كان الحزن والألم هو السائدة لدى جموع من المواطنين الذين أسقطت أسماؤهم من كشوفات المستفيدين رغم أحقيتهم بها، لذا نزل الأمر عليهم كسياف يقطع رقابهم؛ فمن أين لهم بالقدرة على عول أسرهم المعدمة في ظل هذا الغلاء المعيشي والبطالة القاتلة؟

في حديثها لـ تعز تايم، تقول أم ليلى، - أرملة وأم لطفلين -، "سقط اسمي من كشوفات المستفيدين وكنت أحصل على سلة غذائية تساعدنا في تغطية احتياجات المنزل الأساسية لبعض الأشهر، لكن الآن كيف لنا أن نعيش في ظل وضع كهذا فالغلاء فاحش والعملة منهارة ولا يوجد لدينا دخل يعننا على مواجهة صوبات المعيشة؟ ".

كانت المساعدات الغذائية تخفف عن "نجاة أحمد" وعائلتها أعباء كثيرة - قبل أن يسقط اسمها من كشوفات المستفيدين-، كونها لا تملك مصدر دخل سوى راتب زوجها الذي يعمل أستاذ في "صبر" والذي لا يتحاوز 90 ألف ريالا بالعملة الجديدة، ما يعادل 50 دولار أمريكي في الشهر.

تقول نجاة في حديثها لـ تعز تايم، "راتب زوجي 90 ألفا، يتم صرف أغلبه على المواصلات ذهابا وإيابا من وإلى المدرسة".

بلغ عدد المستفيدين من برنامج الغذاء العالمي 5 ملايين مستفيد بحسب إعلان الأمم المتحدة في جميع محافظات الجمهورية، أسقط منهم مؤخرًا في محافظة تعز أكثر من 30 ألف مستفيد في 6 مديريات بمحافظة تعز.

 من المسؤول؟ 

حصارٌ خانق وغلاء معيشي فاحش تشهده محافظة تعز، اختتم بإسقاط أسماء أكثر من 30 ألف أسرة من المستفيدات من برنامج الغذاء العالمي في مدينة تعز المحاصرة والتي تعد الأكثر سكانا والأكثر فقرًا وبطالة وترديًا في الخدمات الإنسانية.

عشرات الآلاف من المواطنين يشكون من قرار استبعادهم من المساعدات الغذائية ويطالبون الجهات المعنية إعادة النظر في قرار استبعادهم من قوائم المستفيدين، مؤكدين أن قرار الاستبعاد كان ظالما بحقهم كونهم الأكثر احتياجا فيما بقيت في الكشوفات الأسر الميسورة.

وفي أكتوبر الماضي نفذ المئات من المستبعدين من قوائم مساعدات برنامج الأغذية العالمي، في تعز، وقفات احتجاجية، طالبوا خلالها الحكومة بسرعة التدخل وإنقاذ الوضع الكارثي الذي ستحدثه القرارات الأخيرة لبرنامج الغذاء العالمي.

من جانبه أوضح مدير مشروع المساعدات الغذائية بمؤسسة الوصول الإنساني، أكرم هجوان، "أن برنامج الغذاء العالمي أستبعد عشرات الآلاف من الأسر؛ نتيجة التحديات الكبيرة التي يواجهها برنامج الغذاء العالمي حيث نقص التمويل من 4 مليار دولار إلى 800 مليون دولار وبالتالي أضطر إلى تقليص أعداد المستفيدين بحسب معايير الأولوية الخاصة بالاستهداف باختيار الشريحة الأشد ضررا من قائمة المستفيدين وذلك بحسب آخر عملية تحديث أجراها في نوفمبر 2023م.

وقال أكرم هجوان لـ تعز تايم، إن معيار الاستبعاد أعتمد بشكل أساسي على خوارزمية خاصة لبرنامج الغذاء بنظامهم العالمي scoop الذي يعمل على معالجة للبيانات التي أدخلت أثناء عملية التحديث واختيار الأسر التي سيتم استبعادها.

ونفى هجوان أن يكون لمؤسسة الوصول الإنساني أي علاقة بعملية اسقاط الأسماء أو بنوعية المواد المقدمة.

وتعتبر مؤسسة الوصول الإنساني من المنظمات العاملة في المجال الإغاثي منذ سنوات عديدة، والتي تم اختيارها كشريك لهيئة الإغاثة في 6 مديريات بمحافظة تعز.

حلول تنتظر التنفيذ

في السياق يقول المدير التنفيذي للجنة الفرعية للإغاثة في مكتب محافظة تعز، محمد عبدالله، لـ تعز تايم،"إنه تم التواصل مع برنامج الغذاء العالمي وعقد اجتماعات توصلوا من خلاله إلى تشكيل لجان تنزل لمنزل الأسر المستبعدة للنظر في وضعها الاقتصادي.

وأضاف عبدالله، أن الأسر التي بحاجة للمساعدات الإنسانية تظل في كشوفات المستفيدين، أما الأسر التي تحسن وضعها الاقتصادي خلال السنوات الماضية يتم استبعادهم".

ومع تزايد الحاجة إلى المساعدات الغذائية في الآونة الأخيرة، تفاجأت بعض الأسر بإسقاط أسمائها من قوائم المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي نتيجة شح التمويلات الدولية لبرنامج الغذاء، الأمر الذي أجبر البرنامج على تقليص عدد المستفيدين وتقليل حجم المساعدات الغذائية المقدمة.

وبحسب مصادر صحفية، فإن هنالك توجيه من رئيس الوزراء قبل أيام لوزارة التخطيط لمخاطبة الجهة الممولة لمعالجة مشكلة تعز.

وكانت منظمة الغذاء العالمي قد بدأت عملها الإنساني في محافظة تعز في العام 2018 نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي كانت تواجه المواطنين أنذاك نتيجة للحرب والحصار وانعدام فرص العمل لدى الكثير من المواطنين.