"إدارة مشتركة".. هل تنجح مبادرة مليشيا الحوثي بشأن تعز؟

تشرين1/أكتوير 20, 2023

ظهر مهدي المشاط، القيادي الحوثي البارز على شاشات التلفاز من صنعاء، يعلن مبادرة بشأن فك الحصار عن محافظة تعز من جانب واحد، التي قال إنها تتضمن وقف الجبهات العسكرية كافة في تعز، مشترطا إدارتها بشكل مشترك من الطرفين.


بعد ساعات من المبادرة الحوثية، صرَّح نبيل شمسان -محافظ تعز- في بيان بأن هذا الإعلان يعد مناورة من جانب مليشيا الحوثي، وأن المليشيا تتهرَّب من الوفاء بأبسط استحقاقات السلام والقيم الإنسانية، متمثلة بفتح طرقات المحافظة، وتخفيف المعاناة على ادأبنائها في الانتقال والحصول على الخدمات والسلع الأساسية، للبقاء على قيد الحياة.

مبادرة الحوثي ربَّما ليست مرفوضة تماما من قِبل السلطة المحلية، حيث اشترط شمسان مدخلا لبناء الثقة؛ يتمثل بوقف هجمات الحوثي في جميع الجبهات، وإلغاء القيود التعسفية على حركة الأفراد والسلع، وأنشطة القطاع الخاص، والمنظمات الإنسانية.

- مزايدات وكذب

يقول الدكتور عبدالوهاب العوج -أستاذ التاريخ السياسي في جامعة تعز: "القيادي في مليشيا الحوثي، مهدي المشاط، يتحفنا كما يتحفنا غيره من قيادات المليشيات الحوثية بكلام لا يستقيم مع الأمر الواقع".
وأضاف مخاطبا المليشيا: "بدل المزايدات والكذب على السذج من الناس بأنكم تبحثون عن حلول وقيادة مشتركة، أنتم لا تريدون لهذه المحافظة أن تتنفس منذ تسع سنوات".

وتابع: "قطعتم أوصال المحافظة، حاصرتم المحافظة من منافذها الرئيسية شرقا وغربا، قطعتم عنها ميناءها الرئيسي في المخاء عن طريق هجدة ومفرق المخاء، نحو ميناء المخاء، واتجاه الحديدة، قطعتم المحافظة عن بقية المحافظات".

وأردف: "لولا تضحية الأحرار من أبناء تعز، ومقاومتهم قبل أن تأتي عاصفة الحزم، لما فُتح منفذها الجنوبي باتجاه الضباب، ما يعني أن المشاط يكذب كما يكذب سيده عبدالملك".

وزاد: "كان بالإمكان تفعيل تلك المبادرات واتفاق ستوكهولم بفتح الطرق أولا قبل الذهاب إلى اشتراط قيادة مشتركة، وكلام أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه سخيف وغير واقعي".
ويرى أن "المنطق هو أن تفتح الطرق، وأن يتمكن الناس التنقل بسهولة".

وبيّن: "محافظة تعز قسمت، فهناك أجزاء من مديرية صالة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، هناك مديريات كالتعزية - دمنة خدير - وغيرها تحت السيطرة الواضحة، وهناك مئات بل وآلاف المعتقلين من أبناء تعز الذين اعتقلوا من الطرقات، ومن نقاط التفتيش، موجودون في مجمع الصالح".

وتساءل: "على من تكذب هذه المليشيا؟"، مضيفا: "الشعب اليمني يشاهد كذبهم وتدليسهم".
وأضاف: "قبل أن تذهب هذه المليشيا إلى الإدارة المشتركة، أولا عليها فتح الطرق، فك الأسرى، إطلاق المعتقلين الذين اعتقلتهم دون أي تهمة، ثم سنتحدث عن أي جوانب أخرى إذا كانت جادة".

وتابع: "أنتم مليشيا كهنوتية عنصرية تكفيرية ظلامية تكذب على المواطنين، وتستغفل السذج ليقاتلوا معها".
وأردف: "نتوقع أن المفاوضات والمباحثات السعودية مع الوسيط العماني قد جعلت الحوثي في زاوية ضيقة، الآن كل العالم يطالبه بفك الحصار، وفتح الطرقات في المدينة، التي يحاصر فيها ثلاثة ملايين مواطن".

وأشار إلى أن "هناك منطقة لغمها الحوثي وجعلها منطقة مهجورة، هجَّر الناس منها، هناك منطقة عازلة بين مدينة تعز في منافذها الشرقية والشمالية والغربية نجدها منطقة ظلام، لا يستطيع أحد أن يسكنها".
وقال: "قبل أن يقول مهدي المشاط هذا الكلام عن المبادرة، يجب أن تزيل مليشياته الألغام وتفتح الطرقات".

واعتبر "ما تقوم به مليشيا الحوثي انتهاك للإنسانية، فهناك قنص للأطفال، وهناك قذائف تصل إلى كل مكان داخل مدينة تعز، وليس فقط إلى خطوط التماس".
وذكر أن "هؤلاء المتمردين، الذي أتوا من طبرستان، لا يوجد لديهم ضمير، لا إنسانية، ولا يوجد لديهم حتى قيم إسلامية، ويضحكون على السذج بأنهم يريدون إرادة مشتركة".

واستطرد: "لا يمكن أن نصل إلى الإدارة المشتركة قبل أن يُطلق الأسرى والمعتقلون، قبل أن تفتح الطرق، قبل أن تقدم إجراءات على أرض الواقع، إذا كان يقول إن المليشيا متجهة للسلام".
وأضاف: "المليشيا الآن مأمورة من الحرس الثوري الإيراني بالتقارب مع السعودية، وقد أوقفت مسيراتها نحو السعودية والإمارات، وذهبت بتلك المسيرات نحو تعز ومأرب".

وتابع: "نحن في تعز نعاني الأمرَّين من هذه المليشيا الكهنوتية الظلامية، التي تقضي على الآخرين، وتستدرج السذّج؛ لتضحك عليهم بهذا الكلام المضلل، الذي لا يقبله عاقل أو منطقي".

وأشار إلى أن "هناك حالة تشابه غير عادية بين حصار محافظة تعز مع حصار قطاع غزة الصامدة المقاومة، التي تقاتل العدو الصهيوني، لكن هذه الجماعة هي أشد تعقيدا وأشد ظلاما حتى من العدو الصهيوني -من وجهة نظري الشخصية- وذلك لأن العدو الصهيوني هناك بعض القوانين تحكمه داخل أراضي 48، هذه المليشيا تقتل الناس بالظن".

وقال: "مليشيا الحوثي حينما تمنع المياه، التي تأتي من منطقة ذي السفال إلى مدينة تعز، هي تقوم بأعمال لا تقوم بها إسرائيل".

وأضاف: "إسرائيل الآن قطعت المياه عن غزة، لكن قبل طوفان الأقصى كان الماء منسابا، كانت المعابر مثل معبر كرم أبو سالم وغيره من المعابر، التي تربط قطاع غزة بالمناطق المحتلة من 48، وغيرها أرض مفتوحة، بمعنى أن الحوثي منذ تسع سنوات يقطع الماء عن مدينة تعز".

- مبادرة غير ممكنة

يقول مراد العريفي -صحفي ومحرر في مركز صنعاء للدراسات-: "إن مبادرة مليشيا الحوثي غير عملية، وغير منطقية، وغير قابلة للتنفيذ".

وأضاف: "المبادرة في الوضع الحالي ربما ستكون ضمن تفاهمات أوسع في المراحل القادمة من مراحل بناء السلام، إذا ما كانت الأطراف اليمنية هي عاقدة العزم على أن تذهب إلى سلام حقيقي".

وأوضح: "أمر كهذا يتعلق بالإدارة المشتركة لمحافظة ما تزال محاصرة، وما تزال تحت القصف، أمر غير منطقي، وغير معقول، وإنما تريد مليشيا الحوثي أن تسجل موقفا، وأن تسجل واحدة من نقاط البروباجندا الإعلامية التي درجت للترويج لها أمام أنصارها خلال السنوات الماضية؛ باعتبار أنها تقدم مبادرات بينما الطرف الآخر هو من يرفض كل المبادرات".

وتابع: "المفترض أن هذه المبادرة كان يسبقها الكثير من إجراءات بناء الثقة، وأن تكون واضحة في محافظة تعز".

 
 
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro