ونقلت صحيفة العربي الجديد عن مي الشيخ، مسؤولة التواصل والإعلام في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، قولها إن الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن "لم تنقطع ولم تتغير أهدافها منذ إبرام اتفاق الهدنة في 2022"، نافيةً بذلك بشكل غير مباشر أنباءً متداولة عن خطة أممية جديدة للحل في اليمن.
وكانت وكالة "الأناضول" قد نقلت عن مصدر سياسي يمني مطلع، لم تذكر اسمه، أن "الأمم المتحدة بدأت الآن جهوداً منفصلة (عن الجهود الإقليمية) لمحاولة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، وإجراء مشاورات لبناء الثقة في الجوانب الاقتصادية والعسكرية، قبل الانتقال إلى مفاوضات شاملة لتشارك السلطة".
لكن الشيخ أكدت في تصريحاتها أن "مكتب المبعوث الأممي استمر طوال العام الماضي في عمله مع أطراف النزاع ومع المعنيين في المنطقة وفي المجتمع الدولي للبناء على مكتسبات الهدنة والدفع نحو التوافق حول وقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم اليمن، وعملية سياسية تضمن الانتقال إلى سلام دائم يلبي تطلعات اليمنيين".
وختمت بالقول: "يرحب المبعوث الأممي بالدعم الإقليمي والدولي لمجهودات الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة".
وفي إبريل/ نيسان الماضي، عقد وفدان من السعودية وسلطنة عمان، مباحثات مع قيادات بجماعة الحوثيين في صنعاء، تناولت سبل إحلال السلام في اليمن. وكان من المزمع أن تعقد جولة ثانية من هذه المباحثات عقب عيد الفطر في صنعاء، إلا أن ذلك لم يحدث، بسبب ما وصفه مصدر حكومي يمني لـ"العربي الجديد" بـ"شروط الحوثيين التعجيزية التي سببت تعثر مثل هذه المباحثات".
وخلق التقارب السعودي الإيراني دفعة قوية لإنهاء الحرب في اليمن، التي سببت خلال السنوات الثماني الماضية أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، وأدت إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى اليمنيين من المدنيين وأطراف النزاع في جبهات القتال.
وفي مارس/ آذار 2021، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مبادرة سعودية لحلّ الأزمة اليمنية، تستند إلى وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، داعياً حينها الحوثيين والحكومة اليمنية للقبول بها.
وتشمل المبادرة فتح مطار صنعاء الدولي أمام عدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وتخفيف القيود عن ميناء الحديدة، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
ويومي الأحد والاثنين الماضيين عقد غروندبرغ جولة مباحثات في السعودية وسلطنة عُمان للدفع بعملية السلام في اليمن.
وخلال هذه الجولة، التقى غروندبرغ في الرياض، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ووزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، إضافة إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين لدى اليمن. كذلك التقى في مسقط مسؤولين عمانيين، إضافة إلى كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.