ووفق مصادر مطلعة، فإن النقاشات الجارية في الرياض غير مسبوقة من حيث طبيعتها، لا سيما بعد فشل وفد سعودي – إماراتي زار مدينة عدن، في إقناع المجلس الانتقالي بسحب قواته من شرق اليمن، مقابل إحلال قوات “درع الوطن”، ما أدخل الأزمة في مرحلة جديدة من التعقيد.
وتزامن ذلك مع تصاعد الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي، وسط مؤشرات على انقسام حاد بين أعضائه بشأن الإجراءات الأحادية التي نفذها الانتقالي في حضرموت والمهرة.
تحركات سعودية ولقاء مرتقب
وبحسب مصادر في مجلس القيادة الرئاسي، يجري الترتيب لعقد لقاء مرتقب بين رئيس المجلس رشاد العليمي ووزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، لبحث التطورات الأخيرة في المحافظتين الشرقيتين، في ظل ما وصفته المصادر بـ”خيارات مفتوحة على كل الاحتمالات”.
كما أفادت مصادر مطلعة بوجود اتصالات غير رسمية مكثفة يجريها مسؤولون سعوديون مع أطراف يمنية وعربية على مدار الساعة، في محاولة لاحتواء التصعيد، وتمرير رسائل تهدف إلى دفع المجلس الانتقالي للقبول بمقترحات الرياض لحل الأزمة.
توتر ميداني في حضرموت
ميدانيًا، أكد رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش، أن الأوضاع في حضرموت متوترة على خلفية تحركات قوات المجلس الانتقالي، نافياً مبررات تتعلق بوجود تهريب أو تهديدات حوثية كما يروج لها الانتقالي، ومؤكدًا أن قوات الحلف ما تزال منتشرة في مناطق الهضبة.
وكانت السلطة المحلية في حضرموت قد أعلنت، في وقت سابق، التوصل إلى اتفاق تهدئة بوساطة محلية مدعومة من السعودية لاحتواء التوترات قرب منشآت نفطية استراتيجية، قبل أن يعمد المجلس الانتقالي إلى توسيع سيطرته العسكرية على المحافظة، إضافة إلى المهرة.
موقف الانتقالي وانقسام مجلس القيادة
من جانبه، قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي إن القوات التابعة له تواصل مهامها الأمنية في حضرموت والمهرة، معتبرًا أن الأوضاع “مستقرة”، ومؤكدًا انفتاح المجلس على التشاور مع “الأشقاء” في إطار ما وصفه بمواجهة الجماعات الإرهابية.
وفي تطور لافت، صرّح المتحدث بأن أربعة من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وافقوا على التحركات العسكرية في حضرموت والمهرة، بينما لم يُبدِ عضو خامس اعتراضًا صريحًا، في حين نفت مصادر رسمية في المجلس انعقاد أي اجتماع قانوني أقرّ تلك الإجراءات، مؤكدة أن الرئيس العليمي كان قد وجّه بوقف أي تحركات عسكرية، ودعا لاجتماع لم يكتمل نصابه.
غضب سعودي وتباين إقليمي
وتتحدث مصادر مطلعة عن حالة غضب داخل الأوساط السعودية إزاء ما تعتبره خطوات أحادية من المجلس الانتقالي، خصوصًا بعد فشل مساعي التفاهم الأخيرة، فيما ينفي الانتقالي وجود توتر مع الرياض، ويؤكد أن خلافه “مع قوى يمنية لا تريد للجنوب استعادة دولته”.
ويرى مراقبون أن ما يجري يعكس تباينًا إقليميًا في إدارة الملف اليمني، ويضع مجلس القيادة الرئاسي أمام اختبار حقيقي لقدراته على الصمود، في ظل تصعيد سياسي وعسكري قد يعيد رسم خرائط النفوذ في البلاد.
تحركات عسكرية جديدة
وفي سياق متصل، أعلنت القوات التابعة للمجلس الانتقالي نشر وحدات عسكرية باتجاه مناطق التماس مع جماعة الحوثيين قرب محافظة البيضاء، في مؤشر على ترتيبات عسكرية تهدف إلى استعادة مديرية مكيراس الاستراتيجية، ضمن عمليات عسكرية أُعلن عن دخولها حيّز التنفيذ تحت مسمى “الحسم”.










