وشارك في الاجتماعات التي انعقدت على مدى ثلاثة أيام في العاصمة الأردنية عمّان، 55 عضوا من منتدى سلام اليمن يمثلون 17 محافظة يمنية؛ 28 منهم من مكوّن الشباب و27 آخرين من مكوّن منظمات المجتمع المدني.
والتقى أعضاء المنتدى سرحد فتاح، نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وغابرييل مونويرا وجانيت سيبين، سفيري الاتحاد الأوروبي ومملكة هولندا لدى اليمن على الترتيب، وعددا من ممثلي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في اليمن.
وناقشت الاجتماعات التحديات والفرص المتعلقة بالفضاء المدني، والعدالة الانتقالية، ومجابهة عسكرة التعليم.
وعُقدت الاجتماعات ضمن جهود مركز صنعاء ومنتدى سلام اليمن في منح الشباب ومنظمات المجتمع المدني فرصة الحديث مع صُناع القرار اليمنيين والدوليين، للتأثير على القرارات المتخذة بشأن الصراع في اليمن.
وقال سرحد فتاح، نائب المبعوث الخاص، إن اليمنيين هم المسؤولون عن التوصل إلى السلام، في حين تعمل الأمم المتحدة على تقريب وجهات النظر، عبر آلية تعكس أصواتا مختلفة لأصحاب المصلحة اليمنيين بمن فيهم الشباب والنساء والمجتمع المدني والمجموعات المهمشة.
وأشار إلى أهمية مبادرات المسار الثاني في عملية السلام -مثل منتدى سلام اليمن -التي تهدِف إلى إشراك كل المجتمع اليمني في عملية السلام، ولا تقتصر فقط على الأطراف السياسية.
ووفق سرحد فإن خارطة الطريق التي أعلنها المبعوث الأممي في وقت سابق، ليست تسوية شاملة وإنما نقطة انطلاق نحو استئناف عملية سياسية تسعى إلى إيجاد حل مستدام وسلمي. غير أنه استدرك بأن التطورات في الإقليم والتصعيد الجاري في البحر الأحمر ألقى بظلاله على بيئة الوساطة وصعّب من إنجاز التقدم في خارطة الطريق.
وقالت جانيت سيبين، سفيرة هولندا إلى اليمن، إن حكومة بلادها تعمل بالشراكة مع مركز صنعاء لتحقيق السلام الشامل في اليمن، عبر إشراك الشباب ومنظمات المجتمع المدني وإدماجهم في عملية صنع القرار.
وأشارت سيبين إلى أن مشاركة شباب ومنظمات يمنية من محافظات مختلفة ومتنوعة في اجتماعات مثل هذه، وتبادل المعرفة والتجارب بين الأقران، يمنح أملا كبيرا بإنهاء الحرب في اليمن.
وقال ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات، إن الاستثمار في جيل من النشطاء والباحثين والمنظمات التي تعمل لمستقبل اليمن هو أولوية لمركز صنعاء، بعد أن خسرت اليمن الكثير من الكوادر بسبب الحرب وانعدام فرص التأهيل والتدريب.
وأوضح أن منتدى سلام اليمن، يساهم بصورة فاعلة في تحديد جوانب مهمة في اليمن أُهملت من قِبل جميع الأطراف، من بينها التفكير في المستقبل.
إلى ذلك، قدم مكوّنا المجتمع المدني والشباب إحاطتين للمبعوث الأممي والمجتمع الدولي، حثا فيها على إشراك منظمات المجتمع المدني بفاعلية في عملية السلام، والتركيز على العدالة الانتقالية، وتعزيز الدور الرقابي على محادثات السلام.
وشددا على الحد من الممارسات التعسفية ضد المنظمات وفتح الطرقات، إضافة إلى توطين العمل الإنساني والانتقال إلى الاستثمار في التنمية وفق شراكة كاملة لمؤسسات المجتمع المدني المحلية.
كما أكدا على أن تتضمن جولات التفاوض بين أطراف النزاع مبادئ تضمن تحييد النظام التعليمي، وتجريم خطاب الكراهية، واستغلال التعليم للتجنيد والحرب.
ومنتدى سلام اليمن هو منبر مسار ثان للمجتمع المدني والشباب ينظمه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بتمويل من السفارة الهولندية، يسعى إلى الاستثمار في بناء وتمكين الجيل القادم من الشباب والشابات والجهات الفاعلة في المجتمع المدني اليمني وإشراكهم في القضايا الوطنية الحرجة.
ويهدف المنتدى إلى توطين عملية السلام عبر ردم الفجوة بين الشباب ومنظمات المجتمع المدني وصناع القرار الوطنيين والدوليين، ورفع أصوات الشباب والشابات ومنظمات المجتمع المدني للوصول إلى أصحاب المصلحة والسماح لهم بممارسة أكبر قدر من التأثير على القرارات المتخذة بشأن الصراع اليمني وعملية السلام.
ومركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هو مركز أبحاث مستقل يسعى إلى إحداث فارق عبر الإنتاج المعرفي، مع تركيز خاص على اليمن والإقليم المجاور، وتغطي إصداراته وبرامجه المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بهدف التأثير على السياسات المحلية والإقليمية والدولية.