أقيمت في تعز صباح اليوم الخميس فعالية إحياء الذكرى التاسعة والعشرين لرحيل الصحفي والسياسي عبدالحبيب سالم.
يعد الصحفي سالم صاحب الحضور التاريخي في النصف الأول من عقد التسعينيات كاتباً شهيراً في تلك الفترة وبرلمانياً معارضاً قبل أن يقدم استقالته ويرحل عن عمر مبكر في ظروف غامضة في الـ 22 من أكتوبر 1995.
الفعالية التي احتضنتها قاعة الثلايا في كلية الآداب جامعة تعز بتنظيم "بيت الصحافة" بالشراكة مع مؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية؛ تضمنت ندوة شارك فيها صحفيون وسياسيون جايلوا الفقيد مقدمين شهاداتهم التاريخية مع ربط قضايا الماضي القريب بالتحديات الراهنة في اليمن؛ وهو الأمر الذي أكده رئيس بيت الصحافة محمد الحريبي في كلمته التي افتتح بها الفعالية وبرامج المؤسسة الوليدة.
زملاء وأصدقاء الأستاذ الراحل شاركوا في الفعالية عبر كلمات مرئية وصوتية مسجلة؛ كالدبلوماسي مصطفى النعمان وعز الدين الأصبحي سفير اليمن في المملكة المغربية، والدكتور عبدالقادر مغلس الذي تفاعل مع الحضور عبر اتصال مرئي، إضافة إلى كلمة صوتية مسجلة لنجل الفقيد وائل عبدالحبيب سالم.
كما تضمنت الندوة مشاركات لعدد من مخضرمي الصحافة كنقيب الصحفيين الأسبق عبدالباري طاهر وأستاذة الصحافة في جامعة صنعاء د. سامية الأغبري علاوةً على محمد قاسم نعمان رئيس تحرير صحيفة صوت العمال، الشهيرة في التسعينيات بنشرها مقالات عبدالحبيب سالم في ذروة معارضة النظام ورموزه بجرأة غير مسبوقة في الصحافة اليمنية.
ولتزامن الفعالية مع ذكرى تأسيس صحيفة الجمهورية في العشرين من أكتوبر من العام الأول للثورة السبتمبرية؛ ولأن الفقيد عبدالحبيب سالم من أبرز كتابها في الثمانينيات ومطلع التسعينيات فقد شارك في الندوة الصحفي والإداري في "الجمهورية" أمين المقطري وطيب رشاد سكرتير تحرير الصحفية، مقدمين سرداً لفصل مهم من تاريخ الصحيفة كانت تتمتع فيه بحرية نشر لافتة لمطبوعة حكومية؛ واستثمر أبناء "الجمهورية" هذه المناسبة لإعادة المناشدة بعودة صحيفتهم من توقفها منذ بدء الحرب أسوة بشقيقاتها من الصحف الرسمية.
من جانبه نوه نائب مدير مكتب حقوق الإنسان في تعز أحمد طه المعبقي لأسبقية عبدالحبيب سالم في كسر حاجز الخوف بالانتقاد الصريح والمباشر لرأس السلطة السياسية وكذلك السلطة المشيخية وهو ما لم تعرفه الصحافة اليمنية في الشطرين اللذين اتسما بشمولية حجمت الحريات الصحفية.
واُختتمت الفعالية بإعلان جائزة عبدالحبيب سالم للصحافة، والتي اعلنتها عن "بيت الصحافة" و"أرنيادا" الدكتورة سامية الأغبري؛ التي صرحت بموعد الجائزة في الـ 22 من أكتوبر من كل عام؛ حيث سيُعلن لاحقاً أسماء مجلس أمناء الجائزة ولجنة المحكمين من أساتذة الصحافة ومخضرميها، كما أكدت الأغبري على استقلالية مجلس الجائزة ولجان محكميها في التشكل والقرار وآلية العمل عن الجهات الراعية والممولة. مرجئة إلى وقت لاحق إعلان مجالات الجائزة وشروطها وكافة تفاصيلها التي تتغيا خلق حوار بين رموز الصحافة اليمنية والأجيال الجديدة.