ويبرز الكتاب أهمية استعادة الوعي الوطني عبر قراءة التاريخ والفكر اليمني، ويسهم في إحياء فكر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ورموزها، سعيًا إلى بناء فكر وطني حقيقي يستلهم دروس الماضي وعِبره، بما يساعد على ضبط المسار المستقبلي نحو قيام الدولة اليمنية وأهدافها الكبرى.
وقال الواسعي في تصريح خاص لموقع تعز تايم إن الكتاب جاء نتيجة شغف ورغبة قديمة في الاطلاع على ما كتبه المؤلفون عن اليمن، مضيفًا:
«لا يزال يراودني شعور بوجود فجوة معرفية في وعيي تجاه اليمن، عتمات كان لا بد من إضاءتها. ومع كل كتاب أقرؤه، تتراجع تلك العتمات وأشعر براحة داخلية أكبر».
وأوضح أن السياق السياسي الراهن في اليمن دفعه إلى إعادة مساءلة الهوية اليمنية التي تجزأت بفعل الحرب، مشيرًا إلى أن الحروب غالبًا ما تنشأ مع صعود الهويات غير الوطنية وانهيار الدولة، حيث “تنبعث الهويات القاتلة”، وفق توصيف المفكر أمين معلوف.
وأضاف الواسعي أن اليمنيين باتوا يعرّفون أنفسهم من خلال تصنيفات ماضوية تعود إلى ما قبل نشوء فكرة الدولة والعقد الاجتماعي، مؤكدًا أن دافعه الأساسي كان البحث عن ملامح الهوية اليمنية الجامعة، وتتبع أثر الأوّلين الذين نجحوا، رغم الصعوبات، في بناء دولة شكّلت بوتقة واحدة لليمنيين من صعدة إلى عدن، ومن المهرة إلى الحديدة.
وختم بالقول إن الكتاب محاولة لقراءة التاريخ بهدف فهم الحاضر واستشراف المستقبل، انطلاقًا من شعور عميق بالانتماء إلى الهوية اليمنية، والسعي لاستعادة معناها الوطني الجامع.










