تطور طبيعي لكنه تأخر 6 سنوات واقتضى الأمر خلالها أن يصبح من ساهم في حصار تعز وحاربها صاحب قرار في هرم الشرعية، وفي المقابل اصبحت شخصيات تنتمي للمحافظة هي من يشغل المناصب السيادية الثلاثة في قيادة الشرعية دون أن يعني ذلك أن الظروف قد أنصفت تعز وتضحياتها ولا يعني ذلك أيضاً أن الجبهة الوطنية صارت أكثر تماسكاً كما قال الفريق المقدشي.
ولا يعني ذلك أننا بتنا قاب قوسين من استعادة الدولة التي سرقتها الميلشيا الإجرامية.
ما أراه هو أن تعز التحقت عسكريا بالإرادة الحصرية للتحالف ووكلائه، وأن التماسك السياسي للقوى المنخرطة في الشرعية ليس إلا إعادة تموضع للمتعارضين في الأهداف السياسية وكل منهم يعتقد أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى هدفه الموهوم.
في 2016 كانت محافظة تعز وفقا للفريق المقدشي الذي كان وقتها رئيسا لهيئة الأركان منطقة عسكرية منفصلة حينما كان يجيب لسؤال من الصحفي الرائع عمر المقرمي.
أي انها كانت تخضع عملياتياً للمنطقة العسكرية الرابعة ومقرها عدن التي كانت بدورها تحت الإشراف الكامل للقيادة الإماراتية لقوات التحالف وأصبح قائدها الذي رافق وزير الدفاع خلال زيارته لتعز جزء من المشروع الانفصالي.
منذ 2015 تعز تحولت تعز بالنسبة للتحالف إلى مسرح لعمليات عسكرية دارت ولا تزال تدور حول أهداف منفصلة و أولويات ستراتيجية وأيديولوجية للتحالف كانت قد اعتبرت تعز وجغرافيتها وجيشها ومقاومتها مجالاً جغرافيا عدائياً وملاذا إخوانيا، وهذا يفسر لماذا زهقت آلاف الأرواح عدى تخوم مدينة تعز حتى تبقى مساحة كريمة يتنفس فيه أبناء تعز وغيرهم، وكان يمكن استثمار هذه التضحيات لدحر الحوثيين من كامل المحافظة لو كان المعزول هادي يريد ذلك ومن خلفه تحالف لا يوجد أسوأ منه في تاريخ البشرية.