أزمة مياه خانقة تُثقل كاهل السكان في تعز وسط مطالبات بالتدخل العاجل

أيار 14, 2025

في أحد أحياء مدينة تعز، تقف أمينة، امرأة في الأربعين من عمرها، تحت أشعة الشمس الحارقة، تحمل على رأسها جالونًا بلاستيكيًا مملوءًا بالماء، بعد أن قطعت مسافة طويلة سيرًا على الأقدام.

تقول: “أحيانًا أضطر للانتظار ساعات في طوابير طويلة للحصول على الماء، وأحيانًا أعود خالية الوفاض”.

وتشهد مدينة تعز مؤخرًا أزمة مياه غير مسبوقة، حيث ارتفع سعر صهريج المياه سعة 6,000 لتر إلى  أكثر من 60 ألف ريال  في ظل غياب مشروع المياه الحكومي منذ بداية الحرب.

وتشير التقارير إلى أن 15.3 مليون يمني، أي أكثر من نصف السكان، لا يحصلون على مياه كافية ومأمونة للاستخدامات الشخصية والمنزلية، بما في ذلك الشرب والطهي والصرف الصحي.

وتفاقمت الأزمة في تعز بسبب الحرب المستمرة منذ عام 2014، حيث تعرضت البنية التحتية للمياه في المدينة لأضرار جسيمة نتيجة القصف والهجمات، مما أدى إلى توقف العديد من الآبار ومحطات الضخ عن العمل.

وفقًا للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في تعز، كان هناك 543 ألف شخص متصلين بشبكة إمدادات المياه العامة في عام 2014، أي 83% من سكان المدينة. في ذلك الوقت، كانت شبكة المياه توفر 6.43 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، وهو ما غطى 61% من الاحتياجات الفعلية للسكان.

وفي عام 2021، وهو العام الأخير الذي نُشرت فيه بيانات المؤسسة، غطت الشبكة نفسها 16% فقط من سكان المدينة، وأنتجت 900 ألف متر مكعب من المياه سنويًا فقط.

يُعزى تفاقم الأزمة إلى عدة عوامل، منها تراجع منسوب المياه الجوفية، وارتفاع أسعار الوقود، وتوقف ضخ المياه من الآبار الرئيسية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين شرق المدينة، حيث يوجد حوض المياه الجوفية الرئيس. كما يساهم تأخر موسم الأمطار في زيادة حدة الأزمة.

وأرجع عدد من سائقي صهاريج نقل المياه أسباب أزمة المياه لقيام  وحدات عسكرية بمنع تشغيل الآبار في منطقة الضباب من الساعة 6 مساء وحتى 6 صباحا

وأدى نقص المياه إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، حيث تضطر العديد من الأسر إلى شراء المياه من صهاريج أو من الآبار الخاصة بأسعار باهظة.

وتتحمل النساء والأطفال العبء الأكبر في جلب المياه، حيث يقضون ساعات طويلة في المشي على طرق خطرة لجلب المياه لأسرهم، مما يعرضهم لمخاطر العنف الجنسي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وهجمات القناصة، والألغام الأرضية.

ويطالب نشطاء السلطات المحلية باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الأزمة، مثل حفر آبار جديدة وتوفير بدائل أخرى لتغطية احتياجات السكان.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يطالب سكان تعز الجهات المعنية والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل لتوفير حلول مستدامة لأزمة المياه، وضمان حصولهم على حقهم الأساسي في الحصول على مياه نظيفة وآمنة.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - بلقيس
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro