الرئيس العليمي حين تتحدث الدولة بلغة العدالة لا المزايدة

تشرين1/أكتوير 20, 2025

في زمنٍ تاهت فيه المفاهيم واختلت فيه الموازين يخرج الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي ليضع النقاط على الحروف ويعيد للخطاب الرسمي للدولة هيبته المفقودةفحديثه عن العدالة في تعز لم يكن تصريحًا عابرًا بل إعلان موقف وطني صارم ضد ثقافة الفوضى واستثمار الدماء التي حاول البعض تحويلها إلى مادة للتحريض والكسب السياسي الرخيص.

العليمي وهو ابن الدولة ورافع رايتها الأخيرة لم يتحدث عن قضية الشهيدة افتهان المشهري كحادثة جنائية فحسب بل كـ اختبار للضمير الوطني ولجدية الدولة في استعادة ثقة الناس بمؤسساتهاكلماته جاءت كحد السيف.

الاختبار الحقيقي هو في إنصاف الناس، لا في استعراض الصوربهذه الجملة القصيرة وضع فخامته نهاية لكل الأصوات التي تتاجر بالمأساة وأعاد البوصلة إلى الاتجاه الصحيح العدالة أولًا والقانون فوق الجميع.

منطق رجل الدولة الحقيقي.

في لحظة كان فيها كثيرون يركبون موجة الغضب الشعبي كان الرئيس العليمي يتحدث بمنطقٍ مختلف منطق رجلٍ يعرف أن الدولة لا تُبنى بالشعارات بل بالمؤسسات فحين قال إن العدالة ماضية كمسار مؤسسي شامل كان يؤكد أن القانون هو السقف الأعلى للجميع وأن زمن الانتقائية والمناطقية في تطبيق العدالة قد ولى إلى غير رجعة.

هذا هو الفارق بين من يُريد تعز مشروع دولة ومن يريدها ساحة لتصفية الحسابات العليمي اختار أن يقف إلى جانب الدولة بينما اختار آخرون أن يقفوا ضدها باسمها.

تعز مشروع دولة لا ساحة فوضى

حين قال الرئيس:

تعز ليست قضية أمن فقط بل مشروع دولةفهو لم يخاطب تعز وحدها بل خاطب اليمن كله تعز بالنسبة للعليمي ليست مجرد مدينة منكوبة أو جبهات بل رمز لمعركة الوعي والجمهوريةإنها تختصر الصراع بين من يريد اليمن دولة قانون ومؤسسات ومن يريدها دويلات جبايات وسلاح وانقسام.

في رؤيته العدالة في تعز ليست فقط إنصافًا لضحايا الاغتيال بل معركة استعادة هيبة الدولة من فم الفوضىزومقدمة لإغلاق ملف الدم الذي استُهلكت به المدينة طيلة السنوات الماضية.

استعادة الثقة عنوان المرحلة.

حين تحدّث العليمي عن لجنة المصالحة والسلم المجتمعي لم يكن يتحدث عن مبادرة شكلية بل عن بناء ثقة جديدة بين المواطن والدولة.
قالها بوضوح:

ما تنتظره الدولة ليس بيانات، بل مسار ثقة جديدةوهنا تتجلى القيادة الحقيقية التي تدرك أن الشرعية لا تُفرض بالقوة بل تُكتسب بالعدل.

في كلماته روح القائد الذي يريد أن يُعيد للناس إيمانهم بالدولة كملاذ لا كخصم وبالعدالة كحكم لا كأداة انتقام.

العليمي ضمير الجمهورية الحي.

ليس غريبًا أن تخرج من فم الرئيس هذه اللغة الوطنية الناضجة فهو يدرك أن معركة اليمن اليوم ليست بين أحزاب بل بين من يؤمن بالدولة ومن يتآمر عليهاومن هذا المنطلق فإن تعز بالنسبة له ليست مجرد ملف بل نقطة ارتكاز في معركة استعادة كيان الدولة اليمنية.

لقد أعاد الرئيس رشاد العليمي تعريف القيادة لا بوصفها سلطة بل مسؤولية أخلاقية وسياسية أمام الله والشعب.
وحين قال:
دم الشهيدة افتهان أمانة في أعناقنا جميعًا حتى تتحقق العدالة الكاملة
كان كمن يُجدّد العهد الجمهوري الأول أن لا دم يُنسى ولا مظلمة تُدفن ولا عدالة تُختزل في استعراض إعلامي.

هكذا يكون منطق رجل الدولة
هادئ في لغته حاسم في مواقفه صادق في بوصلته وحين يتحدث الرئيس العليمي فإن ما يقوله ليس مجرد خطاب سياسي بل بيان استنهاضٍ وطني يعيد الاعتبار للضمير اليمني.

يظل هذا الصوت الجمهوري العاقل هو الضمانة الأخيرة لبقاء الدولة
وصوت العليمي اليوم ليس دفاعًا عن قضيةٍ بعينها بل دفاعٌ عن معنى الدولة نفسها وعن حق الإنسان في العدالة والكرامة.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - مقال رأي قيس المعافري
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro