إسرائيل تقصف غزة بشكل عنيف ومدمر بعد إنتهاء الهدنة

كانون1/ديسمبر 01, 2023

مع انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل التي توعدت بمواصلة الحرب على غزة، طفى على السطح ما أسمته وسائل إعلام أميركية "فجوة" بين واشنطن وتل أبيب بشأن "المضي قدما" في العملية العسكرية، وسط تنامي الضغوط الدولية لوقف آلة الحرب وإنهاء معاناة أكثر من مليوني فلسطيني بالقطاع.

وهذه الفجوة مدفوعة بخلاف قائم داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن دعمها للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس في غزة، وتصف وسائل إعلام أمريكية هذا الخلاف بأنه "استثنائي ولم يحدث في إدارة سابقة منذ ثمانينات القرن الماضي".

وتزامنت هذه الأحاديث مع زيارة أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للشرق الأوسط، هي الثالثة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

حيث زار الوزير إسرائيل والتقى بكبار مسؤوليها، ضمن جولته التي بدأها الإثنين، وتستمر حتى السبت، وتشمل أيضا الإمارات وبلجيكا.

وغادر الوزير، صباح الجمعة، إسرائيل متجها إلى الإمارات تزامنا مع انتهاء الهدنة وتجدد الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.

- خلاف متزايد

موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي تطرق لزيارة بلينكن إلى المنطقة ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وأعضاء في مجلس الوزراء الحربي.

ونقل عن مصدرين مطلعين أن إمكانية استئناف العملية الإسرائيلية في غزة كانت موضوعا رئيسيا في النقاش بين بلينكن والمسؤولين الإسرائيليين.

ووصف أحد المصادر النقاش بأنه "تبادل صريح لوجهات النظر"، وأشار إلى تزايد الخلافات بين الطرفين حول كيفية المضي قدمًا بشأن عملية الجيش الإسرائيلي في غزة.

وقال مصدر إن بلينكن لم يطلب من إسرائيل وقف العملية، لكنه أعرب عن قلقه وقال إنه كلما طال أمد الحملة العسكرية، زاد الضغط الدولي على كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لوقفها.

نتنياهو قال في بيان، عقب لقاء بلينكن: "ستواصل إسرائيل الحرب حتى تحقق ثلاثة أهداف: تحرير جميع الرهائن، والقضاء التام على حماس، وضمان عدم ظهور أي تهديد كهذا من غزة مرة أخرى".

وأضاف "قلت لبلينكن - لقد أقسمنا على القضاء على حماس. لن يوقفنا شيء".

- معارضة داخلية

شبكة "إن بي سي" الأمريكية أشارت بدورها إلى المعارضة الداخلية والفجوة المتسعة داخلة إدارة بايدن بشأن الحرب بين حماس وإسرائيل.

وقالت الشبكة، الخميس، إن إدارة بايدن تواجه معارضة داخلية متصاعدة بشأن دعمها للعملية العسكرية الإسرائيلية على حماس، ما يعكس جدلا أوسع في المجتمع الأمريكي وانقساما بين الديمقراطيين بشأن القضية.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين سابقين (لم تسمهم) أن حجم المعارضة الاستثنائي داخل الحكومة، بما في ذلك الرسائل العلنية من موظفين حكوميين، لم يحدث في إدارات سابقة تعود لثمانينيات القرن الماضي، بما في ذلك، خلال حرب العراق، والقيود التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على المسافرين من دول إسلامية".

وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية للشبكة (لم تسمه) إن "هناك شعورا بأن إسرائيل ينبغي ألا تكون قادرة على الإفلات من العقاب".

كما نقلت عن مسؤولين اثنين في الخارجية أن "الدبلوماسيين الأمريكيين في الشرق الأوسط يبعثون برسائل إلى واشنطن مفادها أن نظرائهم الأكثر ودية في المنطقة يحذرونهم من أن سمعة أمريكا تتضرر بشدة بسبب نهجها في الحرب".

ووفق الشبكة، فإن مئات موظفي الحكومة الفيدرالية وقعوا على رسالة مفتوحة لبايدن تطالب إدارته بالضغط من أجل وقف إطلاق نار لحماية أرواح المدنيين الفلسطينيين.

وأعرب "أيضا عشرات الموظفين في السلك الدبلوماسي بالخارجية الأمريكية، عن اعتراضاتهم على تعامل الإدارة مع الصراع"، بحسب مسؤولين في الإدارة والكونغرس.

وفي الكونغرس، نظم مئات من الموظفين احتجاجات ووقعوا رسائل تطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء ما يعتبرونه "تفويضا مطلقا" من الولايات المتحدة لإسرائيل.

- "لا يوجد أمامكم أشهر"

صحيفة هآرتس العبرية لفتت أيضا في تغريدة عبر منصة "إكس" إلى اتساع الفجوة بين واشنطن وتل أبيب، مشيرة إلى اعتراض بلينكن في اجتماعه مع الإسرائيليين على إمكانية طول أمد الحرب.

وبحسب الصحيفة، فإن وزير الخارجية الأمريكي نقل رسالة إلى إسرائيل مفادها أنه ليس أمامها أشهر عديدة للتحرك في غزة، فيما قال وزير الدفاع يوآف غالانت: "إن هذه حرب عادلة. لا يهم كم من الوقت ستستغرق".

وفي السياق ذاته، تطرقت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إلى فحوى الحديث بين بلينكن والمسؤولين الإسرائيليين.

وقالت إن "بلينكن شارك في اجتماع مجلس الوزراء الحربي واستمع لأقوال وزير الدفاع يوآف غالانت من أن العملية البرية ستستغرق عدة أشهر، فرد على ذلك، بقوله: "لا أعتقد أن أمامكم عدة أشهر"، فأجابه مسؤولون إسرائيليون بأنهم سيواصلون الحرب حتى تحقق الإنجازات المطلوبة التي حددها مجلس الوزراء منذ البداية".

وكرر بلينكن موقف الإدارة الأمريكية بأن العملية البرية المتوقعة للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة يجب أن تتم بطريقة لا تتسبب في نزوح جماعي للسكان، وهو المطلب يجعل الأنشطة الميدانية لجيش الدفاع في غاية الصعوبة، مما دفع كابينيت الحرب إلى رفضه، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

جدير بالذكر أن جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، صرح، مساء الخميس، أن الولايات المتحدة لا تؤيد وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، لكنها تريد تمديد "الهدنة الإنسانية".

وقال كيربي، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، "لا نؤيد وقف إطلاق نار دائم في غزة، ولكن نريد رؤية الهدنة الإنسانية تمتد إلى 8 و9 و10 أيام وأكثر".

لكن على عكس المتوقع، لم يتم تمديد الهدنة التي انتهت صباح اليوم الجمعة، واستأنفت إسرائيل الحرب على القطاع، وقصفت أنحاء متفرقة في غزة، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى، بحسب مصادر طبية فلسطينية للأناضول.

وانتهت عند الساعة (05:00 ت.غ) من صباح الجمعة، الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة التي بدأت بوساطة قطرية مصرية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي واستمرت 7 أيام، جرى خلالها وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro