرتبطة بالإسلام والمجتمعات الإسلامية، لكنه ظاهرة تاريخية، وكل المجتمعات على اختلاف أديانها وأيديولوجياتها الدنيوية شهدت جماعات واتجاهات تدعو إلى العنف وتستخدمه".

وبيّنت كرمان أنه "ليس من مصلحة البشرية وصم الأديان بالعنف بسبب التجارب التاريخية لأتباع هذه الأديان لسببين، أولا كون هذا الأمر مجافيا للحقيقة، وثانيا لما لهذه الفكرة من أثر قد يلحق أبلغ الأضرار بالمسيرة الإنسانية، نظرا لتاثير الأديان، ولكثرة عدد أتباعها".

وقالت كرمان إن "العنف لا علاقة له بدين بعينه، وإن إلصاق العنف بالإسلام هو أفضل دعاية يمكن أن تتلقاها الجماعات العنفية المتطرفة، لأنه يقدم لها سببا لتعبئة أنصارها باسم إرهاب مضاد يرى في الغرب مصدرا لكل الشرور".

وتابعت كرمان قائلة: "الصراع الصفري وتقسيم العالم إلى فسطاطين للخير والشر، هو من طبائع الجماعات المتطرفة، وهي موجودة في مجتمعاتنا الإسلامية، وفي دول ومجتمعات الغرب".

ولفتت كرمان إلى أن "فلسفة اللاعنف في الإسلام هي الفلسفة التي ظلم فيها الإسلام ظلما شديدا، نتيجة سوء التسويق من أبنائه أحيانا، وجهلا من أبنائه وأعدائه أحيانا أخرى، وفي كثير من الأحيان بفعل المكر والدسائس والكذب والتحريف والتزييف".

وذكرت: "كثير من الناس لا يعلمون أن الإسلام يرفض العنف بشكل نهائي ما عدا عنف الدولة المشروع، الذي يعطيها وحدها حق استخدام القوة وفقا للقانون، كما أن المنهج القرآني يرسّخ اللا عنف في حوادث كثيرة".

وأكدت كرمان على أن "الكلام المجرد عن ثقافة العنف دون الدخول في وقائع تاريخ البلدان والمجتمعات لن يجدي نفعا في إنتاج رؤى متبصّرة تعزز ثقافة السلام والتغيير السلمي".

واستشهدت كرمان باستخدام الأنظمة الاستبدادية والجماعات المتطرفة الإسلام في صراعات المصالح التي حركتها، وسعت من أجلها. كما سعت لوصف دعاة الحرية والعدالة والحقوق والتغيير بأنهم دعاة عنف وحرب أو سبب في العنف والحرب حتى وإن كانوا يتبعون النضال السلمي ووسائله، ولا يحملون السلاح، ولا يدعون إلى العنف".

واسترجعت كرمان ما حدث في ساحات وميادين الربيع العربي القريبة العهد قبل عشر سنوات، وكيف أن الكفاح السلمي كان هو ميزة الثورات الشعبية وأداتها للمطالبة بالتغيير، وكيف كُسرت الموجة السلمية بحرب يمكن وصفها بالحرب العالمية، إذ فتحت الأبواب لقوى العنف والإرهاب، أانها الوجه الآخر لقوى الأنظمة العنفية القائمة على الحرب.

وشددت كرمان على أن "التسلط والاستبداد هو المحرك الأساسي للعنف وليس الإسلام كدين وثقافة".

ولكنها أكدت أن "خيار اللاعنف والكفاح السلمي من أجل الحرية والكرامة والتغيير والسلام سينتصر في نهاية المطاف، لأن شعوبنا ومجتمعاتنا قد عاشت تجارب مريرة في تاريخها الحديث، وأدركت أن التغيير بالقوة والعنف لا يحقق طموحاتها".

وختمت كرمان كلمتها بالقول "مهمتنا الآن في العالم: تحويل الحاجة إلى السلام والنضال السلمي إلى تشابك عالمي من أجل الإنسان، من أجل السلام، من أجل مواجهة العنف الوحشي. لا يحتاج العالم إلى حرب عالمية ثالثة وخمسين مليون قتيل، لكي يستعيد إيمانه بالسلام، وضرورة نبذ العنف".

وتابعت "هذه الحروب الدامية وهذا العنف الوحشي، الذي يتسع كل يوم كافٍ ليستعيد العالم وعيه الإنساني. يحتاج ذلك إلى نظم تعليمية، ونظاما عالميا جديدا لا يقوم على السلاح والإخضاع، ويحتاج إلى العودة إلى منابع الثقافة الإنسانية الخلاقة، وتاريخ عظمائها الذين نبذوا العنف والحروب، وضربوا لها نماذج في الرقي والمحبة، وطريق البناء والتقدّم والسلام".

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro