وقال وزير الخارجية بالحكومة المعترف بها، شائع الزنداني، في مقابلة مع "اندبندنت عربية"، إن "القصة ليست ضعف الحكومة وقوة الحوثي، وإنما هناك مصالح استراتيجية لكثير من الدول غير مرئية"، مضيفًا، "وإلا فما هي المصلحة من إيقاف دخول قوات الشرعية إلى مدينة الحديدة التي تمثل للحوثي شريان حياة اقتصادي ومنطقة لتسلم الأسلحة المهربة إليهم؟"
واستشهد الزنداني بالقرارات الأممية بشأن اليمن، وأهمها القرار (2216)"، متسائلًا، "هل تعامل المجتمع الدولي مع الحوثي بما يتفق مع هذا القرار؟ هل نفذ المجتمع الدولي بندًا واحدًا، على رغم أنه اتخذ تحت الفصل السابع؟"، مجيبًا، "لم ينفذ. إذن، الإشكالية تكمن في تراخي المجتمع الدولي".
وأضاف، "بعض الدول سعت إلى تشجيع الحوثيين ولم تكن ترغب في هزيمتهم عسكريًا، بدليل أننا عندما كنا في الحرب التي فُرضت علينا نجد من يقول لا بد من حل سياسي، وعندما كانت قوات الحكومة على أطراف مدينة الحديدة ومطارها والميناء وعلى أطراف العاصمة صنعاء لم يسمح لقواتنا بالسيطرة على المدينتين".
وانطلاقًا من ذلك يرى الزنداني أن السلام يحتاج إلى قوة تحمله، لكي يكون سلامًا، لا استسلامًا.
وقال إن من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة المعترف بها اليوم أيضًا تلك الكيانات التي نشأت في مناطق سيطرتها وتغلب الخلاف والصراع السياسي البيني على مشروع استعادة الدولة بمواجهة التحدي الأبرز الذي يتهددها مجتمعة، ممثلًا بالمشروع الإيراني في اليمن، معتبرًا أن "أحد أسباب قوة الحوثي ضعف التماسك الداخلي للقوى التابعة للحكومة التي لو عملت بشكل مشترك وموحد لتغيرت المعادلة بصورة سريعة وسهلة أيضًا".
وأضاف أن تفوق الحوثي في بعض المناطق يرجع "لاستغلاله حسن النوايا لدى الحكومة ورغبتنا في السلام وإيجاد حل سياسي وتجنب المواجهات وإراقة الدماء أمام مليشيات غير مسؤولة، وحرص الإقليم والمجتمع الدولي على دخول اليمن في عملية سياسية بعيدًا من المواجهات العسكرية".
وعما يوجه للحكومة المعترف بها من انتقادات، وعدم استقرارها في عدن، المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، قال الزنداني إن هناك "مصلحة لدى بعض القوى داخل الشرعية بأن لا توجد أجهزة الدولة في عدن كعاصمة موقتة، وهو هدف الحوثيين أيضًا، ولهذا يحاولون تكبير الأحداث الصغيرة ونشر الإشاعات المغرضة"، مضيفًا، "الأوضاع في عدن تغيرت عما كانت عليه في السابق، لأن الظروف اليوم مواتية والوضع الأمني مستتب".