وبحسب المجلس، فإن المؤتمر يأتي استجابة لنضالات الشعوب العربية وتطلعاتها نحو الحرية ورفضها لمشاريع الاستبداد والديكتاتوريات .
وقال المجلس، إن المؤتمر يهدف إلى مناقشة وتقييم التجربة التي عاشتها البلاد العربية بعد ثورات "الربيع العربي"، التي شهدت فشل الانتقال الديمقراطي في دول الربيع العربي، وما رافق ذلك من انتعاش للاستبداد وتراجع للحريات وزيادة في منسوب القمع.
واشار المجلس الى أنه كان من المنطقي ومن المفروض أن يعقد هذا المؤتمر في عاصمة عربية، بحضور ضيوف من مختلف الأقطار العربية".غير انه من المؤسف عدم وجود عاصمة عربية اليوم قادرة على احتضان مؤتمر حول تقييم مسارات التحول الديمقراطي في المنطقة واستشراف مستقبلها، وقادرة على استقبال عشرات المناضلين من أجل الديمقراطية من مختلف الدول العربية ومن عرب المهجر، دون الخشية من تضييقيات أو تعطيل في التأشيرات أو منع دخول على البعض، أو خطر تسليم إلى حكوماتهم بالنسبة للبعض الآخر".
وأوضح المجلس ان اختيار سراييفو لاستضافة المؤتمر جاء نظرا لرمزيتها الكبيرة كمدينة عاشت الحرب والصراعات والخراب، وتحولت إلى رمز للتعافي والتعايش والتعددية الثقافية والدينية".
لافتا إلى أن سراييفو تقدم للنخب العربية التي تعيش في قلب الصراع ، دروس ما بعد الصراع أو كيف يمكن إرساء السلام والمصالحة والعدالة الانتقالية وبناء الأمم".
منوها أن اختيار المجلس لسراييفو؛ لأنه يطمح لبناء جسور تعاون مع النخب البوسنية بتعدديتها من مثقفين وسياسيين ونشطاء مجتمع مدني وسلام، من أجل تبادل التجارب والآراء حول جهود الديمقراطية والسلام في المنطقة".
واعتبر بيان المجلس الحالة البوسنية تمثل وضعا مشابها للدول العربية لوجود طوائف واديان مختلفة تتعايش فيما بينها كما تعد بطابعها هذا امتدادا حضاريا عظيما وجسرا متقدما بين الشرق والغرب".
وبحسب المجلس فان المؤتمر "يعد فرصة للباحثين للاجتماع والقيام بعصف ذهني جماعي من أجل بلورة خارطة طريق للنضال الديمقراطي في الدول العربية في العقود المقبلة تتضمن تحديد خصائص الديمقراطية المطلوبة وشروط نجاحها".
وبين: "المؤتمر يعد، أيضا، فرصة للتفكير في طرق تشبيك العمل الديمقراطي العربي لتغيير واقع الديمقراطية بالمنطقة. كما يهدف إلى بناء نواة شبكة ديمقراطية عربية تعمل على مواصلة نضال أجيال متتابعة لتنعم الشعوب بحق العيش بحرية، وفي كنف دولة قانون ومؤسسات وحكم رشيد".
وأكد أن "الديمقراطية الخيار الوحيد للخروج من المآسي التي تعيشها الشعوب العربية، وخاصة بعد أن عاشت عدة عقود من الاستبداد والتبعية والتخلف".
وسيتيح المؤتمر الفرصة لتقديم إسهام الديمقراطيين العرب في النقاش العالمي حول أزمة الديمقراطية في معاقلها بالغرب، وكيف يمكن تجديد مفهوم الديمقراطية وتطوير أشكال ممارستها في مواجهة، الأمراض والعراقيل التي أصابتها في الصميم، وكيف يمكن بناء تحالف دولي واسع بين المدافعين عن الديمقراطية من مختلف الأجناس، وذلك بحضور مجموعة من الباحثين الدوليين المعروفين المتخصصين في الديمقراطية، بحسب المجلس.
وسبق للمجلس العربي تنظيم مؤتمرات أخرى، أبرزها “عرب المستقبل من أمة رعايا إلى أمة مواطنين”، الذي عُقد في إسطنبول في آذار/ مارس 2019 بحضور 170 شخصية عربية، و "الديموقراطية أولاً في العالم العربي”، الذي انعقد في كانون الأول/ ديسمبر 2021 بالتوازي مع مؤتمر قمة بايدن للديمقراطية.
