المراكز الصيفية الحوثية.. انتهاك للطفولة وتفخيخ لحاضر ومستقبل اليمن

أيار 03, 2024

 تواصل جماعة الحوثي، انتهاكاتها بحق الطفولة في اليمن، للعام التاسع على التوالي، من خلال عسكرة المدارس، وتجنيد الأطفال، بعد تلقينهم مناهجها الطائفية، في دورات تثقيفية مفتوحة، فيما تسمى بالمراكز الصيفية. 

تعد هذه المراكز الحوثية مصنعا للتطييف ووسيلة للممارسات اللا أخلاقية واللا إنسانية، بحق الأطفال، مستخدمة أساليب الترغيب والترهيب والاستغلال، لإجبارهم وأسرهم على الانضمام لهذه المراكز.

أوكار مظلمة

منذ انقلابها على الدولة، في سبتمبر 2014م، حولت جماعة الحوثي، مئات المدارس والمساجد إلى أوكار مظلمة، تغتال فيها براءة الفطرة، فإلى جانب تغييرها للمناهج الدراسية، بما يوافق فكرتها وعقيدتها المنحرفة، والدخيلة على المجتمع اليمني، وتحويل مئات المدارس إلى مواقع عسكرية، قامت أيضا بعمل مراكز صيفية، لتجنيد الأطفال، وإلحاقهم بدورات طائفية، يتعرضون خلالها لاعتداءات جسدية وجنسية.

في بيان لها عقب تدشين الانقلابيين الحوثيين المراكز والدورات الصيفية، حذرت منظمة حقوقية يمنية، من خطورة هذه المراكز على سلامة الأطفال، ودعت أولياء الأمور إلى الحفاظ على أبنائهم، وعدم إلحاقهم بتلك المراكز.

وقالت منظمة "ميون لحقوق الإنسان"، إنها وثقت خلال العام الماضي وقوع عمليات تجنيد ممنهجة للأطفال وأنشطة شبه عسكرية وأخرى طائفية؛ إلى جانب توثيق تعرض عدد منهم لاعتداءات جسدية وجنسية، مطالبة الآباء بعدم تسليم أطفالهم فريسة للانتهاكات، لا سيما في المراكز المغلقة.

واعتبرت منظمة "ميون"، تلك المراكز الصيفية (المغلقة والمفتوحة) بيئة مناسبة للتعبئة الايديولوجية والتجنيد، مؤكدة تلقي الأطفال تدريبات على استخدام الأسلحة ودورات ثقافية مكثفة، تمثل انتهاكا صارخا للحق في طفولة آمنة.

وأضاف البيان: من "خلال عملنا الحقوقي طوال السنوات الماضية، نؤكد أن مليشيات الحوثي تتعامل مع طلاب المدارس (واطفال اليمن بشكل عام) كمصدر ومورد ثابتين للتزود بالمقاتلين، وكثيرا ما تنشر القنوات الإعلامية للمليشيات أخبارا عن دفعات من الأطفال تم تخريجهم في الدورات العسكرية والمراكز الصيفية، وتنقل عروضا شعبية مسلحة للمجندين".

في مطلع 2024 استدعت جماعة الحوثي آلاف الأطفال المشاركين في المراكز الصيفية، للحضور دوراتها الطائفية، بعد استحداثها لمراكز التدريب العسكرية لأطفال المدارس في جميع المديريات بالمحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

تجهيل 

تواصل مليشيا الحوثي أنشطة التجهيل والتطييف ومسخ عقول النشء، وجعلهم عبيدًا للسلالة والخرافة الإماميّة، وتعد تلك الأنشطة المعروفة بالمراكز الصيفية، شكلاً من أشكال الإرهاب، الذي يستهدف الأطفال في العاصمة المختطفة صنعاء وكافة المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة. عبر مناهج ودورات تتضمن دروسا مضللة عن تاريخ الإمامة، التي تسعى الجماعة لإعادتها، وأفكار عنصرية مناهضة لمبدأ المساواة؛ تتصادم مع الفطرة البشرية، التي تشرعها كافة الديانات.

المناهج والملازم الحوثية، تقسم المجتمع إلى طبقات عصبوية، وتقدس الخمينية السياسية ومشروعها الصفوي، وتحث الأطفال على ضرورة اتباع الفكر والعقيدة التي يتبناها الحوثيون.

يقول التربوي يوسف (اسم مستعار) في حديثه لـ "تعز تايم": أعمل مدرسًا لمادة الثقافة الإسلاميّة، للصف الرابع والخامس في إحدى مدارس صنعاء، منذ ما قبل الحرب، لكنني اليوم أخجل أن أدرسها لهؤلاء الأطفال، بعد تحريفها.

تجنيد واعتداء جنسي

تُعد ظاهرة تجنيد الأطفال، واحدة من أبرز صور انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب الدائرة في اليمن منذ سنوات، وثقت خلالها تقارير حقوقية العديد من الحالات لدى مختلف الأطراف، لاسيما جماعة الحوثيين، حيث صنفت منظمة اليونيسيف اليمن ضمن أسوأ البلدان في العالم من حيث حماية الأطفال، بحيث تجند جماعة الحوثي آلاف الأطفال اليمنيين وترميهم في الجبهات وقودًا للحرب، الأمر الذي يعد مخالفًا لكل المعايير والاتفاقيات الدولية التي تخص حقوق الطفل بشأن مشاركتهم في النزاعات المسلحة.

بحسب إحصاءات سابقة لمنظمة اليونيسف، فإن أكثر من 11 ألف طفل سقطوا قتلى وجرحى منذ عام 2015. ويظل مستقبل أجيال اليمن محفوفاً بالمخاطر والانتهاكات المستمرّة جراء الحرب و النزاعات المسلحة والصمت الدولي الواسع.
إن أطفال اليمن يتعرضون للاغتصاب والاستغلال الجنسي وإشراكهم في النزاع المسلح رغم أن اليمن صادقت بالبروتوكول الاختياري في أغسطس 2004، يأتي هذا بعد مصادقتها على اتفاقية مناهضة التعذيب والمعاملات القاسية عام 1991م.

تقول مرشدة اجتماعيّة في صنعاء - رفضت ذكر اسمها -، في حديثها مع "تعز تايم": لا أعلم متى سيفهم الناس أن هذه الفئة باغية وظالمة مالها أمان ولا ذمة، كيف يودون أطفالهم؟.

وأضافت نحنُ نخاف على الكبار منهم ناهيكم على الأطفال".

ونوهت في حديثها لـ "تعز تايم" بأن على الأهالي أن يحافظوا على أطفالهم من هذه الطائفة الخبيثة والسيئة وما يسمعوا لكلامها ".

 

خلال الهدنة المؤقتة تفاقمت الاعتداءات الجنسية في مناطق الصراع، تشير التقارير أن ٨٠٪ منها تحت سيطرة جماعة الحوثي.

أكد فريق خبراء الأمم المتحدة، عن وجود حالات العنف الجنسي والاغتصاب الذي تمارسه المليشيا بحق السجناء الأطفال والنساء، وذكر التقرير أن الجماعة تحتجز أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عاما داخل سجن الأحمر في صنعاء، ويتشاركون ذات الزنازين مع البالغين".

وأضح عن تعرض طفل للاغتصاب من قبل المشرف والقيادي مع الجماعة المسمى أبو حيدر الجهراني، إلى جانب امرأتين تعرضتا للاحتجاز والاغتصاب من قبل قيادي حوثي آخر بعد رفضهما المشاركة في الدورات الثقافية التابعة لهم.

في ديسمبر 2022 صرحت منظمة "اليونيسف" بأن 49 طفلًا تعرضوا للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، منهم 29 صبياً و18 فتاة ".

وحققت البعثة الدولية لليمن في 17 حالة تتعلق بـ 50 ضحية من ضحايا انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالاحتجاز والعنف الجنسي والتعذيب على يد قيادة تابعين للمليشيات.

وفي قانون الجرائم والعقوبات اليمني تنص المادة 269 من القانون عندما يسقط الحد الشرعي لسبب من الأسباب، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سبع سنين كل من اعتدى بالاغتصاب على أي شخص ذكراً كان أو أنثى دون رضاه”. ويؤكد القانون الدولي، على أنه "لا يجوز للجماعات المسلحة غير التابعة للدولة، تحت أي ظرف من الظروف، تجنيد الأطفال دون سن 18 عاما أو استخدامهم في الأعمال القتالية".

تحذيرات حقوقية

منذ مطلع العام الجاري، أعربت العديد من المنظمات المحليّة والدولية عن خطورة تجنيد الأطفال وزجهم في الجبهات ، وتقول إن عملية تجنيد جماعة الحوثي للأطفال في اليمن دخلت مرحلة "جديدة وخطيرة".

في فبراير الماضي، أصدرت منظمة "ميون لحقوق الإنسان" بيان أن مليشيا الحوثي استحدثت مراكز تدريب عسكرية لطلاب المدارس في كل المناطق الخاضعة لسيطرتها، الأمر الذي يقوض جميع الجهود الدولية على مدى السنوات الماضية الهادفة لوقف تجنيد الأطفال في اليمن.

وفي أبريل المنصرم، كشف تقرير حقوقي حديث، توثيق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال، في 13 محافظة يمنية، خلال أقل من عامين، تسببت مليشيا الحوثي بمعظمها، شملت كافة أبشع الانتهاكات الجسيمة " الاختطاف والتجنيد، والعنف الجنسي، القتل والتشويه.

فيما أكد التقرير الذي رصده (تحالف رصد) بين فترة إعلان الهدنة بداية أبريل 2022، وإعلان التوقيع على اتفاق إنهاء النزاع في ديسمبر 2023. أن جماعة الحوثي لم تلتزم بحماية الأطفال وفقاً للقانون الدولي الإنساني.

استغلال للقضية الفلسطينية

كما أن جماعة الحوثي استغلت الغضب الشعبي في اليمن، على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أطفال غزة، وجندت الأطفال وعسكرت مدارسهم، وإرسالهم للقتال بعد إلحاقهم في المراكز الصيفية وتعبئتهم وتدريبهم على فكرة الجهاد، قبل إرسالهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات مأرب وتعز.

وقال التربوي يوسف، في حديثه لـ تعز تايم: منذ بدء الحرب على غزة استغلت الجماعة الحدث وأقامت أكثر من خمسة عروض شبه عسكرية لطلاب داخل المدرسة بعد دروس توجيهية قام بها مشرفين في مكتب تربية أمانة العاصمة".

 

 

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - شعيب الأحمدي
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro