مشروع طموح يتيح للرقم الوطني الموحد فرصة رائدة للتحول نحو الحوكمة الإلكترونية، وطرق أبواب المستقبل لتجاوز بيروقراطية المعاملات التقليدية الحكومية وغير الحكومية، إلى عالم المعاملات الإلكترونية، لتسهل الكثير منها. إذ أوضحت وزارة الداخلية اليمنية، أن هذه الخطوة ستساهم وبشكل كبير في تقليص التلاعب والتزوير وتخفيض معدلات الجريمة وتسهيل تتبع المطلوبين أمنيًا، وأنها تأتي وفق متطلبات وأهداف الحكومة في المجال التكنولوجي والإلكتروني لتطوير البنية التحتية المعلوماتية في البلاد.
أهمية البطاقة الذكية
تحمل البطاقة الشخصية الذكية تفاصيل دقيقة للأفراد لتكوّن قاعدة بيانات دقيقة تشمل معلومات ديموغرافية واجتماعية واقتصادية، ومن المتوقع أن تعزز حوكمة الدولة وتعزز دور الحكومة الإلكترونية في توفير الخدمات والبحوث والمعلومات.
يقول مدير مصلحة الأحوال المدنية بمحافظة تعز، المقدم اسكندر المخلافي، لـ تعز تايم، إن البطاقة الذكية "ستساهم في رفع المستوى الأمني من خلال توحيد البيانات واحتوائها للبصمة العشرية للمواطن، لا سيما وأنها غير قابلة للطمس أو التلف أو التزوير".
واعتبر المقدم المخلافي، هذه الخطوة أنها نقلة نوعية في عصر التكنولوجيا حيث تدعم الاستخدام الإلكتروني والتقنيات الحديثة.
وأشار إلى أنها "خدمة أسهل وأمان أكثر وتقنية حديثة ستسهل الكثير على المواطنين".
يقول الصحفي سامي نعمان، لـ تعز تايم، "هذا اعظم مشروع أمني ومدني وخدمي حصل في تاريخ الجمهورية منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر".
وأضاف: "هنا سيكون للمواطن سجل مدني يوثق حياته ودراسته وتعليمه وعمله، ولا مجال لاختلاف كلمة أو حرف في اي وثيقة".
وأشار إلى أن هذا هو المشروع حرمت منه اليمن منذ عقود، رغم انه كان أولوية وكان متاحًا.
خدمة للمواطن
عانى الكثير من المواطنين بسبب اختلاف البيانات في وثائقهم المتعددة، وكثيرا ما نجد أشخاصا يشكون من اختلاف بياناتهم في شهائدهم الجامعية عن بيانات جوازات سفرهم، لذلك فإن البطاقة الشخصية الذكية قادرة على معالجة المعلومات وليس تخزينها وحسب، بل والقدرة على تعديل البيانات دون استبدال البطاقة، كما أنها ستحمل تفاصيل دقيقة للأفراد لتكون قاعدة بيانات دقيقة وضخمة تشمل معلومات ديموغرافية واجتماعية واقتصادية.
يضيف المقدم اسكندر المخلافي: أن البطاقة الذكية ستفيد المواطنين كثيرا، بحيث ستكون البطاقة في قاعدة بيانات موحده لاستخراج البيانات والوثائق الثبوتية للمواطن سواءً في الجوازات
أو المرور أو البنوك أو المطارات أو المنافذ، وكذلك في المرافق الحكومية وغير الحكومية.
ويفيد المخلافي: بأن "البطاقة الشخصية الذكية تتميز بقدرتها على معالجة المعلومات وليس تخزينها فقط، وآمنه أي أنها غير قابله للتزوير، لأن المعلومات المخزنة في الشريحة مؤمنة بنظام تشفير كما تتميز بصناعتها من مادة "بولي كربونيت" وهذا يجعلها مقاومة للكسر، كما أن طباعتها تتم عبر الليزر بأنها غير قابلة للطمس او التلف."
التحرر من الهيمنة الحوثية
ظلت الأحوال المدنية في اليمن تخضع لسلطة الحوثيين في صنعاء، طيلة سنوات الحرب، حتى في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها، كانت تتحكم بها سلطة الحوثيين كونها هي من تمتلك وتتحكم بقاعدة البيانات.
يقول الناطق باسم شرطة تعز المقدم أسامة الشرعبي، لـ تعز تايم، إن هذه الخطوة "ستؤدي إلى إلغاء الهوية القديمة وتأسيس قاعدة بيانات معلوماتية بالاعتماد على أرقام وطنية جديدة لا علاقة لها بالأرقام السابقة."