أثارت الحادثة موجة سخط واسعة ضد الحوثيين، لتسببهم في الكارثة إثر تنصلهم من الالتزام بمسؤولياتهم في تسليم المرتبات والتخفيف من معاناه المواطنين وتفرغهم، لتحصيل الجبايات ونهب الحقوق والممتلكات العامة والخاصة.
ووفقًا لأخر إحصائية، نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين، فإن ضحايا حادثة التدافع بلغ 82 مواطنا وأكثر من 120 مصابا بينهم أطفال.
ووفقاً لرواية السكان وشهود عيان، فإن الحادثة جاءت عقب إطلاق نار والتماس كهربائي أدى لتدافع المواطنين الذين كانوا متجمعين بالمئات، داخل مدرسة معين في باب اليمن، وسط صنعاء، لتسلم معونات مالية زكاة مقدمة من التاجر "الكبوس"، وهو واحد من أهم التجار في البلاد.
وأشاروا إلى أنه عند التجمع وصل عدد من المسلحين الحوثيين وقاموا بمنع توزيع الزكاة وحاولوا تفريق الناس بإطلاق الرصاص، ما أدى تدافع المواطنين نحو الباب للخروج، وكان الباب فيه كابلا ومحولا كهربائي، ما أثار رعب وهلع الناس وحدث التدافع.
وأثارت الحادثة غضب نشطاء ورواد مواقع التواصل، الذين اتهموا الحوثيين، بالتسبب في الحادثة، في حين أن الجماعة أعلنت عن تشكيل لجنة لتقصى الحقائق والرفع بتقرير عاجل حول أسباب وملابسات الحادثة.
من جانبها، حملت الحكومة اليمنية، جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الحادثة التي كان السبب الرئيس ورائها إفراغ خزينة الدولة من المال العام ونهب رواتب ومستحقات الموظفين.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، إن المسؤول عن مذبحة صنعاء التي وقعت في احد مراكز توزيع المساعدات التابعة لاحد التجار، هو من نهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي والايرادات العامة للدولة، وأوقف صرف مرتبات الموظفين منذ 8 أعوام، ومن عطل القطاع الخاص، وقوض فرص العمل لعشرات الآلاف من العاملين، تاركا إياهم دون اي مصدر للدخل لإعالة أسرهم.
وأضاف من يتحمل مسؤولية الحادثة هو من نهب الغذاء من أفواه الجوعى، ومارس التضييق على منظمات الإغاثة العالمية، ومنع التجار وفاعلي الخير من توزيع الصدقات على المحتاجين، ونهب الزكاة، واموال الاوقاف، وفرض الرسوم والجبايات غير القانونية تاركا ملايين اليمنيين تحت مستوى خط الفقر، وبمعدلات هي الأعلى عالميا في البطالة والفقر والبؤس والمجاعة.
وتابع: "نحمل القتلة المجرمين القادمين من كهوف صعدة، والذين اوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساوية، واحالوا حياة الملايين من اليمنيين إلى جحيم، المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة".
● المسئول عن مذبحة #صنعاء التي وقعت في احد مراكز توزيع المساعدات التابعة لاحد التجار، هو من نهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي والايرادات العامة للدولة، وأوقف صرف مرتبات الموظفين منذ 8 اعوام، ومن عطل القطاع الخاص، وقوض فرص العمل لعشرات الآلاف من العاملين، تاركا اياهم دون اي…
— معمر الإرياني (@ERYANIM) April 19, 2023
وفي السياق، قال الصحفي اليمني كمال السلامي: "مأساة إنسانية في ليلة التاسع والعشرين من رمضان، الحاجة والفقر دفعت المئات من الرجال والنساء إلى التدافع في إحدى المدارس في صنعاء، طمعا في الحصول على مساعدة مالية من أحد التجار، والنتيجة عشرات القتلى والمصابين".
وأضاف "صنعاء الليلة تعيش واحدة من أسوأ لياليها، مجزرة شبيهة بتلك التي تعرض لها المهاجرون الأفارقة في مارس ٢٠٢١، حينما ألقى الحوثيون القنابل المسيلة للدموع على المئات من المهاجرين الأفارقة في أحد الهناجر، ما أدى إلى وفاة العشرات".
لا أحد غير الحوثي يتحمل مسؤولية كارثة صنعاء الليلة، والتي راح ضحيتها عشرات الضحايا، جراء تدافع حصل أمام مركز لتوزيع المساعدات على المحتاجين.
— كمال السلامي (@kamal_alslami) April 20, 2023
الجماعة قطعت الرواتب، وفرضت حظرا على الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي كانت تتكفل بإيصال المساعدات إلى منازل المحتاجين..
الجماعة مارست ضغوطات… pic.twitter.com/dbfDZe26QQ
وتابع: "الحوثيون الذين تسببوا بكل هذا الجور والقهر الذي حل بالناس، استغلوا الحادث، وحملّوا التجار المسؤولية، تمهيدا لمنع تقديم المساعدات إلا عبر هيئاتهم الغير نزيهة".