يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، الدكتور فيصل الحذيفي: "فهم هذا التصرف، وهذه القرارات المحلية من قِبل محافظ تعز، باعتباره الرئيس المباشر لمثل هذه الإدارات أو للوكلاء، ناتج عن تعطيل سلطة قرار التعيين من السلطة المركزية".
وأضاف فيصل الحذيفي: "عندما عجزت السلطة المركزية عن قرار التعيين تركت الفراغ أمام الرئيس المباشر، كمحافظ، أو وزير، أو مدير إدارة، لتكليف من يراهم".
وأشار إلى أن السلطة المركزية تركت المجال أمام المحافظ أو المدير العام، أو الوزير، بإصدار تكليفات لمجرد إحداث ضجيج، أو على الأقل كسر للملل، فعندما يظل الشخص أو وكيل محافظة، أو مدير مديرية في مكانه، يمل الناس منه، وهو يمل منهم، وبالتالي يبحث عن أفق جديدة، ويتم تغيير المياه الراكدة لمصالحهم الشخصية، وليس انعكاسا لنتائج إيجابية يمكن أن يلمسها المواطن".
من جانبه يقول الصحفي عبد العزيز المجيدي: "في الواقع، اعتاد الناس على أن عملية التدوير دائما ما تتم بهدف الهروب من الضغط الشعبي، واستحقاقات التغيير المفترضة، باعتبار أن هناك مسؤولين مضى عليهم فترة طويلة من الوقت وهم يتسلمون هذه المواقع والمناصب، ويشغلونها، وبالتالي لم يقدموا شيئا للناس بقدر ما قدموا ربما خدمات لأنفسهم".
وأضاف: "كان يفترض أن هناك استحقاقات تتعلق بعملية تقديم الخدمات للناس، وإنتاج شيء يلمسه الناس على مستوى حياتهم، لكن -مع الأسف- الضغط الشعبي والمطالبة بإقالة المحافظ والسلطة المحلية بصورة كاملة، وهو التغيير الذي يفترض أن تحصل عليه محافظة قدمت الكثير من التضحيات، لم يحصل".
وتابع الصحفي المجيدي: "كانت عملية التدوير هذه هي عبارة عن هروب إلى الأمام، باعتبار أن التغيير كان مطلوبا دائما من رأس السلطة المحلية، وكان هذا الرجل دائما ما يظهر في صورة الرجل الفاشل الذي لا يستطيع أن يقدّم أي شيء للمحافظة، وثبت من خلال كثير من المحطات بأن المحافظ هو علة المشكلة، بالإضافة إلى قيادة السلطة المحلية بصورة كاملة".
وأردف: "المحافظ كان لديه مهلة من مجلس القيادة الرئاسي، من رشاد العليمي تحديدا، عندما زار محافظة تعز بإحداث تحسين الأداء في المحافظة، خلال ستة أشهر، وتحت هذا الضغط أعتقد بأن الرجل ذهب باتجاه التنصل من مسؤوليته، وذهب باتجاه البحث عن ما يشبه كباش فداء، باعتباره يريد أن يقول إن هؤلاء هم سبب المشكلة، وأن التغيير والتدوير هو الذي سيحدث تغييرا، ونقلة في الأداء والعمل".