المحلل عبد الهادي العزعزي: الخيارات أمام اليمنيين مفتوحة وإعلان مجلس المقاومة مؤخرأ هو واحد منها

آب/أغسطس 02, 2023

قال المحلل السياسي، عبدالهادي العزعزي: "إن خيارات اليمنيين لا تزال مفتوحة، ولا يزالون يمتلكون الكثير من الصبر، رغم أنه قد مسهم الضر كثيرا طوال ثماني سنوات عجاف منذ انقلاب مليشيا الحوثي، ورغم حجم المعاناة في بلد أساسا كان مفقرا".  

وأوضح: "خيارات اليمنيين كثيرة، والإعلان عن المجلس الأعلى للمقاومة، مؤخرا، يعد واحدا من الخيارات، والمقاومة لا تعني الكفاح المسلح فقط، وإنما تعني عملا منظما ومتواصلا على كافة المستويات، فهناك مقاومة ثقافية ومقاومة شعبية ومقاومة سياسية". 

وأضاف: "الخيارات المفتوحة أمام اليمنيين هي ما قد تؤدي إلى حسم هذه المسألة، وأهمها قيام مقاومة شعبية على المستوى الوطني، وهي التي يمكن أن تؤدي فعليا إلى حسم هذا الملف، في الفترة القادمة، خصوصا وأن كثيرا من أوراق مليشيا الحوثي قد كشفت، وأن فترات الهدن قد كشفت لكل اليمنيين مدى سوء هذه المليشيا، التي لم تظهر سوى 65% فقط من وجهها الحقيقي". 

واعتبر أن "ما يجري اليوم من إسقاط لأجزاء من الثورة اليمنية، وتغيير للمناهج الدراسية، وما تمارسه المليشيا من أعمال تجريف للمعتقدات الدينية والهوية الوطنية عند اليمنيين، هي واحدة من العوامل التي أدت إلى نشوء أي من الكيانات المقاومة، التي قد تشتعل في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا أكثر من اشتعالها داخل المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية". 

وأشار إلى أن "المقاومة الشعبية أحد المكونات التي انضوت تحت السلطة الشرعية، لكنها لم تذب، فهي كانت عبارة عن مجموعة من المقاومات التي بدأت في تعز وعدن ولحج والضالع ومأرب وفي بقية المحافظات، وقدمت التضحيات، وصمدت بأقل الإمكانيات، بل كانت إمكانياتها لا تتجاوز السلاح الشخصي، وأسندها المجتمع". 

ولفت: "في الدول الضعيفة، وخصوصا في دول شرق إفريقيا، ودول المنطقة العربية، تظل الشعوب هي القوة الحقيقية أكثر من المؤسسات"، مستدركا: "وقد شاهدنا كيف تهاوت المؤسسات في العراق والسودان وليبيا واليمن، وكانت حلقة الإنقاذ فيها هي الجزء الشعبي".  

وقال: "الجيش السوداني، وهو من الجيوش الكبيرة والنظامية، إلا أنه لم يستطع أن يتجاوز ما قامت به قوات الدعم السريع، بقيادة حمدتي، داخل السودان، ولجأ في الفترة الأخيرة إلى لجان الإسناد والدعم الشعبي، وللحاضنة السودانية التي قد تؤدي إلى انفراجة وإعادة المشهد لهيمنة الجيش؛ باعتباره المؤسسة الوطنية السودانية، والعملية نفسها تبدو هنا في اليمن، لكن مع وجود بعض الفوارق".  

وأضاف: "اليمن اليوم بحاجة فعلا إلى مجلس أعلى للمقاومة الشعبية في اليمن، يضم على الأقل القيادات المقاومة في كافة المحافظات اليمنية، سواء الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، أو التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ابتداء من الساحل الغربي وانتهاء بالمهرة". 

ويرى أن "المجلس الأعلى للمقاومة قد لا تكون مناطة به الكثير من الأعمال، فالسلطة الشرعية المعترف بها دوليا، التي لديها سفراء وقيادات، هي المناط بها أن تكون الفاعلة، لكن -مع الأسف الشديد- هذه السلطة تعثرت دبلوماسيا على مستوى الخارج، ولم تستطع خلق تأييد بالشكل المطلوب، لا من العالم العربي ولا من العالم الإسلامي، ولم تستطع أن تقود عملا بالشكل الكبير، سوى إيصال حملة 3000 يوم من الحصار إلى سفارات باريس وموسكو ولندن وواشنطن". 

 وقال: "للأسف الشديد، الحكومة الشرعية رهينة للتصريحات، التي تعبِّر من خلالها عن التزامها بخيارات السلام، وفقا للمرجعيات، في حين تبرز الأخبار أن مليشيا الحوثي ترفض بشكل كامل، الأمر الذي يضع مؤيدي المليشيا وداعميها كالولايات المتحدة وبريطانيا في حالة حرج، ويمارسون ضغطا ضد الشرعية". 

واعتبر أن "الخطاب السياسي للحكومة لم يعد يجدي نفعا، لكن هي من بيدها الإمكانيات والجيش والبنك المركزي، وهي من قيدت نفسها، ولم يقيدها أحد، وعليها أن تحسم أمرها". 

وأضاف: "لا اعتقد أن الرئيس رشاد العليمي لديه الحول والقوة، فهو رئيس الجمهورية عمليا، وبيده تحالف دولي، ويستطيع أن يتجه إلى الأمم المتحدة لتحديد موقف وفرض التزامات، ويستطيع أن يتحرك إذا أراد إلى المجتمع الدولي لدى الدول الدائمة في مجلس الأمن، لكنه لم يتحرك". 

ويرى أن "عدم تحرك رئيس الجمهورية والحكومة يمنح المقاومة الشعبية مساحة أكبر من المساحة المفترض أن تأخذها، وهم بهذا يجعلون الشارع والغالبية من أنصارهم ينضوون مع هذه المقاومة كما يجعلون منها أملا حتى لتلك المحافظات، التي لا زالت مليشيا الحوثي تفرض هيمنتها عليها بقوة السلاح، وخيارا أساسيا للشعب اليمني". 

 وأكد أن "الشعوب هي من تصنع أقدارها ومصيرها، وهذا ربما ما بدا جليا في الصومال، وأيضا يبدو في السودان، واعتقد أننا نحن جزء من القرن الإفريقي، أكثر من كوننا جزءا من شعوب البحر المتوسط".  

وبيّن: "اليمنيون لديهم تجربة سابقة في مسألة المقاومة الشعبية، فالمقاومة هي من حمت صنعاء في حصار السبعين، وكان لها الصوت الأعلى، واستطاعت أن ترجح المسألة الجمهورية بكل قوة"، مضيفا: "لذا نحن بحاجة إلى المجلس الأعلى للمقاومة، كقوة شعبية لا يمكن تثبيتها على مستوى سياسي كقوى إيديولوجية، ولا يمكن تحجيمها على المستوى الشعبي، كون غالبية قياداتها هم رموز شعبية". 

 وأوضح: "يجب أن يعرف الجميع، حتى وإن كان هناك تفاوض - وأنا أشك في ذلك - فإن المقاومة رقم ويجب أن يحسب له ألف حساب، مثلها مثل مكونات الشرعية ومليشيا الحوثي، وغيرها ممن تسميهم الأمم المتحدة -مع الأسف الشديد- الأطراف اليمنية". 

وتابع: "يجب على المقاومة أن تستكمل أدواتها، وأن تبني مكتبها الفني، ومنظومة من العلاقات الدولية، فنحن في منطقة عليها صراع دولي محموم، والجميع يبحثون عن موطئ قدم داخلها، وعليها التحرك وفق خياراتها وخيارات اليمنيين دون أن يملي عليها أحد". 

 

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro