أعضاء مجلس القيادة الرئاسي.. "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"

آب/أغسطس 24, 2023


الوقت ليس الشيء الوحيد الذي لا يملكه مجلس القيادة الرئاسي، الذي شكلته الرياض وأبوظبي ليكون بالونة فراغ كبيرة في جسد الشرعية اليمنية، التي التهمها الشريكان المتشاكسان إقليميا.


والشرعية لا تعني استمرار رؤوس أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في الرمال بانتظار مخلص خارجي لا يقدر تخليص نفسه في تبعات الحرب، والفوضى في اليمن.


لم يعد رئيس وأعضاء مجلس القيادة يتذكرون متى عقدوا جتماعا دوريا لهم، منذ آخر اجتماع قبل أكثر من أربعة اشهر عندما تم استدعاؤهم من قِبل السفير السعودي لاطلاعهم على نتائج مباحثاته مع مليشيا الحوثي.


المجلس الذي لم يستطع حتى رسم خارطة لمهامه وحدود صلاحيات أعضائه، الذين يمثلون تصورات وأهداف ومصالح اللاعبين الخارجيين، ويتم تحريكهم بواسطة الهاتف من قِبل الرياض وأبوظبي، فقد قدرته على إظهار جبهة متناسقة وموحّدة إزاء تهديدات مليشيا الحوثي.


"تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" هذا حال المجلس، الذي لا يعرف له مقر داخل البلاد، ويتوزع أعضاؤه على عدة عواصم، ويمارسون حياتهم وكأن لا شيء مناط بهم على الصعيد الوطني.


إذا بحثت عنهم ستجدهم في الرياض وأبوظبي والقاهرة وعمّان وكوالالمبور، يتعاملون كسياح وليس كصناع قرار مفترض أنهم في حالة حرب وانعقاد دائم.


يكاد ينقضي شهر على دعوة رئيس المجلس الرئاسي للمسؤولين في الشرعية إلى سرعة العودة إلى عاصمة البلاد المؤقتة، التي تعيش غليانا شعبيا بسبب الصراع بين الانتقالي والحكومة، والتراشق السعودي - الإماراتي، فلا عاد المجلس وأعضاؤه، ولا تمت معالجة أوضاع الناس الصعبة في عدن، التي ينهشها الفاسدون، ويرقصون على معاناة أهلها.

لا حرب ولا سلام" هذا ما يريده اللاعبون الدوليون في اليمن، يراد وضع اليمن في تابوت وضاح، وحمله على الأكتاف دون تشييعه لمثواه، أو السماح له بالعودة إلى مسار الحياة الطبيعية


اليمن ساحة حرب دائمة وأرض لمعركة مؤجلة يسقط فيها اليمنيون وحدهم ضحايا، ويتم تشييعهم وفق أهواء غيرهم، فالكفن قد يكون على هيئة أعلام طهران وأبوظبي والرياض، غير أن المقبور والقبر يمنيان خالصان.

Additional Info

  • المصدر: نقلا عن تلفزيون بلقيس
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro