وأكد البيان الختامي إن النظام الديمقراطي وحده كفيل ببناء دولة القانون والمؤسسات الخادمة لأبناء شعبه المتمتعين بالعدل والحرية".
وأضاف: "الدول الديمقراطية هي وحدها القادرة على بناء فضاء عربي واحد يحقق مطامح الشعوب العربية في الوحدة ويسهل حياة الملايين من العرب".
وأوضح: "الاستبداد، سواء منه القديم المتصلب الجامد أو الجديد الشعبوي التافه، لا أفق له غير مزيد من إغراق الشعوب في الفقر والقهر والتفرقة والتحاربب".
وكشف البيان عن "تأسيس شبكة للديمقراطيين العرب تجمع المناضلين من أجل الديمقراطية من جميع الأقطار على اختلاف فئاتهم وتوجهاتهم".
وأشار إلى أن "شبكة الديمقراطيين ستعمل على بناء الجسور والعلاقات والتحالفات مع كافة القوى الديمقراطية في المنطقة والعالم لمواجهة الأنظمة الاستبدادية والشعبوية".
وبيّن أن المجلس العربي يعتمد خارطة طريق واضحة غايتها دعم مسارات التحول الديمقراطي في المنطقة وتسريعها.
وأكد العزم على العمل الجماعي المشترك بكل الوسائل السلمية حتى تحقيق النصر للمشروع الديمقراطي العربي.
ودعا شرفاء الأمة وقواها الديمقراطية إلى الانخراط في شبكة الديمقراطيين العرب وتوحيد الجهود من أجل استئناف المسارات الديمقراطية المعطلة أو الموءودة.
ولفت إلى أن الديمقراطيات الناضجة الصلبة هي القادرة على مواجهة التحولات الكبرى التي تغير مصائر البشر اليوم مثل التحول المناخي والذكاء الاصطناع.
واختتم البيان بالتأكيد على "العزم على بذل الجهود، وتسخير الطاقات، وتقديم التضحيات، من أجل طيِّ صفحة الاستبداد والفساد والتبعية في أوطاننا خلال أمد قريب، وتحقيق مبدأ المواطَنة الحُرَّة الكريمة في بلداننا، وإرساء اندماج فعَّال بين شعوبنا العربية، على أساس الحرية والكرامة والديمقراطية".
وجاء اختيار مدينة سراييفو بسبب التضييق في الدول العربية، وتعذر إقامة الفعالية فيها.
وسبق للمجلس العربي تنظيم مؤتمرات أخرى، أبرزها “عرب المستقبل من أمة رعايا إلى أمة مواطنين”، الذي عُقد في إسطنبول في آذار/ مارس 2019 بحضور 170 شخصية عربية، و”الديموقراطية أولاً في العالم العربي”، الذي انعقد في كانون الأول/ ديسمبر 2021 بالتوازي مع مؤتمر قمة بايدن للديمقراطية.
نص الإعلان :
نحن مواطني ومواطنات العالم العربي..
وفاءً لدماء الشهداء الأبرار الذين ضحَّوا بحياتهم في سبيل الحرية والكرامة بساحات التغيير، إبَّان ثورات الربيع العربي، وما سبَقها ولحِقها من نِضالات..
واضطلاعاً بمسؤولياتنا تجاه ضحايا الاستبداد، من سجناء الرأي والمضطَهدين، ومنتَهَكي الحقوق، وبواجبنا في رفع الظلم والحيف والمعاناة عنهم..
واستيعاباً لحرَج المرحلة التي تمرُّ بها منطقتنا العربية، المحشورة بين مطرقة الاستبداد وسندان الشَّعْبوية، مع تراجع النموذج الديمقراطي في العالم أجمع..
وإيماناً بقدرة أمَّتنا على التحرر والانعتاق، وتحقيق الحرية والكرامة، والديمقراطية والتنمية، بالإرادة الصلبة، والنضال الدؤوب، والتعاضد بين الأحرار..
وأداءً لأمانتنا تجاه الأجيال القادمة، التي تستحق علينا أن نُوَرِّثها مستقبلاً آمناً مُشرِقاً، وأوطاناً مستقرةً مزدهرةً، وزاداً من قِيَم الكرامة والحرية والديمقراطية..
واقتناعاً بأن النظام الديمقراطي هو وحده الكفيل ببناء دولة القانون والمؤسَّسات، الخادمةِ لأبناء شعبها، المتمتَّعين بالعدل والحرية، الموْفُورِي الكرامة الإنسانية..
وإيقاناً بأن الدول الديمقراطية هي وحدها القادرة على بناء فضاء عربي واحد، يحقِّق مطامح الشعوب العربية في الوحدة، ويسهِّل حياة الملايين من العرب..
وإدراكاً بأن الاستبداد، سواءً منه القديم المتصلِّب الجامد، أو الجديد الشَّعبوي التافه، لا أفق له غير مزيد من إغراق شعوبنا في الفقر والقهر، والتفرقة والتحارُب..
واقتناعاً بأن الديمقراطيات الناضجة الصلبة هي القادرة على مواجهة التحولات الكبرى التي تغير مصائر البشر اليوم، مثل التحول المناخي والذكاء الاصطناعي..
نعلن المبادئ الآتية في ختام مؤتمر "التحوُّل الديمقراطي في العالم العربي: خارطة طريق" الذي عقدناه يومي 7-8 أكتوبر 2023، بمدينة سراييفو، عاصمةِ دولة البوسنة والهرسك، ومدينةِ الجَمال الآسِر، والضيافة الكريمة، والتاريخ العريق:
أولاً: تأسيس شبكة للديمقراطيين العرب، تَجْمع المناضلين من أجل الديمقراطية من جميع الأقطار العربية، على اختلاف فئاتهم العُمُرية، ومشاربهم الفكرية، وانتماءاتهم السياسية. وهي شبكة أفُقية غايتها التنسيق بين الفاعلين الديمقراطيين العرب، وأصحاب الرؤية المستقبلية المفعمة بالأمل، المتسلحة بالفكر الحرّ والقيم الإيجابية. وذلك من أجل التمكين للديمقراطية في كل ربوع المنطقة، ونشر ثقافتها بين مختلف الفئات الشعبية في جميع الأقطار العربية. كما تسعى شبكة الديمقراطيين العرب إلى بناء الجُسور والعلاقات والتحالفات مع كافة القوى الديمقراطية في المنطقة والعالم، من أجل محاصرة التوجُّهات الاستبدادية والشعبويَّة، والتأثير على النظام الإقليمي الذي يسعى إلى تعطيل مسارات التحول الديمقراطي، تشبثاً بمصالح أنانية آنية.
ثانياً: اعتماد خارطة طريق واضحة، غايتها دعم مسارات التحوُّل الديمقراطي في المنطقة وتسريعها، والإسهام في إنضاجها، وإخراجها من ضِيق العاطفيات، ونزعات المظلومية، وردود الأفعال المرتجَلة.. إلى آفاق المبادرات الجَسورة، والاستراتيجيات البنَّاءة، والخطط الواعية. وبناء المساحات المشتركة بين النخب العربية، وجمع كلمة القوى السياسية العربية على مبادئ الديمقراطية، مع الاعتراف بحق الاختلاف في البرامج السياسية، وفي الانتماءات الأيديولوجية، وفي الوصول إلى سُدَّة الحكم في انتخابات حرة نزيهة. وصياغة الاصلاحات الهيكلية والمؤسَّسية الكبرى في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع، وابتكار الحلول للتحديات الكبرى المطروحة على أقطارنا وعلى أمَّتنا، لا في مجال الحقوق فحسبْ، وإنما أيضا في مجال تغيُّر المناخ والطاقة، والتحوُّلات الديمغرافية، والتطوّرات التكنولوجية.
ثالثاً: العزم على العمل الجماعي المشترك، بكل الوسائل السِّلمية، سواء ما كان منها سياسيا، أو فكريا، أو قانونيا، أو إعلاميا.. حتى تحقيق النصر للمشروع الديمقراطي العربي، ودَحْر حِلْف الاستبداد والفساد والعمالة في المنطقة، تجسيدًا لتلازم المسارات في الدول العربية، وتحقيقاً لوحدة المصير بين الشعوب العربية. وإطلاق جهد جماعي كبير لتكوين الأجيال الجديدة في مجالات النضال السلمي، واستراتيجيات التغيير وشروطه وآلياته، والحكم الرشيد، والعدالة الاجتماعية، والمشاركة المدنية، وتأطير الحراك الشعبي، وبناء القدرات القيادية بالاستفادة من التقنيات الحديثة.. حتى تصبح الأجيال الجديدة قادرة على استلام المِشعل، وتحقيق آمال الآباء، وأحلام الأجداد.
ونحن ندعو شرفاء الأمة وقواها الديمقراطية للانخراط معنا في "شبكة الديمقراطيين العرب"، وتوحيد الجهود معنا، بالبناء على المشتركات، ونبْذ الخلافات، من أجل توفير شروط الانتصار في المعارك القادمة لاستئناف المسارات الديمقراطية المعطَّلة أو الموءودة. وكلنا عزمٌ على بذل الجهود، وتسخير الطاقات، وتقديم التضحيات، من أجل طيِّ صفحة الاستبداد والفساد والتبعية في أوطاننا خلال أمدٍ قريب، وتحقيق مبدأ المواطَنة الحُرَّة الكريمة في بلداننا، وإرساءِ اندماجٍ فعَّال بين شعوبنا العربية، على أساس الحرية والكرامة والديمقراطية.. "إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً."