دراسة: تهديدات الحوثيين للسعودية هي بالأساس تهديدات إستراتيجية لا تكتيكية

كانون2/يناير 02, 2025

أكَّدت دراسة حديثة أنَّ التهديدات التي تطلقها جماعة الحوثي ضدَّ المملكة العربية السعودية هي بالأساس تهديدات إستراتيجية لا تكتيكية، وأنَّ وراء هذه التهديدات أبعاد سياسية ومذهبية.

ورصدت الدراسة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الإستراتيجية الخطاب التحريضي الذي رسَّخه مؤسَّس الجماعة، حسين بدر الدين الحوثي، في أتباعه ضدَّ السعودية، مِن خلال دروسه وكلماته، واستمرَّ زعيم الجماعة الحالي، عبدالملك الحوثي، يغذِّيه في خطاباته السياسية والتثقيفية، فضلًا عن تصريحات قيادات ورموز الجماعة الآخرين.

وأوضحت الدراسة، التي يقدِّمها مركز المخا عن جماعة الحوثي، أنَّ هذا الخطاب وتلك التعبئة ترجمت في مواقف وسلوكيَّات الجماعة تجاه السعودية منذ عام 2014م، وفي الهجمات التي استهدفت أمن ومصالح السعودية، وبناها المدنية، في عدة مدن ومناطق.

وأشارت الدراسة إلى طبيعة تأثير التحالف الحوثي مع إيران في تكريس هذا الموقف العدائي تجاه السعودية، حيث أصبحت الجماعة إحدى أذرع النظام الإيراني التي تستهدف به أمن السعودية واستقرارها ومصالحها.

وقسَّمت الدراسة موقف الحوثيين مِن السعودية لعدَّة مراحل: المرحلة الأولى (1990م- 1999م) والتي شهدت الهجوم الإعلامي على السعودية مِن قبل القوى الزيدية الحزبية والمدنية، المرحلة الثانية (2000م- 2009م) والتي شهدت صراعًا مسلَّحًا بين الحوثيين والدولة اتَّهمت الجماعة أثناءه السعودية بالوقوف إلى جانب نظام "علي عبدالله صالح"، وبدأت باستهدافها، المرحلة الثالثة (2010م- 2019م)، والتي أتاحت للجماعة للقفز إلى صدارة المشهد والانقلاب على الدولة وتهديد دول الجوار، وبالأخصِّ السعودية.

وخلصت الدراسة إلى أنَّ تهديد جماعة الحوثي للسعودية تهديد دائم وإستراتيجي، فالجماعة محمَّلة بالأحقاد المذهبية والطائفية والتاريخية، ومنخرطة في تحالف إقليمي وتوظيفات دولية تمنحها القوَّة والقدرة على البقاء كقوَّة عسكريَّة مهيمنة على شمال اليمن، معزَّزة بموارد الدولة والمجتمع، وبالمخزون البشري الضخم الذي يتيح لها في ظلِّ استفرادها بالسلطة توظيفه في حروبها المذهبية والسياسية؛ فضلًا عن المجالات المفتوحة -البرِّية والبحرية والجوِّية- التي قد تمكِّنها مِن بناء ترسانة أسلحة خطرة يمكن لها تهديد العمق الخليجي في مصالحه الإستراتيجية والاقتصادية، وفي بناه الخدمية والسكنية.

فضلًا عن ذلك، فإنَّ السعودية تتَّجه بقوَّة إلى بناء قدراتها وبناها الاقتصادية الضخمة لتوسِّع مِن مصادرها المالية ومواردها الاقتصادية، انطلاقًا مِن "رؤية 2030م"، وهذا يتطلَّب مِنها قدرًا كبيرًا مِن تأمين حدودها، ومصالحها وأراضيها مِن أيِّ تهديدات خارجية.

وهذه قضية مهمَّة تسعى جماعة الحوثي، ومِن ورائها إيران، استغلالها ومحاولة التهديد مِن خلالها، سواء عبر استهداف المصانع الكيميائية أو المرافق النفطية الحيوية أو المطارات والموانئ.

ونبَّهت الدراسة إلى أنَّه في حال أغفلت السعودية ودول الخليج خطر جماعة الحوثي على وجودها ومصالحها، تحت مبرِّرات الضغوط الدولية، أو نتيجة الاغترارًا بالسلوك البراغماتي الذي تبديه الجماعة في التعامل معها، في ظلِّ تنامي الرفض الشعبي والحزبي والسياسي لها داخليًّا، فإنَّه قد تصطدم بمخاطر أعظم مِن تلك التي بدت عام 2014م، خصوصًا إذا تمكَّنت إيران مِن تجاوز العقوبات الدولية، وقطعت شوطًا مغايرًا في برنامجها النووي بحيث تفاجئ العالم بامتلاكها سلاحًا نوويًّا؛ لذا فعلى صانع القرار السعودي أن يعيد قراءته للمشهد اليمني وتقييمه لخطورة جماعة الحوثي في ضوء معطيات الواقع والخبرة والتجربة اليمنية والسعودية، وأن يشرك الأطراف اليمنية المعنيَّة بالقضية الوطنية في أيِّ خطَّة متَّبعة تجاه السلام في اليمن، خصوصًا إذا تجاوز مقرَّرات مجلس الأمن، والمرجعيات الثلاث، وإرادة الشعب اليمني.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro