ما جدوى الانتقادات التي وجهتها أحزاب تعز بشأن التكتم على مضمون خارطة الطريق؟

آب/أغسطس 05, 2024

وجّهت الأحزاب السياسية اليمنية في محافظة تعز انتقادات حول التعتيم على بنود التسوية المقترحة لإنهاء الحرب في اليمن، وهو موقف جاء في وقت تشهد فيه الساحة السياسية اليمنية، تطوّرات متسارعة، في ظل التعتيم على بنود التسوية المقترحة لإنهاء الحرب المستعرة في البلاد، منذ سنوات.

هذا التعتيم يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأسباب المحتملة له، وكيف يؤثر على مصير اليمنيين، ويضعهم في طريق لا يدركون نهايته؟

إذا كانت خارطة الطريق لن تقدّم أي حلول حقيقية تمسّ جذر المشكلة الحقيقية والمتمثلة بإنهاء الانقلاب، وضمان حل شامل ومستدام بين اليمنيين، فإن اليمنيين يتساءلون عن جدوى هذه التسوية، وتأثيرها على مستقبلهم؟

- تجاوز استحقاقات مهمة

يقول سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في تعز، باسم الحاج: "نحن نؤكد موقفنا المنحاز والمبدئي من السلام في اليمن، وحاجة اليمنيين الماسة للسلام، ونؤكد أيضا على ترحيبنا لأي جهود تدعم عملية السلام".

وأضاف: "بخصوص خارطة الطريق، والتكتم الشديد حول مضامين هذه الخارطة، فهذا الأمر يفتح المجال أمام الكثير من التكهنات والمخاوف من مآلات تسوية لا تفضي عمليا إلى تحقيق سلام جاد في اليمن".

وتابع: "لا نجد تفسيرا واضحا لهذا التكتم الشديد، سوى أن هناك التفافا على عدد من القواعد الناظمة لعملية السلام، والتفافا على المرجعيات التي يجب أن تحكم المفاوضات بين الأطراف اليمنية".

وأشار إلى أن "مخرجات الحوار واحدة من هذه المرجعيات التي توافق عليها اليمنيون".

وأردف: "نشعر بأن هناك قفزا على النتائج التي أودت إلى الانقلاب والحرب ونتائجها، لذا فإن أي مفاوضات لا يترتب عليها إزالة أسباب الانقلاب والحرب والنتائج، التي فرضتها عشر سنوات من هذه الحرب العبثية، ستجعل البلد مفتوحا لمجاهيل ولحروب أهلية دائمة، ولدورات عنف".

وزاد: "هذا التكتم على المكونات السياسية والمدنية يتجاوز استحقاقات مهمة تتعلق بعملية السلام، وهي استحقاقات ذات صلة بالملف الإنساني، الذي يعد مدخلا لعملية السلام، ومنها إطلاق المعتقلين والمخفيين قسرا، على قاعدة الكل مقابل الكل، وفتح كل الطرقات، وإنهاء مظاهر الحصار".

وقال: "فيما يتعلق برؤيتنا للسلام، فإننا نؤكد على الإطار المرجعي لعملية السلام، ومنها مخرجات الحوار الوطني الشامل، وأن تفضي أي مفاوضات إلى تعزيز المركز القانوني للدولة، وإزالة كل الإجراءات والقوانين والتشريعات والممارسات التي نتجت عن الحرب، وخصوصا الممارسات والتشريعات العنصرية، وما استحدث من مواد تعليمية وتعبوية تؤسس لمزيد من دورات العنف في المستقبل، خصوصا وأنها تضرب الهوية الوطنية الجامعة، وأي ممكنات لبناء متحد سياسي واجتماعي يمني".

وأضاف: "يجب أن يؤخذ بكل ما يتعلق بالملف الإنساني، من إطلاق للمعتقلين والمخفيين، وأي ممارسات ضد الناشطين والفاعلين، والممارسات القاسية والعنصرية تجاه النساء، إلى جانب ما يتعلق بفتح الطرقات، وتأمين الرواتب من موارد الدولة، بصورة دائمة، وليس كما يتم العمل عليه حاليا، بأنه ستكون هناك رواتب لمدة ستة أشهر أو عام".

وتابع: "دون أخذ هذه الأمور والمحددات بعين الاعتبار، إلى جانب إدماج عملية العدالة الانتقالية في عملية السلام، والعودة إلى العملية السياسية إلى ما قبل الانقلاب؛ فإن أي جهود تتعلق بعملية السلام لن تنجح".

- الغموض نتيجة

يقول الباحث الأكاديمي والسياسي، د. يحيى الأحمدي: "اليمنيون جميعا ينشدون السلام، وهذه الحرب، التي فُرضت على اليمنيين، هي من أجل إحقاق السلام في هذا البلد، فيما حدث كهذا يطوي عشر سنوات من الحروب، كان ينبغي أن يكون واضحا لليمنيين، والأحزاب السياسية".

وأضاف: "إذا كانت الأحزاب السياسية اليمنية، التي يجب أن تلعب دورا بارزا في هذه المرحلة، لا تعرف فحوى هذه الطريق، ولا تدرك هذا المسار، فإن ذلك يضع علامات استفهام كبيرة أما هذه الأحزاب، وأمام من يتصدر المشهد في هذه المرحلة".

وتابع: "الغموض الموجود، وهذا التعتيم، هو نتيجة لشيئين، إما أن هذه المخرجات لا تلبِّي تطلعات اليمنيين، ولا طموحاتهم، لذا يتم التستر عليها حتى لا تحدِث رد فعل في الشارع اليمني، أو أن هناك مصلحة لا تخص اليمنيين، في هذه الخارطة".

وأشار إلى أن "المسؤولية اليوم يجب أن يكون هناك نوع من الشفافية، وطمأنة لهذا الشعب، أن تضحيته لم تذهب سدى، وأن مشروعه يسير بسلام، وأن الواقع يجب أن يكون أكثر شفافية مما مضى؛ لأن هناك أحداثا ومواقف سابقة مرت دون أن يعرف اليمنيون ما حيثياتها، وما ترتب عليها، وكان ينبغي أن يكون في هذه المرحلة نوع من الشفافية والوضوح، الذي يتطلع إليه كل اليمنيين للخروج من هذه المأساة".

Additional Info

  • المصدر: نقلا عن تلفزيون بلقيس
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الإثنين, 05 آب/أغسطس 2024 12:35
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro