الصحفي فائد دحان
سيناريو كهذا لا يضع الانتقالي وحده في دائرة الاستهداف، بل يضع أبوظبي نفسها في موقف حرج، وهي التي لا يمكنها التضحية بعلاقاتها الإقليمية والدولية من أجل فصيل بات عبئاً سياسياً وأمنياً.
في المقابل، يلوح سيناريو التفاف مكشوف.. تدخل حوثي غير مباشر لإنقاذ الانتقالي عبر تصعيد عسكري في مأرب أو تعز، لصرف الأنظار ومنحه هامشاً زمنياً للمناورة. هذا التحرك، إن وقع، لن يكون سوى رد جميل متبادل، وفي الوقت ذاته سيكشف مرة أخرى عن علاقة مدفونة بين جناحي المشروع الانقلابي في اليمن، علاقة تظهر كلما ضاق الخناق على أحدهما، رغم كل محاولات الإنكار الإعلامي.
غير أن هذه السيناريوهات، مهما بدت متشعبة، تصطدم بحقيقة إقليمية ودولية واحدة.. هناك توجه واضح لتجفيف منابع الكيانات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة، خصوصاً تلك التي تُعد تهديداً لأمن الملاحة ومسار السلام. في هذا السياق، لم يعد الانتقالي ورقة قابلة للتدوير أو الحماية، وأي محاولة لإنقاذه خارج مظلة الشرعية ستُقرأ كعمل تقويضي مباشر، وتُقابل بإجراءات أشد صرامة.
في المحصلة، يبدو السيناريو الأكثر ترجيحاً أن تصل قيادة المجلس الانتقالي إلى الرياض خلال الأيام القادمة، لا بوصفها طرفاً يفاوض من موقع قوة، بل كطرف مُرغم يبحث عن مخرج يحفظ له ماء الوجه أو عن قفلة أخيرة لمسار سياسي يتآكل سريعاً. وسط مزاعم بمطالب عناصر بأن يكون اللقاء في أي مكان غير الرياض، في حركة مشابهة لمطالب الحوثي الرافضة لأي لقاءات في العاصمة السعودية الرياض، لحظة كهذه ستضع الانتقالي أمام واقع مختلف تماماً عمّا عرفه سابقاً، وتكشف أن كل محاولات المراوغة قد فشلت بالكامل، لتقدّمه أمام جماهيره ككرت محروق، فاقد القدرة على المناورة، ومجرداً من أدوات الضغط التي راهن عليها طويلاً.
